أثرياء ألمانيا الانعزاليون يسحبون عنوة إلى دائرة الضوء
هذا الصيف، عندما تسبب وباء "كوفيد – 19" في توقف أكبر اقتصاد في أوروبا تقريبا، وجد الأثرياء المنعزلون عادة في ألمانيا أنفسهم في دائرة الضوء.
ديتمار هوب، المؤسس المشارك لشركة البرمجيات العملاقة SAP، الذي هو الآن في الثمانينيات من العمر، أصبح متورطا في عداء مع البيت الأبيض برئاسة ترمب بشأن توريد لقاح محتمل لفيروس كورونا طورته شركة كيور ـ فاك CureVac، وهي شركة تكنولوجيا حيوية يمتلكها إلى حد كبير.
الملياردير هاينز هينريش ثيله، آمر الدبابات السابق البالغ من العمر 79 عاما الذي أصبح صناعيا، هز الأسواق من خلال بناء حصة في شركة الطيران الوطنية المتعثرة لوفتهانزا، وبتهديده ضمنيا بعرقلة صفقة إنقاذها من قبل الحكومة الألمانية.
في الوقت نفسه، كليمنس تونيس، الملقب بـ"بارون اللحم البقري" ومالك أكبر شركة لتصنيع اللحوم في أوروبا، تصدر العناوين الرئيسة عندما أصابت كورونا 1300 من العاملين في شركته. تسبب الفيروس في أعمال شغب في مسالخه في جوترسلوه، ما أثار مناقشات على مستوى البلاد حول ظروف العمل في الصناعة.
فجأة، الفجوة بين الأغنياء في ألمانيا، الذين في الأغلب ما يبذلون جهودا كبيرة لإخفاء ازدهارهم، والطبقتين المتوسطة والفقيرة في البلاد أصبحت واضحة، تماما في الوقت الذي أثار فيه الوباء الأسئلة حول عدم المساواة.
وكأنما كانت على موعد، أظهرت دراسة مؤثرة نشرت في حزيران (يونيو) أن الثروة المتراكمة لدى الألمان الأثرياء أعلى بكثير من التقديرات العامة، ما أثار دعوات واسعة النطاق لفرض ضرائب أكثر تشددا على الأثرياء للمساعدة في دفع تكاليف أزمة "كوفيد – 19". يقول كريستيان فرايهر فون بيشتولسهايم، مؤسس شركة إدارة الثروات، فوكام Focam، التي يوجد مقرها في فرانكفورت: "يشعر الأثرياء بعدم الأمان والانزعاج من المجتمع، خاصة من وسائل الإعلام".
عدد قليل من الألمان الأثرياء حريصون على اتباع ثيله وتونيس وهوب إلى دائرة الضوء. على عكس بعض أصحاب المليارات الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين، يفضل معظمهم الحذر - في الأغلب ما يتم تكريسه في قوانين خصوصية العائلة. يعتقد كثيرون أن تجنب كثيرا من الاهتمام خدمهم جيدا لعقود، حيث استفادوا من انتعاش ألمانيا الغربية من الحرب العالمية الثانية، وإعادة التوحيد مع ألمانيا الشرقية وطفرة الصادرات الأخيرة.
لكن عالم الأثرياء في ألمانيا يتغير. يستعد كثير من الذين يديرون شركات مملوكة للعائلات للتسليم إلى الحرس الجديد، لأن الذين أسسوا الثروات بعد عام 1945 - وهم ذكور إلى حد كبير - تقاعدوا أو ماتوا. ما يسمى Erbengeneration، أو "جيل الورثة"، هم مجموعة أكثر تنوعا. بسبب عدم تأثرهم بظلام الحرب وعواقبها، أصبحوا أكثر حرية في اختيار مساراتهم الخاصة.
عدد متزايد من الأشخاص، الذين في الأغلب ما تلقوا تعليمهم في الخارج، يدركون تماما أنهم حصلوا على ثروات لم يكدحوا لاكتسابها. قلة، مثل الشباب الأثرياء في أماكن أخرى، يتصدرون العناوين المثيرة في وسائل الإعلام. على الطرف الآخر، يريد بعضهم استثمار المال في القضايا التقدمية، حتى على حساب أنماط حياتهم. في الوسط، لا يزال الكثيرون يقدرون الحذر، ويشاركون آباءهم كراهية الدعاية التي أحدثها هوب وثيله وتونيس، وجميعهم أصحاب مشاريع من الجيل الأول.
