Author

مكافحة النفايات البلاستيكية وتفاقم الأزمة «2 من 2»

|
حول أمثلة النماذج بشأن دعم حملة مكافحة النفايات البلاستيكية، فقد قدمت مؤسسة التمويل الدولية أخيرا لشركة إندوراما فينتشر، وهي شركة عالمية مختصة بتصنيع راتنجات البلاستيك، أول قرض بحري على الإطلاق يركز حصريا على التصدي للتلوث البحري الناجم عن مخلفات البلاستيك. وستساعد الحزمة التمويلية البالغ إجماليها 300 مليون دولار شركة إندوراما على تحقيق هدفها المتمثل في إعادة تدوير 50 مليار زجاجة مصنوعة من البولي إثيلين في العالم سنويا بحلول عام 2025، بما في ذلك في تايلاند وإندونيسيا والفلبين والهند والبرازيل. وفي جنوب آسيا، سيساعد مشروع إقليمي جديد بقيمة 50 مليون دولار على الحد من التلوث بالنفايات البلاستيكية في المنطقة، وزيادة الابتكارات البيئية لإنتاج بلاستيك يستخدم لمرة واحدة.
كما تساعد مؤسسة التمويل الدولية المصارف على إيجاد أدوات مالية مبتكرة مخصصة للمشاريع التي تحمي المحيطات والملايين من موارد الرزق للفئات السكانية الضعيفة التي تعتمد عليها. إضافة إلى ذلك، تدعم المؤسسة الحكومات المحلية والقطاع الخاص إلى جانب سلاسل القيمة البلاستيكية، بما في ذلك مصنعو الراتنجات، وأصحاب الماركات العالمية ومدورو النفايات الذين يضطلعون جميعا بدور في هذه الحرب على النفايات البلاستيكية.
هذا الجهد تدعمه برامج للبنك الدولي، مثل بروبلو Problue، الذي يساند 40 عملية لمكافحة التلوث بالنفايات البلاستيكية في كل المناطق. ففي نيجيريا، على سبيل المثال، يدعم برنامج بروبلو تقييمات لسلاسل القيمة البلاستيكية في المنطقة ويسد الفجوات المعرفية. وفي موزمبيق، يعمل البنك الدولي مع الحكومة والقطاع الخاص على إيجاد حلول مبتكرة ملائمة للبيئة ومدرة للوظائف التي تفيد البيئة.
وحول مواجهة الجائحة فللاستجابة لجهود مكافحة جائحة كورونا وعمليات الإغلاق الاقتصادي، يرتبط البنك الدولي بتقديم ما يقرب من 160 مليار دولار بحلول عام 2021 لدعم الدول المعنية في تصديها للأزمات الصحية والاقتصادية والسعي إلى التعافي.
ثمة فرصة متاحة ومسؤولية قائمة لإعادة البناء بطريقة مستدامة أكثر مراعاة للبيئة البرية والبحرية وأكثر تحقيقا للرخاء. وكخدمة عامة أساسية، ينبغي أن تولي خطط التعافي أولوية لإدارة النفايات الصلبة.
ويمكن دمج حوافز السياسات في خطط التعافي للحد من الاستعمال المسرف للمنتجات البلاستيكية، وتحسين إدارة النفايات البلاستيكية، وتبني سياسات للفرز الملائم للبلاستيك وتحويله إلى موارد ذات قيمة، مع تجنب التكلفة الاقتصادية والبيئية لذلك. ويتيح انخفاض أسعار النفط حاليا فرصة مهمة لتمهيد الساحة أمام البلاستيك المعاد تدويره من خلال تقليص دعم الوقود الذي يفضل البلاستيك الخام ويستنزف الموارد المالية النادرة.
وللحد من التلوث بالبلاستيك والحفاظ على سلامة محيطاتنا، نحتاج إلى إعادة البناء مع زيادة الحرص على بحار أنقى، مع تضافر جهود جميع القطاعات في الابتكار والتعاون في كل مرحلة على امتداد سلسلة القيمة. ومثلما يمكن أن يكون رأس المال الأخضر محركا لقطار الوظائف والتنمية، فإن رأس المال الأزرق يمكن أن يحفز إعادة الإعمار ويحد من الفقر ويساعد على تحقيق الأمن الغذائي. وهذا جدير بالاستثمار فيه.
إنشرها