هل تعتذر السلطة الفلسطينية؟
هل أدرك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الخطأ الجسيم الذي اقترفه في مقطعه المصور؟ مثل ذلك المقطع والكلام غير اللائق وغير الدقيق الذي تفوه به لا يقبل من شخص عادي فكيف برئيس سلطة قامت بدعم من الأشقاء وفي مقدمتهم المملكة؟، لم يكن هذا الخطأ الوحيد فيما يخص علاقات السلطة في السعودية، قبل ذلك ولمدة طويلة بدأت بالبروز الصارخ وغير السوي "أحيانا" أثناء عهد المرحوم الملك عبدالله بن عبدالعزيز، امتلأت الشبكة ووسائل التواصل بردح منظم من أطراف فلسطينية لم تتورع عن الإساءة إلى المملكة وقيادتها وشعبها إما في خطب مساجد وإما أهازيج رقص في أعراس. وقتها كان على رئيس السلطة أن يحضر بقوة لردع تلك المهازل والنأي بموقعه وبالسلطة الفلسطينية عنها ووضع النقاط على الحروف، لكنه بدلا من ذلك وفي تصرف بعيد عن الحكمة والمسؤولية وبمشاركة بعض معاونيه توج تشويه الصورة بتلك المقاطع المستهجنة.
وبعد حلقات بثتها قناة العربية للأمير بندر بن سلطان ربما يكون الرئيس الفلسطيني والقيادات المحيطة به صدموا واستفاقوا على الخطأ الجسيم الذي اقترفوه، لكن هذه الأخطاء هي نتيجة لتوجهات القيادات الفلسطينية التي أدارت ظهرها لمصالح الأشقاء وأمنهم واستقرارهم رغم أنه الداعم الأول للقضية، لترتمي في أحضان إيران وتركيا.
وفي حين أكد الأمير بندر أن حديثه موجه بالدرجة الأولى للمواطنين السعوديين لتبيان ما قامت به المملكة من جهود شاقة لنصرة القضية الفلسطينية يصرح بها بشفافية رجل شارك في التفاصيل، فهناك كما هو معلوم جيل سعودي جديد ليست السياسة أكبر همه وقد تستفزه الدعاية المسمومة التي تمارسها وسائل إعلامية رخيصة قامت على التحريض والتعبئة لتشويه صورة المملكة وسياساتها ومواقفها الثابتة. والعبارة التي قالها الأمير بندر في خاتمة الحلقات "حدونا على أقصانا" تعني أن السيل بلغ الزبى وأنه لم يكن هناك رغبة بقول ما قيل إلا بسبب ممارسات غير مسؤولة من قبل كثير من القيادات الفلسطينية، إما سياسيا بالانضمام لمحاور معادية للعرب مستهدفة أمنهم واستقرارهم وإما بضخ إعلامي شعبوي - يغض الطرف عنه - أقل ما يقال عنه، إنه مقيت ومسمم للعلاقات بين الشعوب قبل القيادات.
لم يعد لسياسة القبلات والأحضان مكان، بل إنها في الواقع أدت لسوء فهم للصبر والتحمل المدفوع بإحساس عميق بالأخوة وعدالة القضية وحقوق الشعب الفلسطيني العادلة.