لكن، لأن العصر الرقمي يجعل من الصعب تجنب الأضواء، على الأقل بعض أصحاب الملايين والمليارات الشباب في ألمانيا يصبحون أكثر صراحة وانخراطا في النقاش السياسي. من بين الذين يحثون علنا على فرض ضرائب أعلى للمساعدة في دفع تكاليف أزمة كوفيد كريستينا هانسين، حفيدة أحد أقطاب الهندسة الميكانيكية، وأنطونيس شفارتز، وريث ثروة شركة أدوية. يقول: "الأشخاص الذين لديهم المال فعلا لا يفعلون ما يكفي للمجتمع".
المرتبة الثالثة
يوجد في ألمانيا عدد كبير من الأثرياء – مع 107 أشخاص من أصحاب المليارات، يوجد في ألمانيا ثالث أكبر إجمالي بعد الولايات المتحدة والصين، وقبل المملكة المتحدة (45) أو فرنسا (39) بمسافة طويلة، وفقا لمجلة الأعمال فوربس. على خلاف بريطانيا وفرنسا، حيث تتركز الثروة في العواصم، ينتشر الأثرياء في ألمانيا عبر المدن والبلدات المزدهرة وحتى قواعد العائلات الريفية. في الأغلب ما يتم الاحتفاظ بأموالهم في الأراضي أو الأدوات المالية بشكل أقل ما هو في المملكة المتحدة أو فرنسا، وفي الأغلب ما تتركز في الشركات التي تديرها العائلة، وفي كثير من الأحيان في مجال التصنيع.
نظرا لأن هذه الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم في الأغلب ما تكون مملوكة للقطاع الخاص - دون أسهم متداولة في البورصة - نادرا ما يتم الكشف عن قيمتها. لكن دراسة أجراها معهد الاقتصاد DIW ـ مقره برلين ـ أظهرت أن مثل هذه العائلات هي حتى أكثر ثراء مما كان متوقعا في السابق، حيث يملك أغنى 1 في المائة من الألمان نسبة من الثروة الوطنية مماثلة لنظرائهم في الولايات المتحدة - نحو 35 في المائة، وليس 22 في المائة كما كان يعتقد سابقا.
الالتزام تجاه الشركات العائلية متجذر بعمق في بلد تمثل فيه الصناعة 24 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بـ10 - 12 في المائة في الولايات المتحدة، فرنسا، والمملكة المتحدة. ما يعزز هذه السمة هو قانون ميراث يمنح إعفاءات كبيرة للورثة الذين لا يبيعون، لكن يتمسكون بالأعمال العائلية ويحافظون على الوظائف.
في ظل هذه الخلفية يخاطر هوب وآخرون. هوب، على وجه الخصوص، جذب غضب مشجعي كرة القدم المتشددين من خلال شراء ناديه المحلي "تي إس جي هوفنهايم" وإغراق الفريق بأموال كافيه لدفعه إلى الدوري الألماني الممتاز "بوندسليجا".
لم يتجنب هوب الرد على النقاد. قال لموقع رياضي في آذار (مارس): "لو كانت لدي فكرة عما يريده هؤلاء الحمقى مني، فسيكون من الأسهل فهمهم بالنسبة لي".
في حين أن هوب يحظى بتقدير كبير من قبل النخب الألمانية - لنظرته الريادية في المشاريع، فضلا عن مؤسساته الخيرية والوقوف في وجه ترمب - إلا أن القليل من أثرياء البلاد يحبون تهوره. "إذا كان هناك شعور أنه يوجد أشخاص صاخبون ويتباهون بثرواتهم، فهناك آخرون يميلون إلى الابتعاد عن الأضواء"، كما يقول كلاوس نيفي، رئيس إدارة الثروات في بيرينبيرج، أقدم بنك خاص في ألمانيا. ويوضح أن الأثرياء في البلاد يحكمهم قانون الصمت.
غالبا ما تم تكثيف هذا في الماضي بسبب الرغبة في إخفاء دور شركات معينة في الحقبة النازية. القوى الاجتماعية العميقة تلعب دورا أيضا، مع بعض العائلات تسترشد بتقاليد دينية متشددة في إنكار الذات، وحكمة الطبقة المتوسطة والغرض الاجتماعي.
عائلة لايبنجر، وهي عائلة لوثرية صارمة تملك شركة صناعة الآلات Trumpf، بمبيعات تبلغ أربعة مليارات يورو سنويا، لديها مدونة تحظر عمليات الشراء أو الأنشطة الباهظة الثمن، وتستاء من السيارات المبهرجة، أو الخيول، أو ممارسة رياضة الجولف. قال شخص مقرب من رئيسة العائلة، نيكولا لايبنجر - كامولر البالغة من العمر 60 عاما: "لا يشعرون أن الثروة التي لديهم هي رفاهية خاصة. كانت الشركة تمارس القيم البروتستانتية منذ فترة طويلة قبل أن يعرف أي شخص ما المسؤولية الاجتماعية المؤسسية".
من المعروف أن أصحاب المليارات الألمان جمعوا أعمالا فنية مذهلة، مثل مجموعة الفنانين الانطباعيين التي حصل عليها هاسو بلاتنر، المؤسس المشارك مع هوب لمجموعة SAP، المعروضة في بوتسدام. لكن ينظر المجتمع إلى هذا كاستهلاك أقل من كونه استثمارا للصالح العام. وبعضهم أيضا من فاعلي الخير المعروفين، بمن فيهم هينريتش دايشمان، رئيس إمبراطورية الأحذية "دايشمان" Deichmann المملوكة للعائلة، حيث يذهب جزء من الأرباح منذ فترة طويلة إلى مؤسسة تكافح الفقر.
لكن الاستهلاك الاستعراضي لا يزال منبوذا. بدلا من الإبحار إلى سان تروبيه، يقضي كثير من الألمان الأثرياء عطلتهم في سيلت، إحدى جزر فريزيان التي تشتهر بأكواخها المصنوعة من القش. قد تكون مكلفة وحصرية إلى حد ما، لكن بالكاد تظهر البريق والأضواء. يقال إن ملياردير البراغي والمسامير، راينهولد وورث، هو الألماني الوحيد بين مالكي اليخوت الفاخرة المعروفين في العالم.
عصر وسائل التواصل الاجتماعي رافقه ارتفاع في عدد المستشارين الذين يعرضون مساعدة العائلات لتجنب الدعاية على الإنترنت بشأن ثرواتها. تقول سابين راو، مستشارة العائلات الثرية: "إذا كان لديك اسم مثل بورش أو بييتش، مالكي فولكسفاجن، وكنت منفتحا على إنستجرام حول المكان الذي تذهب إليه لتناول كوب من القهوة أو المكان الذي تذهب إليه لسباق سيارات صغير - فهذا ليس ما تريد مشاركته مع موظفيك الذين ستدخل معهم الجولة التالية من مفاوضات النقابة".
بالنسبة لبعضهم المخاوف الأمنية ذات أهمية قصوى، بعد سلسلة من عمليات الاختطاف في السبعينيات. سوزان كلاتن، وريثة ثروة عائلة كوانت، التي تملك ما يقارب 35 في المائة من شركة صناعة السيارات بي إم دبليو، في الأغلب ما تخفي هويتها بعد أن نجت من الاختطاف بصعوبة عندما كانت مراهقة. حتى عهد قريب هو عام 2002، أدى الاختطاف والقتل المروع لجاكوب فون ميتزلر البالغ من العمر 11 عاما - عضو من سلالة مصرفية – أثار القشعريرة في الطبقة الثرية.
لكن كريستيان ريكنز، مؤلف كتاب "في القمة: كيف يعيش مليونيرات ألمانيا حقيقة" At the Top: How Germany’s Millionaires Really Live، يقول إن الحديث عن عمليات الاختطاف "مبالغ فيه بشدة". ويضيف أن وراء هذه السرية توجد "الرغبة في السيطرة. هذه هي فعلا القوة الدافعة، ولهذا السبب، لفترة طويلة جدا، لدينا عدد قليل جدا من عمليات التعويم في سوق الأسهم في ألمانيا. أصحاب الشركات العائلية يكرهون فكرة المستثمرين أو المساهمين المتملقين".
مع ذلك، لم تحم السرية دائما أثرياء ألمانيا من الاستفسارات غير المريحة وقد تكون فعاليتها الآن تضعف. في الأغلب ما استغل السياسيون اليساريون سحر الأثرياء، من خلال التلميح إلى أن النخبة الثرية تتعمد إخفاء ثرائها لتجنب زيادة الضرائب. أندريا ناليس، وهي وزيرة سابقة من الحزب الديمقراطي الاشتراكي، شريك في ائتلاف المستشارة أنجيلا ميركل، أشارت ذات مرة على نحو معروف إلى الأثرياء بأنهم "صندوق أسود"، متهمة إياهم بإعادة إدخال نظام الإقطاع من خلال حماية الميراث من الخزانة العامة.
تقرير معهد DIW المثير للجدل أثار دعوات جديدة للعودة إلى فرض الضرائب على الثروة (التي ألغيت في عام 1997)، بما في ذلك من ساسكيا إسكين، الرئيسة المشاركة للحزب الديمقراطي الاشتراكي. هناك احتمال أن تؤدي انتخابات تجري في العام المقبل إلى إخراج حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ـ من يمين الوسط ـ بزعامة ميركل من الحكم لأول مرة منذ عام 2005 وتسليم السلطة لائتلاف بقيادة الحزب الديمقراطي الاشتراكي، يثير قلق أثرياء ألمانيا أكثر.
