Author

الموازنة علاج كورونا الاقتصاد

|
في اليوم الذي وصل فيه أول شحنة من لقاح كورونا إلى مطار الملك خالد في الرياض صدرت موازنة الدولة لعام 2021، فكانت شحنة اللقاح علاجا للإنسان، والموازنة علاجا لكورونا الاقتصاد وشعارها "الموازنة صحة وطن"، ويقول خادم الحرمين الشريفين في كلمته عن الموازنة: "فقد أثرت الجائحة في نشاط الاقتصاد المحلي، إضافة إلى الآثار السلبية للركود الاقتصادي العالمي وانخفاض الطلب، خاصة في أسواق النفط التي شهدت انخفاضا حادا في الأسعار"، وأشار الملك سلمان إلى أن التوجيهات قد صدرت بأن تعطى الموازنة الأولوية لحماية صحة المواطنين والمقيمين وسلامتهم، ومواصلة الجهود للحد من آثار هذه الجائحة في اقتصادنا واستمرار العمل على تحفيز النمو الاقتصادي وتطوير الخدمات ودعم القطاع الخاص، والمحافظة على وظائف المواطنين فيه وتنفيذ البرامج والمشاريع الإسكانية والتنموية.
أما ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وهو مهندس خطوات التعافي للاقتصاد السعودي عبر برامج "رؤية 2030" وعبر رئاسته مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، فيقول: "لقد تم بتوجيه مباشر من مقام خادم الحرمين الشريفين اتخاذ تدابير مالية واقتصادية هدفت إلى الحد من تداعيات الجائحة على الأنشطة الاقتصادية، حيث أديرت الأزمة بعناية فائقة وبشكل فعال قاد إلى التخفيف من الآثار السلبية على الاقتصاد السعودي التي كان متوقعا أن تكون أقوى، حيث تمت الموازنة بين الإجراءات الاحترازية وتوقيت عودة الأنشطة الاقتصادية تدريجيا بوتيرة جيدة".
تأكيد مطمئن من القيادة التي تحسب للأمور الحساب الصحيح، وتتخذ الإجراءات على ضوء دراسات معمقة عن آثار الجائحة وكيفية تجاوزها في جميع المجالات، خاصة المجالين الصحي والاقتصادي، وهذا ما جعل التفاؤل يسود في كل الأوساط مع صدور الموازنة الجديدة بأن عام 2021 سيكون أفضل من العام الحالي الذي كان صعبا بجميع المقاييس.
ومع صدور الموازنة برقم غير متوقع وهو 990 مليار ريال للمصروفات، مقابل 849 مليار ريال للإيرادات نذكر بأول موازنة صدرت في بلادنا قبل نحو 88 عاما، أي: بعد توحيد المملكة بعام واحد، وكان مقدارها 14 مليون ريال فقط، ويلاحظ أنها قد تضاعفت اليوم إلى أكثر من 80 ألف ضعف، وتعد الموازنة منذ ذلك الوقت على أسس علمية تستفيد من التجارب العالمية الناجحة ويحدث أسلوب إعداد الموازنة حسب النظريات الحديثة.
وأخيرا: وزارة المالية دائما خلية نشاط وعمل لإصدار الموازنة في موعدها، وأذكر أن محمد أبا الخيل وزير المالية الأسبق كان يولي إعداد الموازنة اهتماما كبيرا، ويتابع ذلك منذ وقت مبكر حتى لا يحدث أي تأخير ويسهر مع مساعديه الليالي التي تسبق إصدار الموازنة، وها هو محمد الجدعان وزير المالية الحالي وفريق عمله الذي استعمل التقنية الحديثة وقد ظهرت جهودهم في موازنة قدمت للمواطن بتغطية إعلامية جيدة رسمت التفاؤل على وجوه الجميع بمستقبل، واعد وبعودة النشاط الاقتصادي إلى ما كان عليه وأفضل في بلاد تملك كل المقومات من الموارد الطبيعية، وأهم من ذلك كله سواعد شابة يعتمد عليها في عملية البناء الشامل.
إنشرها