ماركوس راشفورد: العدالة الاجتماعية مختلة وبحاجة إلى إصلاح

ماركوس راشفورد: العدالة الاجتماعية مختلة وبحاجة إلى إصلاح
ماركوس راشفورد داخل مستودع منظمة فري شير الخيرية.
ماركوس راشفورد: العدالة الاجتماعية مختلة وبحاجة إلى إصلاح
ماركوس راشفورد مع أعضاء منظمة فري شير الخيرية.

يقول ماركوس راشفورد عند وصوله متأخرا نصف ساعة: "أنا أتضور جوعا!". أتى لتناول الغداء مع "فاينانشيال تايمز" في مطعم جلبرت سكوت في فندق سانت بانكراس رينيسانس.
بدلا من الجلوس في قاعة الطعام الفخمة ذات الطراز القوطي الجديد، تم نقلنا إلى غرفة خاصة باهتة. راشفورد يحاول الابتعاد عن الأنظار. في سن 22 عاما، اعتاد على أن يعرفه الناس مهاجما من أصحاب الملايين في مانشستر يونايتد، أحد أكثر أندية كرة القدم بريقا على هذا الكوكب. مع ذلك، حتى حماس الجماهير في أكثر رياضة مفضلة في العالم، كما يقول، لا تضاهي "نوعا مختلفا من الأضواء، نوعا مختلفا من الاهتمام" في الأسابيع الأخيرة.
برز راشفورد واحدا من أبطال الوباء غير المتوقعين والقادرين على توحيد الناس في المملكة المتحدة. هذا الصيف، أطلق حملة فقراء الغذاء، التي كانت فعالة للغاية لدرجة أنها أجبرت بوريس جونسون على إحداث تغيير تام في السياسة. وفقا لرغبات راشفورد، خصص رئيس الوزراء 120 مليون جنيه استرليني لدفع ثمن وجبات الأطفال الفقراء في جميع أنحاء البلاد. كان ذلك عرضا مذهلا لقوة اللاعبين الذي يشير إليه راشفورد مرارا وتكرارا بأنه "عرض مجنون". يأتي غداؤنا في أعقاب صباح قضاه في تصوير فيلم وثائقي في جميع أنحاء لندن للترويج لحملته. بعد الظهر، يلتقي راشفورد مع الرؤساء التنفيذيين للشركات الكبرى للحصول على مزيد من الدعم لأهدافه.
يقول: "من الجنون أن نصدق، كيف وإلى أي مدى سارت الأمور بالفعل. في البداية كانت لدي فكرة وكل ما فعلت هو أني طرحتها في تغريده".
اعتاد لاعبو كرة القدم الشباب على احتلال عناوين الأخبار لأسباب مختلفة، فالصحف الشعبية تؤرخ بسعادة حياتهم وتعاقبهم على أي تجاوزات شخصية. هذا الشهر فقط، زميل راشفورد في الفريق ميسون غرينوود ولاعب مانشستر سيتي فيل فودين اعتذرا بعد إعادتهما إلى الوطن أثناء اللعب مع منتخب إنجلترا في آيسلندا، بعد أن تبين أنهما خالفا قواعد الحجر الصحي.
يتعارض مثال راشفورد مع الصورة النمطية للرياضي المستهتر. في الواقع، خلال حديثنا، يتصرف راشفورد كشاب بعقل عجوز. في الوقت الحالي، تم وضعه جنبا إلى جنب مع جيل من الرياضيين العالميين، مثل ميغان رابينو ورحيم ستيرلنج وليبرون جيمس، الذين يدافع كل واحد منهم عن العدالة الاجتماعية. لكن راشفورد لا يرتاح لطبقة سياسية وإعلامية مستعدة لتشريح الأبطال الرياضيين بسبب أي تصرفات تتصور هذه الطبقة أنها تصرفات طائشة. في الأيام الأخيرة، بدأ المعلقون اليمينيون، الذين ينتقدون دوافع حملته الناشطة، في استهدافه على وسائل التواصل الاجتماعي.
يقول بلهجة "مانشستراوية" لطيفة، قبل أن يصل إلى تشبيه مرتبط بكرة القدم لشرح نزوات الحياة والرياضة والشهرة: "رأيت مواقف الناس تتغير بسرعة كبيرة: إذا كنت في وضع جيد، كل شيء يمكن أن يسير على هواك. ثم المباراة التالية، بالتأكيد لن تدخل الكرة في الشباك".
قبل كل ذلك، يريد راشفورد أن يأكل. حذرتني نادلة من أنه طلب مسبقا. أعبر عن خيبة أملي لأنه على الرغم من عدم الالتزام بما في القائمة، فإن الطعام الذي اختاره يفتقر إلى الخيال. يقول بينما نجلس عند طاولة مغطاة بالكتان الأبيض. "باستا؟ أنا بحاجة إلى الطاقة. الكربوهيدرات. بجدية". ومع ذلك، عندما أختار سمك النازلي المشوي، يعود إلى القائمة: "انتظر، هل يقدمون سمك السلمون؟"
راشفورد يضيف السلمون كنوع من المقبلات، ما ألهمني لاختيار ترتار التونة أيضا. عيناه ذابلتان بعد أن أخذ غفوة خلال رحلة طويلة في سيارة الأجرة، طلب أيضا مشروب الكولا ليعطيه الطاقة. وحيث إنه لا قبل لي لأن أكون ندا أمام اللياقة البدنية النحيلة والعضلية لراشفورد، فقد اخترت مشروب دايت كوك.
وهو يقدر، ربما أكثر من معظم الضيوف على وجبة الغداء مع "فاينانشيال تايمز"، الوجبة الفخمة التي نطلبها. راشفورد هو الأصغر بين خمسة أشقاء ينتمون إلى عائلة مع أمهم العزباء في ويذنشو، وهي منطقة للطبقة العاملة جنوبي مانشستر. عملت والدته ميلاني في وظائف الحد الأدنى للأجور لكنها وجدت في بعض الأحيان أن أجرها لا يكفي لإطعام الأسرة. كانوا يزورون من حين لآخر بنوك الطعام المحلية للفقراء ومطابخ الحساء. في المدرسة، كان يعتمد على وجبات الإفطار والغداء المجانية التي تمولها الدولة للأطفال المحرومين. ساعد زملاء الدراسة الميسورون في استكمال تلك الوجبات.
يقول عن أحد أصدقاء الطفولة: "أتذكر أشياء معينة من علب وجبات الغداء التي كنت أحبها. لا أعرف لماذا لا تزال عالقة بذهني. كان دائما علب زبادي ’ملكي وي‘ Milky Way الصغيرة، أتذكر دائما أنني طلبت من والديه وضع علبة إضافية، لذلك في وقت الغداء، يمكنني سرقة واحدة منه".
تصل المقبلات بسرعة. ترتار التونة الذي طلبته مثل اللبان وليس طريا. يدفع راشفورد الكراث البلدي إلى الجانب قبل أن يرتب بدقة شرائح رفيعة من سمك السلمون المعالج على شوكته.
كان راشفورد في السادسة من عمره وكان منذ ذلك الحين موهوبا رائعا في تسجيل الأهداف لفريق محلي، عندما تم رصده من قبل أحد كشافة مانشستر يونايتد. والدته أقنعت النادي بقبوله في برنامجه التدريبي في عمر عشرة أعوام، أي قبل عام من معظم الأطفال. جادلت بأن من الأفضل بالنسبة إلى احتياجاته الغذائية أن يقيم في مساكن النادي المخصصة للشباب الموهوبين. أصبح آخر خريج أكاديمية يرتدي القميص الأحمر الشهير للنادي. في سن 18، سجل في أول ظهور له مع الفريق الأول وأصبح بعد ذلك أصغر لاعب يسجل في أول ظهور له مع منتخب إنجلترا.
كان حاضرا دائما في الفريق الأول لفريق يونايتد على مدار المواسم الأربعة الماضية، ويقول إن فترة التوقف بسبب فيروس كورونا هي المرة الأولى التي تحول فيها عقله عن كرة القدم. "كان رأسي في كل مكان. كنت بحاجة إلى توجيه دماغي للتركيز عليه ومحاولة تحقيق شيء ما".
وهو يتأمل في نشأته الصعبة، أخذ يتساءل عن عدد الأطفال الذين سيتعرضون للجوع مع إغلاق المدارس. أشارت الأبحاث إلى أن 1.3 مليون طفل مؤهلون للحصول على وجبات مجانية في إنجلترا، ربعهم لم يتلق أي دعم مالي إضافي أثناء الإغلاق. يقول: "عدد هائل من الأطفال. هذا جنون".
