الزعول «المطنقر»

اختلاف سلوكيات الناس أمر طبيعي مشاهد وقد يلحظ ذلك حتى في الأسرة الواحدة بل قد يوجد بين الأشقاء، فهذا حليم وهذا سريع الغضب وهذا كريم والآخر بخيل وهكذا. ومن الطبائع الموجودة منذ القدم وأخذت أخيرا في الازدياد ظاهرة الزعل أو كما يسميها البعض "الطنقرة". وما من شك أن ازدياد ضغوطات العمل وتسارع وتيرة الحياة قد أديا إلى ضعف قدرة الناس على التحمل ودخولهم في حالة نفسية سيئة يقل فيها التفكير المنطقي وقد يصحب ذلك ارتفاعا في ضغط الدم وتصرفات لا إرادية تجعل الشخص يصر على رأيه حتى إن كان يعلم في قرارة نفسه أنه ليس على صواب. ومن أبرز الأعراض التي تدل على أن الشخص ذكرا كان أو أنثى دخل في دائرة الزعل أو "الطنقرة"، عدم القدرة على التأمل والاستدراك والتمتمة بكلمات غير مفهومة وقد تنتفخ أوداجه ويتسارع نفسه ولم يعد قادرا على الاستماع للطرف الآخر. وعظم الله أجر المرأة إن كان زوجها من هذا النوع، وأجر الرجل إن كانت زوجته كذلك فالخلاف أمر طبيعي في الحياة خاصة الحياة الزوجية، فليس من المعقول أنه لأي أمر بسيط بين الزوجين تظهر حالة الزعل أو الطنقرة، حتى إن أحدهم قد "يطنقر" لأن الملح كان قليلا في الطعام، أو أن الزوج اعتذر أن يأخذها اليوم إلى السوق، إنه لمن المؤسف أن يصبح الزعل هو ردة الفعل الجاهزة لأبسط الأمور أو المواقف التي تحدث يوميا فهذه طبيعة الحياة، فالناس بشر وليسوا ملائكة ولذا فالعتاب أو "صابون القلوب" كما يحلو للبعض أن يسميه أمر منطقي لإيضاح صورة ما أو لرفع تصور فهم خطأ من قبل الآخر. ما أصعب رفقة الزعول وصدق من قال:
لا تصادق بخيل ولا تخاوي زعول
ولا تجادل سفيه ولا تعاند خبل
وما أجمل من وصف المرأة الرزينة المحترمة بقوله:

قلبها ما هو على العالم زعول
من بياض القلب تنسى وش حصل
إنه لمن المهم جدا أن نعود أنفسنا وأسرنا وأن ننشئ أطفالنا على تعلم الهدوء والسكينة والقدرة على التواصل المريح وأدب الحوار والاختلاف حتى لا نخرج من دائرة الراحة والسعادة إلى دائرة الزعل و"الطنقرة" التي تشوه حلاوة الحياة وجمالها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي