Author

عام من الحراك .. في رئاسة العشرين

|
بعد أقل من أسبوع تعقد القمة النهائية لمجموعة العشرين في عاصمتنا الرياض، التي كانت عاصمة العالم خلال عام 2020.. حيث اتجهت الأنظار إليها بشكل يكاد يكون يوميا، لتواصل الاجتماعات على مختلف المستويات، وتمثل هذا الحراك في ثماني مجموعات عمل غطت معظم الملفات الاقتصادية والتنموية المعقدة، ما يؤكد قدرة السعودية على قيادة الأجندة العالمية الطموحة. وتشمل مجموعات العمل التي تقودها منظمات المجتمع المدني، ما يلي: "مجموعة الأعمال"، وتضم شركات صغيرة ومتوسطة وشركات كبرى وتعمل على إبراز دور القطاع الخاص في معالجة أزمة كورونا وتداعياتها على الاقتصاد. أما المجموعة الثانية، وهي الخاصة بالشباب، فتعمل على تطوير التعاون مع جيل المستقبل وتوفير منصة للشباب لسماع أصواتهم. وتعمل مجموعة "المجتمع المدني"، على توفير منصة لإيضاح وجهات النظر المختلفة حول التحديات المختلفة. وتعمل مجموعة العمل الرابعة، وهي الخاصة بالعمال في جميع أنحاء العالم، لتعزيز حقوقهم والدفاع عن مصالحهم. أما المجموعة الخامسة وهي المسماة "مجموعة الفكر"، فتقدم توصيات السياسات العامة القائمة على البحوث الفكرية العالمية. ومن المجموعات المهمة تحت مظلة قمة العشرين "مجموعة المرأة"، وتضم ممثلات للمنظمات النسائية غير الحكومية ورائدات الأعمال. وتأتي "مجموعة العلوم" كأصغر المجموعات، وهدفها تزويد صانعي السياسات العلمية بتوصيات تعزز الحوار الرسمي مع المجتمع العلمي. وتعمل المجموعة الثامنة والأخيرة، وهي "المجموعة الحضرية"، على مناقشة قضايا التغير المناخي والاندماج الاجتماعي والتكامل واستدامة النمو الاقتصادي. وهكذا، فإن الأخذ بنظام المجموعات وسع دائرة اهتمام قمة العشرين ليشمل معظم جوانب الحياة. وامتازت رئاسة السعودية لاجتماعات دول العشرين هذا العام بتقديم أبعاد جديدة ذات أثر مهم في مستقبل حياة الإنسان، وتتطابق مع المحاور التي اعتمدتها لعام رئاستها، وهي "تمكين الإنسان والحفاظ على كوكب الأرض وتشكيل آفاق جديدة". ولعل من أبرز المحاور المستجدة التي قدمتها الرئاسة السعودية للعشرين، تنظيم أول اجتماع لقادة "وكالات الفضاء" برئاسة الأمير سلطان بن سلمان، الذي عرفناه وعرفته المنطقة بريادته للفضاء.. وتحقق باجتماع "20 قائدا" لوكالات الفضاء أولية تاريخية. وأكد حضور جميع رؤساء الوكالات ثقل المملكة ومكانتها العالمية وأهمية موضوع الفضاء لخدمة الإنسان.. والانفتاح على اقتصادات الفضاء التي قدرت عام 2019 بـ"400 مليار دولار". وكان للذكاء الاصطناعي نصيب من اهتمام مجموعة العشرين، حيث قام فريق من خبراء القطاعين العام والخاص بتحديد دور الحكومات في تطوير سياسات وأنظمة الذكاء الاصطناعي واستخدام التقنية عند وقوع الأزمات، وإدراج هذه السياسات ضمن برنامج أعمال مجموعة العشرين على المدى الطويل. كما عقد على هامش اجتماعات رئاسة العشرين المؤتمر الأول للموهبة والإبداع الذي قدمته مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة، الذي سيعقد كل عامين ويستقطب متحدثين من العلماء وصناع القرار، وذلك لتعزيز التوجه العالمي لتنمية القدرات الشابة والمبدعة.
وأخيرا، من الأبعاد الجديدة التي قدمت لأول مرة في اجتماعات مجموعة العشرين الاجتماع الوزاري الأول لمجموعة عمل مكافحة الفساد في دول المجموعة. وأكد مازن الكهموس رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد السعودية، "أن مجموعة العشرين ملتزمة ببناء ثقافة رافضة للفساد، وتعمل على تعزيز جهودها لمكافحته"، معربا عن أمله في أن يستمر عقد هذا الاجتماع الوزاري خلال الرئاسات المقبلة. ولا شك أن دول مجموعة العشرين ستجد في التجربة السعودية لمكافحة الفساد ما يمكن الاستفادة منه، نظرا إلى الجدية والحزم اللذين أدارت بهما القيادة هذا الملف المهم.
إنشرها