تغريدة يطلب فيها مزيدا من المعلومات حول المشكلة أدت إلى تعاون مع منظمة فري شير FareShare، وهي مؤسسة خيرية ساعد معها في جمع 20 مليون جنيه لتوزيع ثلاثة ملايين وجبة يوميا على المستضعفين في جميع أنحاء البلاد.
وفي حزيران (يونيو)، وجه رسالة مفتوحة مليئة بالانفعال إلى الحكومة. كتب راشفورد: "بغض النظر عن الانتماءات السياسية، ألا يمكننا أن نتفق جميعا على أنه ينبغي ألا ينام أي طفل جائعا؟ فقر الغذاء في إنجلترا هو جائحة يمكن أن تمتد عبر الأجيال إذا لم نصلح المسار الآن".
يعتقد راشفورد أن خلفيته قدمت الموقف الأخلاقي المطلوب لكسب دعم شعبي أوسع. يقول: "عندما يكون شخص ما قد عايش الأمر، يتفهم الناس الفكرة على الفور لأنهم يعرفون أنها حقيقية". بعد أن تلقت فكرة لاعب كرة القدم دعما من أعضاء الحزبين في البرلمان، مدد جونسون برنامج الوجبات المدرسية المجانية ليستمر خلال العطلة الصيفية.
حين وجد راشفورد نفسه فجأة على رأس حركة ضد فقر الأطفال، أصبحت لديه مطالب جديدة. تشمل هذه تمديد الوجبات المدرسية المجانية عبر فترات العطلات ولأي طفل تعيش أسرته في نظام الائتمان الشامل، وهو نظام رعاية لذوي الدخل المنخفض، إضافة إلى توسيع برامج قسائم الطعام للأسر الفقيرة. (في الأيام التي أعقبت لقائي معه على الغداء، أطلق راشفورد "فريق عمل" مع قادة الشركات الذين تعهدوا بدعم هذه الإجراءات. وقال داونينج ستريت إنه سينظر في المقترحات.)
كم سيكلف هذا دافع الضرائب؟ يعترف راشفورد بأنه لا يعرف، لكنه يقول إن ثمن التقاعس عن العمل لا يحصى. "النظام مختل - ويحتاج إلى التغيير. وإلا فإنها ستكون مجرد دورة. ثم تتكرر".
تأتي أطباق المقبلات، وتتبع الوجبة الرئيسية بسرعة. راشفورد يرش الجبن على قشور الباستا المنقوعة في صلصة الطماطم بالكريم. يرقد طبقي من سمك النازلي، المسلوق في الزبدة، على بحيرة من الصلصة الهولندية الدسمة التي تسد الشرايين. راشفورد، الذي لا يقلق كثيرا بشأن تراكم السعرات الحرارية، يطلب علبة كوكا ثانية.
هل كل هذه الجهود الناشطة تتسم بالمثالية وغير عملية؟ تحتاج الرسالة إلى أن يقتنع بها السياسيون والمعلقون الذين في الأغلب ما يعبرون عن تضامنهم مع المحتاجين، ومع ذلك يصورون الكثيرين الذين يعيشون على برامج الرعاية الاجتماعية على أنهم طفيليون يعيشون عالة على غيرهم. أشير إلى أنه قبل عامين من ولادة راشفورد، كتب رئيس الوزراء، الذي كان في ذلك الحين كاتب عمود في مجلة "ذا سبكتياتر" أن الأمهات العازبات ينتجن جيلا من "الأطفال عديمي التربية، الجاهلين، العدوانيين وغير الشرعيين".
راشفورد متسامح. يقول: "لم يكن جونسون مضطرا لأن يغير رأيه بشأن الوجبات المدرسية المجانية. لكنه فعل. كنت على الهاتف معه وشكرته للتو. يتطلب الأمر الكثير من شخص معين ليقول علانية، ’حسنا، لقد كنت مخطئا بشأن ذلك وسنتغير ونفعل الشيء الصحيح‘. مهما قال من قبل، فإن التغيير التام للموقف هو الذي يهم بالدرجة الأولى".
