Author

أخطاء الفلسطينيين المتكررة

|
يشعر كثير من أبناء المملكة - خاصة من الجيل الجديد الذي لم يعايش أحداث الماضي - بمرارة بسبب الهجمات التي تأتي من أطراف كان المأمول منها حفظهم الود، ويستبسل أبناؤنا وبناتنا في الدفاع عن بلادهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. بعض الفلسطينيين - على سبيل المثال - يتطاول على المملكة ورموزها وشعبها. والجميع يعرف مواقف بلادنا ودعمها الشعب الفلسطيني وقضيته. وقد سعت المملكة لرأب الصدع بين حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية منذ بداياته وتم توقيع اتفاق أمام الكعبة المشرفة، لكن سرعان ما عادت الخصومة بينهما. وتحولت حماس إلى المعسكر الإيراني بأدواته التي تستهدف أمن المملكة. ومن مظاهر الانحياز الفلسطيني ضد الخليج العربي ما حدث عندما احتل العراق الكويت في آب (أغسطس) ١٩٩٠م. وانتقل معظم شعبها إلى المملكة ضيوفا أعزاء. واستقرت الحكومة الكويتية في الطائف. وقررت المملكة الاستعانة بالقوات الأجنبية لتحريرها. لتعلن منظمة التحرير الفلسطينية الاصطفاف ضدنا مع العراق. واستمرت مثل هذه المماحكات من بعض الأطياف الفلسطينية، حتى وصل الأمر بحماس في الآونة الأخيرة إلى التواصل مع ميليشيا الحوثي، وهذا استكمال لاندماجها في المشروع الإيراني - التركي ضد المنطقة. لقد تورط الفلسطينيون في الخلافات العربية، وارتكبوا أخطاء كثيرة. ولذلك شهدت التغريبة الفلسطينية فصولا مثل أحداث أيلول الأسود في الأردن والمواجهات الدامية في بيروت التي أسفرت عن ترحيلهم إلى تونس والسودان واليمن.
كتبت أكثر من مرة خلال الأعوام الماضية، متمنيا أن ينأى الفلسطينيون بأنفسهم ويهتموا بقضيتهم. مع الأسف كانت الشعارات الوهمية تسكرهم، على غرار شعار صدام أن تحرير فلسطين يمر باحتلال الكويت. ولا يزال بعض الفلسطينيين أسرى شعارات يتم رفعها ضد المملكة ومصر وسواهما. وما زالت النصيحة الذهبية تحتاج إلى إصغاء : مصلحة فلسطين تتحقق بانحياز الفلسطيني لأرضه أولا، والوقوف مع العرب فيما يخدم القضية الفلسطينية. دون التورط في إذكاء الفتن ضد العرب، والارتهان لأجندة قطر وإيران وتركيا غير السوية.
إنشرها