إغلاق المدارس في الأوقات الضبابية «2 من 2»
قدمت الدكتورة سارة روتو، رئيس المعهد الكيني لتطوير المناهج ورئيس الاستجابة لفيروس كورونا في وزارة التعليم الكينية، مثالا مبتكرا لإمكانية استخدام مديري المدارس هذا النوع المتزايد من الاتصال، لتحسين المهارات بالغة الأهمية للتعلم الاجتماعي العاطفي للطلاب. وأوضحت قائلة، "إن الأزمة تمنح الطاقة لبعض ركائز المناهج الدراسية التي لم تجد من يؤيدها من قبل. على سبيل المثال، مشاركة الآباء، والتمكين، والتعليم القائم على القيم. هذه (أي التعليم القائم على القيم) أمور يحتاج الأطفال إلى رؤيتها ولمسها والنمو وهم يتمتعون بها". والبيت هو المكان الأول الذي يحدث فيه هذا. ويجب على مديري المدارس اغتنام هذه الفرصة لإشراك الآباء لضمان حدوث مثل هذا التعلم".
إن دعم مديري المدارس وهم يواصلون إشراك المجتمعات المحلية والأسر أثناء الأزمة وبعدها سيكون أمرا بالغ الأهمية أيضا للحد من الإحساس بالقلق، وبناء الثقة للعودة إلى المدارس، ودعم تعلم الأطفال.
رابعا: اغتنام الفرص الجديدة للتركيز على التعلم ومن خلال أزمة فيروس كورونا، يعمل مديرو المدارس والمعلمون في عديد من الدول في وضع غير مريح مع قليل من الخبرة السابقة لتوجيههم بشأن مسؤولياتهم. ونتيجة لذلك، يبتكر المعلمون طرقهم الخاصة ويستحدثونها للتركيز على احتياجات الطلاب. والتقط الدكتور إيوان سياهريل، المدير العام المعين أخيرا للمعلمين والعاملين في مجال التعليم في وزارة التعليم والثقافة في إندونيسيا، هذا الخيط عندما قال: "نحن في طريقنا إلى أن نصبح مرتاحين في وضع غير مريح. كنا نتحدث لأعوام عن التعلم الذي يركز على الطالب. وجاء فيروس كورونا ليمنحنا الثقة بأن هذا أمر لا بأس به. أنت لا تدرس منهجك الدراسي فحسب، لكنك تنظر إلى طلابك وتبدأ من هناك. هذه فرصة لإعادة تصور المنهج الدراسي وضمان أن كل طالب يتعلم".
هناك أدلة على أن توجيه المدارس ومديري المدارس والمعلمين للتركيز على العمل بما يتناسب مع مستوى الطلاب يمكن أن يحسن النتائج. الحقيقة أن أزمة فيروس كورونا تتيح فرصة لجعل مديري المدارس يقومون بإعادة ترتيب أدوارهم ودعم المعلمين للتركيز على القيام بما هو أفضل لطلابهم.
وقد أصبحت الاستجابة القوية من جانب مديري المدارس أكثر إلحاحا اليوم من أي وقت مضى من أجل التخفيف من آثار الانقطاع عن الدراسة الذي يواجهه الأطفال وهم لا يزالون خارج المدارس. ومن ثم، يتعين على الأنظمة التعليمية تمكين مديري المدارس ودعمهم للتركيز على نجاح الطلاب. وفي ظل قيام الحكومات بوضع استراتيجيات لمواجهة تأثير فيروس كورونا في مختلف القطاعات وتحسينها، من المهم تجسيد الرسالة التي قدمها الوزير ويرنر عندما قال: "إغلاق المدارس أثناء أزمة كهذه بمنزلة أن نطلب من الجيل الصغير تقديم تضحية هائلة نيابة عن شيوخه. والطريقة للتعبير عن تقديرنا لتلك التضحية، عندما تنحسر أزمة فيروس كورونا، هي وضع التعلم لكل طفل في صميم عملية التعافي. هذا أقل ما ندين لهم به".
تعني هذه الرسائل الرئيسة أن مديري المدارس ورابطاتهم يجب أن يكونوا جزءا من تطوير استراتيجية إعادة فتح المدارس. وكان المشاركون في النقاش واضحين أنه لا يمكن مناقشة إعادة فتح المدارس دون إشراك مديريها. وقد سلطت جائحة فيروس كورونا الضوء أيضا على ضرورة تدريب مديري المدارس على جوانب الشراكات المجتمعية، والتواصل، والقيادة التربوية.