لكن ليس كل السياسيين يحصلون على معاملة مماثلة. عندما تم تعليق المباريات في آذار (مارس)، قاوم لاعبو البريميرليج مطالبة أنديتهم لهم بتخفيض 30 في المائة من فاتورة الرواتب التي تبلغ قيمتها الإجمالية مبلغ 2.9 مليار جنيه.
جوليان نايت، رئيس اللجنة الرقمية والثقافية والإعلامية والرياضية في البرلمان، شجب "الفراغ الأخلاقي" في الرياضة. (قبل الدخول في السياسة، كان نايت صحافيا مختصا في التمويل الشخصي كتب كتابا يقدم نصائح حول التهرب الضريبي). وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، بينما كان يجيب على أسئلة حول تعامل الحكومة مع الوباء، جادل بأن لاعبي كرة القدم ينبغي أن "يقبلوا بخفض راتبهم وأن يقوموا بدورهم".
تبدد الخلاف عندما وافق لاعبو الدوري الإنجليزي الممتاز على تبرع كبير إلى خدمة الصحة الوطنية، وهي خطوة ضمنت أيضا عدم استفادة أصحاب المليارات المالكين للأندية. يصر راشفورد على أن اللاعبين لا يحتاجون إلى ضغط الجمهور لتقديم تضحيات مالية. يقول في ظل هذه الظروف "كنا سنفعل ذلك على أي حال". ومع ذلك، فقد خلف الجدل نوعا من الاستياء.
قال وهو يهز رأسه، مستغربا "أن تفتح محادثة حول أجور اللاعبين خلال فترة كهذه، كان ينبغي أن تركز على أشياء مثل الصحة العقلية. أعتقد أن كرة القدم هي هدف سهل لا أكثر. إنها نقطة نقاش سهلة. وهي عامل جذب إعلامي".
يعترف راشفورد بدور بسيط في آخر ضجة حول كرة القدم في صحف التابلويد. في الأسبوع الذي سبق غداءنا، كان في إجازة في جزيرة ميكونوس اليونانية وتم تصويره في حفلة مع زميله لاعب مانشستر يونايتد هاري ماجواير.
بعد أيام، تورط ماجواير واثنان من أصدقائه في مشاجرة مع رجال شرطة بلباس مدني. في محاكمة عقدت بسرعة، حكم على لاعب بالسجن مع وقف التنفيذ بعد إدانته بارتكاب اعتداء، ومقاومة، الاعتقال ومحاولة الرشوة. استأنف ماجواير الحكم، بحجة أنه يعتقد أنه تم اختطافه من قبل الرجال قبل أن يدرك أنهم من رجال الشرطة.
محاولتي لاستخلاص رأي حول سلوك ماجواير لم تكن مجدية، لكن راشفورد يرى أن التكهنات الجامحة حول القضية هي فقط دلالة على افتتان غير صحي بحرفته. يقول: "لقد رأيت موضوعات تتحدث كما لو أني كنت هناك أثناء اعتقال ماجواير. هذا جنون. أن يقولوا إني رأيت ما حدث. لكني كنت في السرير! أنا فقط لا أفهم كيف يمكن لهذا العدد الكبير من الناس أن تكون لديهم مثل هذه الآراء الكبيرة حول هذا الموضوع عندما لا نعرف القصة".
راشفورد، الذي كان يشاهد المباريات في صغره في ملعب أولد ترافورد الشهير التابع لنادي يونايتد، يمثل رابطا نادرا بين المجتمع المحلي للنادي. المؤسسة التي يبلغ عمرها 142 عاما، والتي استحوذت عليها عائلة جليزر الأمريكية صاحبة المليارات في عام 2005، هي نموذج للبريميرليج من حيث إن فريقها يتكون إلى حد كبير من لاعبين أجانب.
علاقة راشفورد بالمشجعين لم تعفه من الانتقادات لتراجع الفريق منذ تقاعد المدير الأسطوري السابق، السير أليكس فيرجسون، في عام 2013 بعد فوزه بـ38 لقبا كبيرا خلال فترة عمل مجيدة استمرت 26 عاما. منذ ذلك الحين، لم يقترب النادي ولو من بعيد من الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز.
يقول راشفورد إن الموسم الممتد، الذي أقيمت فيه المباريات دون متفرجين، ترك اللاعبين مرهقين. "أعلم أن الأمر يبدو غبيا ولكن مع عدم وجود مشجعين، وعدم وجودهم خلفك، من الصعب جدا الاستمرار. هذا يبين لنا أنه ينبغي عدم أخذ المشجعين أمرا مسلما به. كلنا بالتأكيد نريدهم أن يعودوا".
لا يعني ذلك أنه يحاول أن ينتبه كثيرا للأنصار أيضا. بعد أن جمع 8.7 مليون متابع على إنستجرام و3.3 مليون على تويتر، يحاول راشفورد عدم قراءة التعليقات على أدائه بعد المباريات. يقول: "وسائل التواصل الاجتماعي هي مجرد تعليق جيد، تعليق سيئ، تعليق جيد، تعليق سيئ. سيكون تفكيرك مشوشا. من الأسهل عدم قراءة كل شيء".
يعرف راشفورد جيدا كيف يتحول شغف اللعبة الجميلة إلى إساءة قبيحة. إلى جانب لاعبي البريميرليج في الموسم الماضي، جثا على ركبته قبل المباريات تضامنا مع حركة "حياة السود مهمة". جاءت هذه الخطوة بعد حوادث أبلغ فيها لاعبون عن إساءة عنصرية من مشجعين في مباريات البريميرليج، وتعرض لاعبو منتخب إنجلترا للسخرية ووصفوا بالقرود في مباريات في بلغاريا والجبل الأسود.
راشفورد حانق، لكنه يعترف بأنه ليست لديه إجابات عملية كثيرة. يقول: "يتحدث الجميع عن العنصرية في اللعبة. وبعد ذلك تتوقف التعليقات العنصرية لفترة قليلة. ثم تحدث مرة أخرى. يحتاج الناس إلى فعل شيء ما لإيقافها".
أنهيت طبق سمك النازلي الموجود أمامي، لكن لا يزال راشفورد في منتصف طبقه. بعد أن أمضيت وقتا طويلا في مناقشة الجوانب الأكثر اضطرابا في هذه الرياضة، أطلب من راشفورد أن يتذكر أمجادها، أعظم مبارياته، وأكثر خصومه من ذوي القدر الرفيع.
يقول راشفورد، الذي نشأ في الشوارع الفوضوية جنوبي مانشستر، إنه كان دائما "يراقب" الآخرين في محاولة للابتعاد عن المشكلات. وهو يرى أن هذه الغريزة تعد ميزة في كرة القدم أيضا. خذ مثلا، ليونيل ميسي لاعب نادي برشلونة، الذي يمكن القول إنه أفضل لاعب في العالم، والذي يقضي الدقائق القليلة الأولى من المباراة لا يفعل شيئا سوى مراقبة دفاع الخصم لتحديد نقاط ضعفهم.
يقول راشفورد: "الطريقة التي يجد بها ميسي المساحات، إنه لا يصدق. عندما لعبت ضده للمرة الأولى، هذا ما قلته لجيسي لينجارد (زميل في الفريق) في الشوط الأول. إنه لا يتحرك، لكنه في كل مكان، لأنه يسمح لكل شخص آخر بالتحرك".
فوز راشفورد بكأس الاتحاد الإنجليزي في عام 2016، وهو أول لقب كبير فاز به راشفورد مع النادي، هو أفضل ذكرى له في مسيرة مهنية قصيرة. أخبرته أن أجمل اللحظات بالنسبة إلي كانت العام الماضي، عندما أسرع لتسديد ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من مباراة أوروبية مهمة ضد باريس سان جيرمان. تتسع ابتسامة رقيقة على وجهه وهو يتذكر المشهد. ملعب مضاء بالليل. ركلة واحدة للفوز بالمباراة. سدد الكرة في الزاوية العليا. هذه هي المناسبات التي تجعله لا يزال يحب اللعبة "100 في المائة".
"عندما أتحدث عن تحمل المسؤولية، ربما كانت هذه واحدة من المرات الأولى التي لم أترك فيها اللحظات تمر فقط. عندما أتيحت الفرصة، وثق بي زملائي في الفريق".
هناك طرق على الباب. انتهى وقتنا. يقول راشفورد "حسنا، حسنا"، وهو يتناول آخر الباستا في طبقه ويلوح بوداع يوحي بنوع من الاعتذار. بعد أن أصبح أحد قادة فريقه، غادر لتولي مسؤولية أمور أكبر خارج الملعب.

الأكثر قراءة