FINANCIAL TIMES

شركات الطيران الأمريكية تتعلق بالمسافرين للترفيه خوفا من السقوط

شركات الطيران الأمريكية تتعلق بالمسافرين للترفيه خوفا من السقوط

تتوقع شركات الطيران أن جزءًا من السفر الذي يتم بتذاكر باهظة الثمن لن يعود أبدًا.

تتقاتل شركات الطيران الأمريكية على المسافرين بغرض الترفيه، وهم المواطنون التاريخيون من الدرجة الثانية في رحلات الطيران، مثل الركاب على متن طائرة مزدحمة يتجهون للحصول على آخر رف علوي متاح.
شركات الطيران "يونايتد" و"أمريكان" و"دلتا" خفضت الأسعار، وألغت رسوم التغيير، وجددت شبكاتها لإضافة مزيد من الرحلات الجوية إلى وجهات العطلات حيث تسعى لجذب الأشخاص الوحيدين الذين يسافرون الآن.
أجبر الوباء شركات الطيران الكبرى على التركيز على كسب الأعمال من نحو 80 في المائة من الركاب الذين يجلبون 50 في المائة فقط من العائدات، مع بقاء المسافرين من قطاع الشركات في منازلهم - باستثناء عندما تغريهم الشمس وركوب الأمواج للابتعاد.
في حين أن الاستراتيجية أسفرت عن رأسمال عامل لشركات الطيران وصفقات لائقة لمن يرغبون في قضاء العطلات، قال محللون إنها تشكل خسارة على المدى الطويل لأكبر شركات الطيران الأمريكية لأنها لا تستطيع تغطية التكاليف التي تصاحب تشغيل شبكة للمسافرين من رجال الأعمال.
قال مستشار الطيران روبرت مان: "إنها عقوبة، إذا صح التعبير، لهذه الشركات التي ركزت على علاقات العملاء الذين يسافرون بصورة متكررة مع استبعاد أي شخص آخر". أضاف: "إنها مفارقة بعض الشي".
تسبب انتشار كوفيد - 19 في اضطراب كارثي لشركات الطيران حول العالم هذا العام. أدى الخوف من العدوى، إضافة إلى القيود الحكومية، إلى انخفاض حركة الركاب في الولايات المتحدة 96 في المائة في نيسان (أبريل)، وفقا لبيانات من إدارة أمن النقل الأمريكية. وقد حدث بعض التعافي لكن لا تزال الحركة أقل بمقدار الثلثين عن تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي.
في أيلول (سبتمبر) انخفضت السعة في أكبر ثلاث شركات طيران أمريكية من حيث الإيرادات بنسبة 50 في المائة للرحلات الداخلية وأكثر من 70 في المائة للوجهات الدولية، وفقا لبيانات من شركة استشارات الطيران OAG.
لم ينتعش سفر الأعمال بالسرعة التي ينتعش بها سفر الترفيه، وتتوقع شركات الطيران أن جزءا من ذلك السفر الذي يتم بتذاكر باهظة الثمن لن يعود أبدا. لذلك جداول أكبر شركات الطيران للرحلات من نقطة إلى نقطة تزدحم بالوجهات الخاصة بالعطلات، ما يضعها في منافسة مباشرة مع شركات الطيران الأصغر المنخفضة التكاليف.
مشيرة إلى "استراتيجية الشمس والثلج"، زادت "ألاسكا إيرلاينز" عروضها إلى المكسيك وإلى أقرب مطار لبحيرة تاهو. قالت "يونايتد" في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) إنها ستزيد خدماتها لأكثر من 40 شاطئ كاريبي ومكسيكي في تشرين الثاني (نوفمبر)، بعد أن أضافت رحلات إلى فلوريدا مسبقا. وأضافت "أمريكان إيرلاينز" 33 وجهة منذ حزيران (يونيو)، إلى جانب وجهتين جديدتين في المكسيك.
جاري كيلي، الرئيس التنفيذي لشركة ساوث ويست للطيران، قال إن الرحلات الإضافية إلى بالم سبرينجز وكاليفورنيا وميامي "ستجعلنا نحصل على عائدات إضافية في وقت حرج".
التنافس الحالي على عدد قليل من المسافرين الذين لا يسافرون بشكل متكرر يظهر "جهدا غير عادي" من شركات الطيران، بحسب مان، مع تسعير "في مكان ما بين الجذاب والمثير جدا".
في الوقت نفسه، إسقاط رسوم تغيير التذكرة البالغة 200 دولار يطمئن العملاء أنهم لن يتعرضوا للعقوبة إذا تغيرت خططهم ويشجعهم على حجز رحلة. قال مان إن مجرد الحصول على حجوزات أمر مهم لشركات الطيران، لأنه يمنحها أموال العملاء لاستخدامها رأسمال عامل.
توجد هذه الخطوة نوعا من حسن النية، حتى مع بقاء مزيد من الرسوم المربحة مثل فحص الأمتعة في مكانها. جلبت شركات الطيران الأمريكية 2.8 مليار دولار من رسوم تغيير التذكرة في 2019، مقارنة بـ 5.8 مليار دولار من رسوم فحص الحقائب.
تبحث شركات الطيران عن عملاء محتملين مثل جوليانا مازوني. بعد أن أحبط الوباء رحلاتها المخطط لها سابقا هذا العام، وجدت مازوني نفسها متحمسة للذهاب إلى مكان ما. وجدت هي وشقيقتها رحلة بقيمة 300 دولار إلى أوروبا على متن "يونايتد" من نيوارك، نيو جيرسي، مع إقامة لمدة خمسة أيام في منتجع مقابل ألف دولار أخرى.
اختارتا جزيرة كاريبية لأن الباقة عرضت صفقة لوجهة كانت في الأوقات العادية تبدو بعيدة المنال أكثر من شواطئ المكسيك. قبل عام، كانت تكلفة تذكرة ذهابا وإيابا من منطقة نيويورك إلى جزيرة أروبا Aruba تزيد بنسبة 18 في المائة. قالت مازوني: "قيمة جيدة بالنسبة لوضعك المادي".
فاسو راجا، مدير الإيرادات في أمريكان إيرلاينز، أشار إلى أن الشركة تنوي بناء علاقات مع المسافرين الحاليين و"ترقيتهم إلى مستويات أعلى من الولاء". قال الشهر الماضي: "ببساطه لا توجد حركة جوية كافية. إنها حقا تجعلنا نعيد التفكير في كيفية تعاملنا مع الترفيه والأعمال".
سافانثي سيث، المحللة في ريموند جيمس، لاحظت أن أكبر شركات الطيران لم تنظر حتى الآن إلى المسافرين بغرض الترفيه على أنهم "أولوية قصوى". لكن في الوقت الذي تحاول فيه تغيير الاستراتيجية، تجد نفسها مثقلة بالتكاليف المرتبطة بتقديم الطعام إلى المسافرين من الشركات، وبكل شيء من صالات الدرجة الأولى إلى الشبكات المبنية حول رحلات يومية متعددة بين مراكز الأعمال.
قالت: "هذه كلها أشياء عالية التكلفة، لكن عندما يكون لديك مسافرون من رجال الأعمال، يمكنك تحمل ذلك لأنهم يميلون إلى مزيد من الأسعار المميزة". أضافت: "لا يمكنهم تحمل هذا على المدى الطويل ما لم يزيلوا بعض هذه الأشياء".
واجهت جهود شركات الطيران لجذب المسافرين بغرض الترفيه بعض الشكوك. قطع ديف ماسون أميالا مع "يونايتد" بوصفه مديرا استراتيجيا في شركة اتصالات ذات علامة تجارية في شيكاغو، لكن حتى قبل الوباء كان تحول الصناعة نحو العمل عن بعد يعني أنه عندما يسافر، كان ذلك عادة للترفيه.
قال إن شركات الطيران أهملت المسافرين بغرض الترفيه. "لا أقول إنها أساءت معاملتهم، لكنك بالتأكيد في قاع البرميل إذا لم تكن مسافرا من رجال الأعمال في الماضي. الناس سئموا من ذلك. ستنجذب نحو شركات الطيران التي تعاملك بطريقة أقل سوءا".
أضاف أن التودد إلى المسافرين بغرض الترفيه هو "السبيل الوحيد المتبقي لهم، لذلك يمكنني أن أفهم سبب قيامهم بذلك، لكن يبدو الأمر مجرد شعور باليأس".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES