أخطاء مروعة وراء تحطم طائرتي بوينج ماكس .. وتضارب مصالح هدد سلامة المسافرين

توصل تقرير أعدته لجنة في الكونجرس الأمريكي إلى أن حادثي تحطم طائرتي شركة بوينج، اللذين أسفرا عن مقتل 346 شخصا في إندونيسيا وإثيوبيا، كانا نتيجة "مجموعة مروعة" من الأخطاء التي ارتكبتها الشركة، وأيضا سوء أداء أجهزة الرقابة الاتحادية.
ووفقا لـ"الألمانية"، قالت لجنة النقل في مجلس النواب في تقريرها، الذي جاء في 238 صفحة الذي أصدرته أمس، إن "أوجه الإخفاق المتكررة والخطيرة" أدت إلى تحطم طائرتين من طراز "737 ماكس".
وأضاف التقرير أن هذه الإخفاقات شملت ضغوط الإنتاج، وبينها خفض التكاليف، وافتراضات خاطئة في تصميم الطيار الآلي و"ثقافة الإخفاء"، حيث أخفت "بوينج" معلومات مهمة عن إدارة الطيران الاتحادية.
وخلص اللجنة إلى وجود علاقة غير سليمة بين "بوينج" وإدارة الطيران، التي شملت "تضارب مصلحة هدد سلامة المسافرين"، كما كان لـ"بوينج" تأثير كبير على هياكل الرقابة في الإدارة.
وبحسب التقرير، جاء جزء من الضغط والاختصار في الوقت والجهد والتكلفة نتيجة للضغط في إطار المنافسة مع "إيرباص"، وكذلك توقعات الأرباح من مستثمري "وول ستريت". وصدر التقرير بعد تحقيقات استمرت 18 شهرا من جانب لجنة النقل في مجلس النواب ومن المرجح أن يؤدي إلى سن تشريع جديد.
وأصدرت إدارة سلامة الطيران الاتحادية الأمريكية في حزيران (يونيو) الماضي توجيها جديدا يقضي بضرورة فحص غطاء محرك الطائرات "بوينج 737"، محذرة من أن عدم حماية المحرك ووصلاته بشكل مناسب يمكن أن يؤدي إلى فقدان طاقته. تشمل عملية الفحص عددا من طائرات الطراز "بوينج 737" بما في ذلك "بوينج 737 ماكس" الممنوع تشغيلها منذ نحو 15 شهرا بسبب مشكلات خاصة بالسلامة والأمان في أعقاب حادثي تحطم طائرتين من هذا الطراز.
وقالت إدارة سلامة الطيران الاتحادية الأمريكية آنذاك، إن المشكلات الموجودة في غطاء المحركات تعني أن المجالات المغناطيسية القوية يمكن أن تؤدي إلى فقدان طاقة المحرك، أو إلى إعطاء الطيارين بيانات خطأ على العدادات الموجودة في قمرة القيادة.
من ناحيتها قالت "بوينج"، إنها تدعم هذا التوجيه، وأعلنت أنها اكتشفت هذا القصور بنفسها، وأوصت باتخاذ هذا الإجراء منذ كانون الأول (ديسمبر) 2019، مضيفة، "إنها تعمل بشكل وثيق مع عملائها للتأكد من أن المحركات مغطاة بالشكل المناسب لحمايتها من الطاقة الكهربائية".