المقامة الكورونية
إن كورونا آفة عظيمة، قد جعلت كل دولة كأنها يتيمة. تنتشر بسرعة كالبرق، ضاربة أركانها في الخلق. الكل منها يعيش في وجل، وهي راكزة قدمها دون عجل.
يقول الناس لعلها فانية، ترد بالإصابة كل ثانية. يقال إن مصدرها خفاش، يا ليته عن دربها منحاش، والبعض يقول إنها من مختبر، وليس من دليل على صدق الخبر. إن ضحايا هذه الكورونا، قد جاوزوا في العالم المليونا، أما الإصابات فحدث ولا حرج، فالملايين من الناس ينتظرون الفرج. يؤمل الإنسان ذلك "التطعيما"، من يجعله بحول ربه سليما، ولكن يبدو أنه "بعيدا"، لكونه يحتاج مالا ومرجعا سديدا. هذا ومما زاد الطين بلة، ظهور موجة ثانية كالظلة، ويبقى علينا نحن مسؤولية، فيما أقر من قواعد دولية. مثل غسل الأيدي والتباعد، حتى إن كنا في صف واحد. ومثله أن نلبس الكمامة، فهي داعية إلى السلامة. أما من أحس بالحرارة، وتعب شديد في عظامه. هنا لا بد من زيارة الطبيب، على عجل ودونما تسييب. أما من كانت أعراضه خفيفة، مثل كحيحة أو سخنة لطيفة، فليلزم البيت مع العزل، ويرقب وضعه دونما وجل، وليبتسم ليرفع المناعة. أجل فإنها نعمت البضاعة، فالفأل أن الفأل كالعلاج، يقود مسرعا إلى المخراج. أما التشاؤم فأمره خطير، لا خير فيه إنه نذير. إن كورونا ذلك الفيروسا، بدون شك خبث النفوسا. فكيف بشيء لا يرى بالعين، دعا الدول تصاب بالأنين. يقول ربنا تعالى، سبحانه إلهنا تعالى. "سنريهم آياتنا في الآفاق"، فهل للناس من استيفاق، فويرس محقر صغير، ما باله قد حير الكثير. الناس كل الناس يعجبونا، في سرعة نغير الظنونا. كنا نقول قد ملكنا الذرة، فإذ بعلمنا أحقر من ذرة. لذا دوينك أيها الإنسان، أرفق بنفسك دونما طغيان، لقد أعاد هذا الفيروس التفكير، في كل أمر دونما تأخير، وليس شيء ثم دون فائدة، فأدرك الإنسان أمورا رائدة، مثل لزوم أن ندعم البحوثا، في الجامعات أو معاهد البحوثا. رجاؤنا في الواحد القهار، يرفعها عن جميع الأقطار. لينعم الناس بالسعادة، سعادة تعقبها سعادة، والفرج بإذنه قريب، فهو دائما لنا مجيب.