الأمريكيون الأفارقة ضحايا مذبحة الوظائف في الولايات المتحدة

الأمريكيون الأفارقة ضحايا مذبحة الوظائف في الولايات المتحدة
حتى قبل أن تضرب الجائحة كان معدل البطالة بين الأمريكيين السود أعلى 3.9 في المائة من المتوسط الوطني. تصوير: ماريو تاما "جيتي"

عندما بدأ 2020 كانت كيرا هان تكسب قوت يومها من خلال توظيف استراتيجية مجربة عبر الزمن في المجتمع الإفريقي الأمريكي. وجدت مواطنة دنفر وظيفة في القطاع العام - أمينة مكتبة لخدمات الشباب في بورتلاند، أوريجون.
ثم بدأ كوفيد - 19 بالتفشي. أصبحت حياة العمل الخاصة بهان "فوضوية" حيث تعاملت مع إرشادات السلامة سريعة التطور، ومع نقل فرعها في اللحظة الأخيرة، وأخيرا الأخبار في آب (أغسطس) عن إلغاء وظيفتها. في الشهر التالي، بعد أسابيع من مفاوضات النقابة، وافقت على التسريح الطوعي.
قالت هان، البالغة من العمر 47 عاما التي تعرف بأنها أمريكية من أصل إفريقي وكوري: "كان لدي هذا التوازن المالي الدقيق للغاية حيث تمكنت من الحفاظ على جميع نفقات المعيشة في بورتلاند". أضافت: "لكن هذا كان يعتمد على عدم حدوث أي خطأ".
عادت هان إلى دنفر لتكتشف خطوتها التالية. المحنة التي مرت بها تسلط الضوء على الخسائر الفادحة التي ألحقها الوباء بالعاملين الأمريكيين من أصل إفريقي في الولايات المتحدة، وهي مجموعة دخلت في الأزمة مع معدل بطالة أعلى 3.9 نقاط من المتوسط الوطني.
يتعرض الأمريكيون السود لضربة شديدة لأن الكثير منهم يعملون في القطاع العام، وهو أمر يعود إلى قوانين مناهضة التمييز في حقبة الحقوق المدنية التي فتحت الوظائف الحكومية للأمريكيين من أصل إفريقي وجعلتها مرغوبة منذ ذلك الحين. ما يقارب واحدا من كل ستة أمريكيين من السود كانت لديه وظيفة في القطاع العام في 2019، على الرغم من أن الأمريكيين السود يشكلون 12 في المائة فقط من القوة العاملة.
لكن آفاق التوظيف في القطاع العام في الولايات المتحدة سيئة وتزداد سوءا. أدى التباطؤ الاقتصادي الناجم عن الوباء إلى انخفاض عائدات الضرائب، ما أجبر الحكومات المحلية على خفض عدد الموظفين في المدارس ومراكز الشرطة وأنظمة النقل والمكتبات وقاعات المدن ومباني البلدية.
أفاد مكتب إحصاءات العمل أن 130 ألف موظف حكومي محلي طردوا من العمل في تشرين الأول (أكتوبر)، ما يرفع العدد الإجمالي لمثل هذه الوظائف التي تم تسريح أصحابها منذ شباط (فبراير) إلى 1.4 مليون تقريبا - ما يقارب ضعف العدد البالغ 750 ألفا في الأعوام الخمسة التي تلت الكساد الاقتصادي العظيم في العقد الماضي.
مع عدم وجود إعانة فيدرالية في الأفق، تتوقع حكومات الولايات والحكومات المحلية أن ترى عائداتها المجمعة تنخفض 5.5 في المائة في 2020 – وأن تشهد عجزا قدره 155 مليار دولار، من المحتمل أن ينمو في العام المقبل، وفقا لمعهد بروكينجز.
نظرا لمتطلبات موازنة ميزانياتها بحلول نهاية العام، سيتعين على هذه الحكومات خفض المزيد من النفقات. في نيويورك قالت وكالة النقل الحضري إنها قد تضطر إلى إلغاء ثمانية آلاف وظيفة ما لم تحصل على مليارات أخرى من المساعدات الفيدرالية.
قال الاقتصادي ديفيد كوبر من معهد السياسة الاقتصادية، وهو مؤسسة فكرية ذات ميول يسارية: "هذه خسارة كبيرة للغاية، وأعتقد لسوء الحظ أن ذلك يمكن أن يكون مجرد قمة جبل الجليد لأن الكثير من ضغوط الميزانية هذه لم تظهر بالكامل بعد". أضاف: "هناك الكثير من الخسائر في الوظائف التي من المحتمل أن تقع بشكل كبير على العاملين من الأقليات العرقية".
تعثر النقاش حول تشريع التحفيز الفيدرالي في واشنطن حول مسألة تقديم المساعدة لحكومات الولايات والحكومات المحلية. عارض الجمهوريون مثل هذه الإجراءات، بحجة أنها تهدف إلى إنقاذ الولايات القضائية الديمقراطية التي تدار بشكل سيئ. رد الديمقراطيون بأن الإغاثة ضرورية للحفاظ على الخدمات وإنقاذ الوظائف.
جو بايدن، الرئيس المنتخب، حذر في خطاب ألقاه الإثنين، قائلا: "ستشاهد مئات الآلاف من ضباط الشرطة ورجال الإطفاء والمستجيبين الأوائل وعيادات الصحة النفسية، يتوقفون عن ممارسة نشاطاتهم".
مع وصول واشنطن إلى طريق مسدود، يتعين على كثير من العاملين من الأقليات العرقية التعامل في وقت واحد مع شبح الصعوبات الاقتصادية والمخاطر التي يشكلها فيروس كورونا.
قال براندون سمرز، 33 عاما، وهو مقيم في ولاية نيفادا من ذوي البشرة السوداء ويعمل مدرسا وموسيقيا، إنه لن ينسى أبدا الصدمة التي تعرض لها في آذار (مارس) عندما اختفت كلتا فرصتيه، معلما بديلا في مدارس لاس فيجاس وعازف كمان هيب هوب في المدينة.
قال: "لم أكن قلقا للغاية بالنسبة للشهر الأول، لكن عندما تحول شهر واحد إلى ستة أشهر من دون دخل، ولا عمل، أصبح الأمر مزعجا حقا". أضاف: "لم أتقدم أبدا بطلب للحصول على إعانة البطالة طوال حياتي، وللمرة الأولى كنت أتقدم للحصول على الإعانة وأقول ’أنا بحاجة إلى الطعام. أحتاج إلى المال. انا بحاجة الى مساعدة. لا أستطيع دفع إيجاري‘".
وجد سمرز في نهاية المطاف عملا في أيلول (سبتمبر) مقابل 120 دولارا في اليوم معلم أوركسترا في مدرسة إعدادية، لكن على الرغم من وجود احتمال للتمديد حتى أيار (مايو)، إلا أنه يفكر في تجربة حظه في القطاع الخاص. قال: "أنا أقدر الاستقرار والدخل المتوقع، لكنه نوعا ما يعد من البيئات المعزولة للغاية".
هان ليست متأكدة مما ستفعله. أغرتها وظيفة في مكتبة أوريجون لدرجة أنها ابتعدت أكثر من ألف ميل عن موطنها الأصلي في دنفر. الآن وقد عادت إلى المنزل، هناك نحو اثنين من الباحثين عن عمل لكل وظيفة شاغرة - وفيروس كورونا.
قالت: "أدرك أنني يجب أن أنجو من جائحة كوفيد أولا. يجب أن أبقى على قيد الحياة قبل أن أتمكن حتى من الحصول على وظيفة".

الأكثر قراءة