عام المنصة

الأحد الماضي بدأ العام الدراسي الجديد، لكن لم تكن بدايته كما تعودنا عليها كل عام، نظرا إلى جائحة فيروس كورونا التي يمر بها العالم، حيث رأت وزارة التعليم أن تكون الدراسة لجميع الطلاب والطالبات عن بعد من خلال منصة "مدرستي"، حفاظا على صحتهم واحترازا من انتشار العدوى.
بعض الآباء والأمهات انتابه الخوف من عدم مقدرته على السيطرة على أبنائه خلال اليوم الدراسي عن بعد، وتلاعبت به الهواجس يمنة ويسرة من إمكانية فشله في تحقيق المتابعة الجدية التي تثمر نتائجها التحصيلية فيما بعد، ولأننا في زمن السوشيال ميديا، فإن مقاطع الاستهزاء من أولياء الأمور و"التمسخر" عليهم وإظهارهم بشكل مزرٍ، وهم يلاحقون أبناءهم "بالزنوبة" ويركضون خلفهم "باللابتوب" ليستمعوا إلى شرح الدروس زاد الطين بلة، وبدلا من نشر الروح الإيجابية والتفاؤل في هذا الظرف المؤقت للتعليم وزرع الثقة بجهود أولياء الأمور وقدرتهم على المتابعة وتأهيل الجو المدرسي البديل في بيوتهم، فإن البعض راق له نشر السلبية وتضخيم الأمور بشكل سوداوي، مما لا يتناسب وحجم الجهود المبذولة من وزارة التعليم بتذليل جميع الصعوبات وتسخير جميع الإمكانات للتيسير على الأهل والطلاب معا. لذا اقبلوا أيها الأهل رسائلي إليكم لعل بعضا منها يومض في أرواحكم!
- كل الظروف التي نمر بها في الحياة لن تكون دائمة، والتعليم عن بعد واحد منها، فلا تتعاملوا معه وكأنه أمر دائم، ولذلك كل هذه النفسية المشحونة التي ستتعاملون فيها مع أبنائكم خلال هذا الظرف ستزيد الأمر سوءا وستصعب الأمر عليكم وعليهم، التعامل برفق وسعة صدر وضبط أعصاب ومسؤولية ومتابعة مستمرة سيجعل جميع جهودكم وجهودهم وجهود وزارة التعليم مثمرة.
- حين يمضي كل حدث فإنه لا يترك وراءه إلا الذكرى، فلتكن ذكرى أبنائكم حين يسترجعونها فيما بعد عن "عام المنصة"، ذكرى جميلة مفعمة بالمشاعر الحلوة وروح الأمومة والأبوة التي أحاطتهم بكل حنان وحب، وأنتم تتشاركون معهم المذاكرة ومراجعة الدروس ومتابعة الواجبات وتجهيز الطاولة والكرسي لهم كل صباح والنظر لهم بفخر وهم يؤدون النشيد الوطني ثم ينصتون باهتمام للشرح من خلال المنصة، لا تجعلوا ذكرياتهم عن "عام المنصة" مؤلمة لا يلوح لهم فيها سوى العنف والتخلي وإشعارهم بأنهم مجرد ثقل وعالة عليكم!
- لا تجعلوا مقاطع السوشيال ميديا الساخرة تؤثر فيكم واحذفوها ولا تعيدوا إرسالها، ولنصنع معا من "عام المنصة" ذكرى حلوة للجميع!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي