قيامة الحيوانات المنقرضة

هذا ما يطلقه العلماء على عملية إعادة إحياء الحيوانات المنقرضة منذ آلاف الأعوام بوساطة الاستنساخ من أحماضها النووية المخزنة. فهل هذا التصرف ممكن ومفيد للكون؟ أم أنه ضرب من ضروب العبث العلمي؟!
تعد لحظة موت آخر أفراد النوع الواحد من الكائنات الحية، سواء كانت نباتا أو حيوانا أو حشرة أو حتى ميكروبا، هي لحظة الانقراض عموما، على الرغم من أنه من الممكن أن يفقد أفراد هذا النوع القدرة على التكاثر فترة ثم يعاود نشاطه، إما ذاتيا وإما بوساطة برامج حماية الحياة الفطرية!
أكثر من 99 في المائة من جميع الأنواع التي عاشت على الأرض ويصل عددها إلى أكثر من خمسة مليارات نوع، اختفت من الوجود. ويبلغ عدد الأنواع الموجودة حاليا على كوكب الأرض بين عشرة ملايين و14 مليون نوع، تم توثيق 1.2 مليون منها فقط!
وعلى مر الأعوام وتقلب المناخ وتطور الحياة على الكرة الأرضية، تتطور الكائنات الحية لتتأقلم مع بيئاتها الجديدة، وتنقرض الأنواع عندما لا تعود قادرة على البقاء في ظروف متغيرة، أو على الاستمرار ضد منافسة متفوقة.
يعيش العالم اليوم في مرحلة انقراض العصر الهوليسيني، أو ما يطلق عليه أحيانا "الانقراض العظيم السادس"، حيث يشير بعض الدراسات إلى أن ما يزيد على 100 ألف نوع يتعرض للانقراض سنويا، ما يجعل مهمة المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض في غاية الصعوبة.
ولحسن الحظ، تم إنقاذ بعض الحيوانات التي كانت على حافة الانقراض، ويعود الفضل في بعضها إلى الوعي وإلى برامج حماية الحياة الفطرية، والبعض الآخر حدث بفضل الطبيعة الأم، التي تحاول النهوض بأفراده، بفضل من الله، ولحكمة أرادها سبحانه وتعالى.
لكن الغريب ما يقوم به مجموعة من العلماء في محاولات مستميتة لإعادة إحياء كائنات حية انقرضت منذ مئات ملايين الأعوام، فهناك ما يقارب 16 نوعا من الحيوانات المنقرضة، يحاولون فعليا إعادتها إلى الحياة باستنساخ حمضها النووي واستخدام التلقيح الصناعي في أرحام حيوانات شبيهة بها، منها "الضفدع المعوي" الذي يتمتع بسمة فريدة ويحول معدته إلى رحم وينجب بتقيؤ ذريته من فمه، حيث تم أخذ خلايا من معدة حيوان منقرض واستنساخها، ولم تنته المحاولات حتى الآن. أما "وعل البرانس"، فمات الجنين المستنسخ خلال فترة وجيزة!
قال تعالى، "أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده، إن ذلك على الله يسير. قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق، ثم الله ينشئ النشأة الآخرة، إن الله على كل شيء قدير".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي