عروسة المولد

تعود العرب والمسلمون الاحتفال بالمولد النبوي كل عام بطرق مختلفة، كل حسب معتقده. وتميزت الموالد التي تقام في الدول العربية بتوزيع وأكل الحلوى. ويعود تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي إلى عصر الفاطميين، حيث أرادوا بذلك التقرب من المصريين ومشاركتهم أفراحهم.
قبل ألف عام وتحديدا في القرن الرابع الهجري مع دخول الفاطميين لـ"المحروسة" عام 973، حيث استوحيت فكرة حلوى المولد وعروس المولد بالذات من موكب الخليفة الفاطمي، الذي كان يجوب الشوارع ويوزع الحلوى بكميات كبيرة على الناس والجنود يوم المولد النبوي. وكان الحاكم بأمر الله يحرص على الخروج في موكب يوم المولد النبوي بصحبة زوجته التي كانت ترتدي ثوبا أبيض، ما ألهم صناع الحلوى فكرة صناعة حلوى على هيئة عروس وفارس على حصان توزع في توقيت مرورهما كل عام، حتى أصبحت عادة مصرية وطقسا يرتبط بالمولد النبوي. العروس للبنات والفارس والحصان أو الجمل للأولاد. مع مرور الأيام أصبحت صناعة الحلوى جزءا من التاريخ والثقافة والفولكلور المصري، وتطورت وتشكلت الحلويات التي تقدم في المولد وأدخلوا عليها الألوان والزخارف وأنواعا أخرى من الحلويات مثل السمسمية والحمصية والفولية والملبن.
وفي ليلة المولد تقام الاحتفالات والأناشيد سواء في مصر أو باقي الدول العربية ويصاحبها بعض الخرافات من زيارة قبور الأولياء والصالحين والتبرك بها، ففي العراق يحرص الزوار في الأعظمية على تقبيل صندوق يحتوي على شعرة يدعون أنها شعرة النبي - صلى الله عليه وسلم -! إنه حب ظاهري شكلي، يخالطه كثير من المغالطات والمحاذير الشرعية. ويصادف المولد النبوي هذا العام تلك الهجمة الشرسة على أشرف وأطهر خلق الله نبينا محمد - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - فشتان بين الحلوى والدم!
نحن كشعوب مسلمة تحكمنا العواطف وننساق وراءها، ويعتقد قلة من المسلمين ممن امتلأت أدمغتهم بوساوس الشياطين، أن القتل والغدر لمن يخالفهم الدين نصرة لنبيهم الذي كان من صفاته الحلم ولين القول والدعوة إلى الله بالحسنى، فلم يكن فاحشا ولا متفحشا، إنه رسول الحب والسلام والتاريخ مليء بقصص حلمه وصبره وإحسانه حتى مع ألد أعدائه، كيف هو حاله لو كان معنا اليوم ويرى ما يفعله هؤلاء القلة بدعوى نصرته ويناصرهم البعض ويدعو لهم بالتوفيق والسداد!
إنه لأمر محزن ومصاب جلل أساء للإسلام والمسلمين وخسر بسببه المسلمون كثيرا من مكتسباتهم وعلاقاتهم، خصوصا المهاجرين منهم. إن نصرته - صلى الله عليه وسلم - باتباع أوامره والاقتداء بسننه ونشر الخير والحب والسلام، ودعوة الناس بالحسنى لا بسفك دماء الأبرياء وتشويه صورة المسلمين وربطها بالإرهاب!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي