لا للكراهية
يقول الأمير محمد بن سلمان: "إن خطاب الكراهية هو الدافع الرئيس لتجنيد المتطرفين، وأن ذلك يشمل خطاب الكراهية، الذي يستخدم حرية التعبير وحقوق الإنسان كمبرر. هذا النوع من الخطاب يستقطب خطاب كراهية مضاد من المتطرفين، وهو مرفوض بطبيعة الحال".
من يتتبع مجريات أحداث التاريخ، سيدرك أن كل حرب ومأساة وكارثة كان المحرك لها الكراهية. خطورة هذا المفهوم، تكمن في تأثيره في عقول العامة والشعوب غير الواعية، ففي العقود الماضية في أوروبا وأمريكا كان المتطرفون يؤصلون مفهوم كراهية العرق الأسود، ما نتج عنه التمييز العنصري. طوع المتطرفون هذا المفهوم لخدمة أغراضهم التجارية في استعباد أصحاب البشرة السوداء وتسخيرهم لخدمتهم مع إلغاء جميع حقوقهم الإنسانية، فشهد التاريخ حملات انتزاع للإنسان من بيئته الإفريقية وإهدار كرامته وبشريته، وتحت هذه الضغوط انفجرت حروب كراهية في بداية القرن الـ20 بين العرق الأبيض والأسود، راح ضحيتها الآلاف قبل أن يدرك الطرفان أن الكراهية هي السبب.
قبل توحيد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود المملكة، كانت الحروب القبلية تدور رحاها بشراسة في الجزيرة العربية، ما نتج عنها انعدام الأمن والسلب والنهب والاعتداء على الأرواح والممتلكات. الكراهية كانت هي المحرك للحروب القبلية، فالعنصريون والمتطرفون من كل قبيلة، كانوا يشحنون قلوب أبناء القبيلة بالكراهية على القبائل الأخرى، ما خلف موروثا عميقا بالعزة والأنفة لبعض القبائل على الأخرى دون وجه حق، رغم أننا جميعا "ولاد تسعة"، حتى جاء الحكم السعودي وجعلهم سواسية أمام الشرع والقانون والحقوق والواجبات بغض النظر عن القبيلة والعرق و"وش أنت من لحية"!
على مر التاريخ، الحروب الأهلية التي فتكت بأبناء الوطن الواحد كان محركها الكراهية، الانقسام الطائفي في المجتمع الواحد كان محركه الكراهية. الثورات الداخلية التي تخدم أهداف المتطرفين وأجندتهم الخبيثة كان محركها زرع الكراهية في عقول العامة ضد الحكام، وخير شاهد على ذلك، ثورة الربيع العربي التي خلفت لنا كل هذا الدمار الشامل الذي لم تستطع تلك الدول العربية التي عصف بها أن "ترقع" آثاره المدمرة.
كل نتائج الكراهية مدمرة، فالكراهية بين الأزواج توقع الطلاق، والكراهية بين الإخوان تجر إلى القطيعة، والكراهية بين الجيران تورث المشكلات، والكراهية بين المدير وموظفيه تعطل التنمية.. .
وخزة
أفضل سلاح لمحاربة الكراهية، هو الحب والسلام والتعايش وتقبل الآخر واحترامه مهما كان مختلفا عنك في الدين والعرق والجنس والطائفة والرأي.