بعض الأثرياء يقاوم من خلال الدفاع عن سجلاتهم علنا، وإن كان ذلك بحذر. بيشتولسهايم، من شركة فوكام، يقف وراء كتاب مخطط له من تأليف 20 ألمانيا ثريا، توضح فيه شخصيات مثل بارون القهوة، أندرياس جاكوبس، مساهماتها في المجتمع، من خلال إيجاد فرص العمل والأعمال الخيرية. يقول بيشتولسهايم: "معظمهم أشخاص يعملون بجد ويذهبون إلى مكاتبهم يوميا. إنهم أول من يأتي في الصباح، وآخر من يغادر. الأشخاص الذين يعملون معهم، يعرفون كل شيء عن ذلك، لكن أغلبية الشعب ليست لديها أدنى فكرة".
الجيل الجديد
لكن الجيل التالي قد يكون أكثر تنوعا. تقول راو إن الورثة "غير متجانسين للغاية في نياتهم، في تعليمهم، في قيمهم، في سلوكهم". بعضهم رأسماليون بلا خجل، مثل فيرينا باهلسن البالغة من العمر 27 عاما، وهي فرد من عائلة في مجال صناعة البسكويت في هامبورج. أعلنت عن نيتها شراء يخت وقللت من أهمية استغلال الشركة للسخرة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث قالت إن ذلك كان "قبل وقتي" وإننا "عاملناهم بشكل جيد". واعتذرت لاحقا عن هذه التصريحات، قائلة إنه "لا شيء يمكن أن يكون أبعد عن ذهني من التقليل من أهمية الاشتراكية الوطنية أو عواقبها".
مع ذلك، يشكك آخرون حتى في أساس ثروتهم نفسه. يقول نيفي، من بنك بيرينبيرج: "إنهم ليسوا متواضعين أو هادئين بقدر العجوز الطيب كاوفمان في هامبورج. جيل الشباب يسأل: كيف كسبنا أموالنا؟".
هؤلاء الشباب المدركون اجتماعيا يتبعون حكمة يتم اقتباسها كثيرا على لسان فاوست في مسرحية جوته بالعنوان نفسه: "ما ورثته من والدك، يجب أن تكسبه مرة أخرى، حتى تملكه بشكل مباشر".
من بين الأكثر وضوحا يوجد توبياس ميركل. وريث الثروة الصناعية - تم بيع أحد أصول العائلة، شركة صناعة الأدوية "راتيوفارم" Ratiopharm، مقابل ثلاثة مليارات يورو في عام 2010 – الذي يعيش، حرفيا، في سجن.
هو مؤسس "سيهوس" Seehaus، المنظمة غير الربحية التي تدير مراكز احتجاز الأحداث، التي تركز على إصلاح السجناء، بما في ذلك واحد في ليونبيرج حيث يقيم ميركل البالغ من العمر 49 عاما. يؤمن بفرض ضرائب أعلى على الدخل لكنه يضع حدودا لإعفاءات الثروة. يقول: "اعتقد أن رأس المال المستخدم للأنشطة الريادية لا ينبغي أن يخضع لضرائب أعلى. ولا ينبغي تعريض الشركات العائلية للخطر من خلال فرض ضريبة على الميراث".
يقوم شفارتز، وريث ثروة الأدوية، بحملات نشطة من أجل قوانين ضريبة أكثر تشددا. الرجل البالغ من العمر 32 عاما، الذي كان جده من بين مؤسسي شركة شفارتز- فارما في راينلاند، قال لقسم الثروة في "فاينانشيال تايمز" إن "كل شيء قد تغير" عندما باعت العائلة الشركة مقابل 5.6 مليار دولار في عام 2006.
الآن يقضي وقته في دعم المؤسسات الخيرية، تمويل الحركات البيئية مثل "إكستينكشن ريمليار" Extinction Rebellion، والضغط من أجل مزيد من الشفافية الضريبية. يقول: "لدى ألمانيا كثير من القضايا المتعلقة بالضرائب وهي تتصرف بعدة طرق كملاذ ضريبي". وينتقد الذين يخفون الثروة عن الدولة.
يصر أن العمل الخيري لا يمثل موازنة كافية لعدم المساواة، ويمكن أن يكون بمنزلة "تغطية". يقول: "لا أؤمن أيضا بهذه الفكرة أن الأثرياء سينقذونا. اعتقد أننا بحاجة إلى استعادة ديموقراطيتنا؛ يمكن القول إننا نعيش في بلوتوقراطية".
بالنسبة لسبب عدم مشاركة كبار السن الأثرياء في ألمانيا في هذا النقاش، يقول شفارتز إن كثيرا منهم يخشون اكتساب أعداء من خلال التحدث علانية، خاصة إذا زادت التوترات الاجتماعية بسبب وباء كوفيد - 19. "إنها بيئة حساسة للغاية. الخيار الأكثر أمانا هو التزام الصمت".