نمو هجمات الحرمان من الخدمة 3 أضعاف خلال الربع الثاني من 2020
غيرت جائحة كوفيد - 19 والقيود المفروضة على حركة الأفراد حياة المجتمعات تغييرا كبيرا، وأثر هذا التغيير في خطط جميع المستخدمين وقطاعات الأعمال وفي المقابل خطط قراصنة الإنترنت الذين غيروا نهجهم، حيث قاموا بتغيير الأساليب والأدوات التي يستخدمونها لشن هجماتهم، حيث اعتمدوا على هجمات الحرمان من الخدمة DDoS بشكل أكبر خلال الربع الثاني من 2020، الأمر الذي أدى إلى نموها ثلاثة أضعاف مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2019.
وتعمل هجمات الحرمان من الخدمة على إغراق مواقع الويب المقدمة للخدمات بسيل من البيانات عن طريق أجهزة مصابة، يتحكم فيها مجرمو الإنترنت عن بعد. ويسبب الازدحام الناجم عن إغراق المواقع بالبيانات بطء الخدمات وصعوبة وصول المستخدمين إليها.
وكشفت "كاسبرسكي" لأمن المعلومات في تقريرها أن هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة DDoS في الربع الثاني من العام الجاري، نمت ثلاثة أضعاف مقارنة بالربع الثاني من العام الماضي، وأشار التقرير إلى أن عدد الهجمات في الربع الثاني من 2020 هو نفسه تقريبا في الربع الأول من العام نفسه، وعزا خبراء كاسبرسكي الارتفاع في النشاط التخريبي إلى تأثير جائحة كورونا، ما اضطر كل من مجرمي الإنترنت والمنشآت التي يستهدفونها إلى إعادة النظر في خططهم لموسم الصيف.
وارتفع عدد الهجمات التي تم اكتشافها في الربع الثاني من عام 2020، بنسبة 217 في المائة عما كانت عليه في الفترة نفسها من عام 2019، في حين ارتفع عدد الهجمات في الربع الثاني من العام الجاري ارتفاعا طفيفا مقارنة بالربع الأول منه.
وتتباين هذه النتائج تباينا ملحوظا عن التوجهات السنوية المعتادة، فعادة ما يختلف عدد هجمات DDoS باختلاف الموسم، إذ تشهد بداية العام، موسم الذروة في الأعمال التجارية، عددا أكبر مقارنة بأواخر الربيع والصيف الذي تبدأ فيه الانحسار. وكان عام 2019، على سبيل المثال، قد شهد انخفاضا في عدد هجمات DDoS التي شنت في الربع الثاني بنسبة 39 في المائة مقارنة بعددها في الربع الأول منه، أما في عام 2018 فكان الانخفاض بين الربعين 34 في المائة.
وينعكس هذا التوجه في عدد الأوامر التي تتلقاها بوتات الويب Bots من خوادم القيادة والسيطرة، التي تم اعتراضها وتحليلها، وارتفع بشكل عام متوسط عدد الهجمات المسجلة يوميا في الربع الثاني بنحو 30 في المائة مقارنة بنظيره في الربع الأول. كما بلغ العدد الأكبر للهجمات التي شنت في يوم واحد نحو 300 هجوم في الربع الثاني، وكان ذلك في التاسع من نيسان (أبريل)، في حين بلغ العدد القياسي في هجمات اليوم الواحد في الربع الأول من هذا العام 242 هجوما.
وأشار التقرير إلى أن التدابير المتعلقة بالحد من السفر حرمت الناس الاستمتاع بموسم الإجازات بالطريقة الاعتيادية بعدما أبقى عديد من المناطق على إجراءات الإغلاق، وترك هذا الأمر مستويات النشاط على الإنترنت مرتفعة نظرا لاعتماد أعداد أكبر من الأفراد على الموارد الإلكترونية، سواء للأنشطة الشخصية أو المتعلقة بالعمل، ما جعل هذا الصيف فترة مزدحمة للأعمال التجارية وموارد المعلومات عبر الإنترنت، ونتيجة لذلك، بات النشاط غير مسبوق في مجال هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة DDoS، حتى الآن لا يوجد ما يدفع للتنبؤ بحدوث انخفاض في نسبة الهجمات.