يوم عالمي لغسل اليدين

مع انتشار جائحة كورونا، فإن من أهم الاحترازات التي تؤكد عليها السلطات الصحية في مختلف دول العالم، ظاهرة غسل اليدين. ومن اللافت للنظر، وجود يوم اصطلح على تسميته "اليوم العالمي لغسل اليدين" Global Handwashing Day GHD، يوافق 15 من تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، وأقر ذلك فقط منذ عام 2008. ويهدف هذا اليوم إلى تعزيز ودعم ثقافة غسل اليدين وتسليط الضوء على أن اليدين هما السبيل الرئيس لانتقال الميكروبات إلى الإنسان وإصابته بالعدوى، وأهمية تثقيف المجتمع حول ضرورة غسل اليدين دوريا لمنع انتقال العدوى. الدراسات أشارت إلى أن 1.7 مليون طفل يموتون سنويا قبل عامهم الخامس بسبب الإسهال، وأنه لو تمت المحافظة على غسل اليدين، فإن خطر الإصابة بالإسهال سيقل بنسبة تصل إلى 47 في المائة. وفيما يخص فيروس كورونا، فأكدت الأبحاث العلمية الحديثة أنه يستطيع العيش على جلد الإنسان فترة تقدر بأكثر من أربعة أضعاف المدة الزمنية التي يعيشها الفيروس المسبب للإنفلونزا، وهذا يظهر أهمية غسل اليدين باستمرار لمكافحة الفيروس المستجد. كما أظهرت دراسة علمية حديثة نشرت في مجلة Risk Analysis، وأجريت في معهد ماسوشتس للتكنولوجيا، أن غسل الأيدي يقلل من خطر انتشار العدوى بنسبة تصل إلى 69 في المائة. وتعجب حين ترى أن الشريعة الإسلامية أرست قواعد النظافة الشخصية لأفراد المجتمع منذ ما يزيد على 14 قرنا، بل جعلتها شطر الدين وعدت الطهارة ركنا أساسيا وضرورة وقيمة حضارية للتقدم، وأنها جزء لا يتجزأ من الإيمان، وليست سلوكا مرغوبا فيه، بل جعلتها قضية متصلة بالعقيدة لا يصح إيمان شخص دونها، ففي محكم التنزيل، "يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق".. الآية. ومعنى ذلك وجوب غسل الوجه واليدين خمس مرات على الأقل في اليوم. ويقول نبي الأمة، "الطهور شطر الإيمان". إن التقاء شعائر الإسلام المختلفة بكثير من الاكتشافات العلمية، يدل دلالة واضحة على أن هذا الدين هو من عند الله، الذي خلق الإنسان، وهو أدرى بما يحقق مصلحته. ولذا، فإنه لا بد من ترسيخ آداب الطهارة والنظافة لدى أفراد المجتمع بجميع شرائحه عبر أجهزة الإعلام ووسائل التواصل وعبر التربية المدرسية والأسرية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي