Author

عروسة زوجي

|
لو سألت أي زوجة هذا السؤال "ما أصعب أمر لا تستطيعين تحمله"؟.
لأجابتك "أن يتزوج زوجي بامرأة أخرى"، بل إن كثيرا من المتزوجات تفضل رحيل زوجها عن هذه الدنيا على أن يكون لها ضرة، ويزداد شعور الغيرة والألم إن كانت الزوجة قد بالغت في عطائها وتفانيها وتضحياتها من أجل زوجها. الأسبوع الماضي وصلتني رسالة على بريدي الإلكتروني من زوجة مفجوعة تقول فيها، "تزوجت قبل 25 عاما. كنت معلمة في الـ30 من عمري ورثت مبلغا محترما من والدي. عشت مع زوجي في منزل أهله أكثر من 20 عاما، ذقت فيها مرارة الدنيا وقسوة الأيام، فقد كانت معاملتهم الظالمة لي (اللي تشيب الرأس) لا تتحملها الجبال فضلا عن إنسانة من روح ومشاعر وأحاسيس، لكني صبرت وتحملت من أجله فقد عشقته عشقا يفوق الخيال، حتى حين علمت أنه عقيم لا أمل له في الذرية اخترت البقاء معه على الانفصال عنه، وأقفلنا ملف الإنجاب للأبد ولم نعد نتناقش فيه. قبل خمسة أعوام، اقترح أن نتعاون لبناء بيت العمر. تحمست جدا للفكرة رغم استغرابي فقد مضت الأعوام الطوال وأنا أحاول إقناعه بالاستقلال في منزل، لكنه كان يرفض خوفا على مشاعر والديه فكيف يطرحها الآن؟، خصوصا أن جميع أشقائه وشقيقاته تزوجوا ولم يتبق بالمنزل إلا والديه فقط، واقترح أن يكون المنزل بدرج مستقل للدور الثاني حتى نتمكن من تأجيره، وافقت على فكرته وتحمست معه ووضعت كل مدخراتي وورثي ومجوهراتي تحت تصرفه". "خلال عامين تم الانتهاء من بناء بيت العمر. انتقلت إلى منزل الأحلام والعشق وكلي لهفة وشوق لأزين أركانه بأعوام تضحياتي وأزمنة صبري وليالي حبي السرمدي، ولأن الليالي حبالى يلدن كل عجيب فما هي إلا ستة أشهر وإذ بي أسمع صوت ضجيج وضوضاء في الدور العلوي، وظننت أنه قام بتأجيره، لأتفاجأ به بكل برود يقول البارحة كان زواجي، لم تكن ثورة غضبي لأنه تزوج فقط، بل لأنه قال بكل قسوة، أنا أريد أن أكون أبا فالأطباء بشروني أن هناك أملا بأطفال الأنابيب وأنت صرتي كبيرة على الإنجاب. قبل عام أنجبت زوجته توأمين ومن يومها نسي وجودي في حياته. وأكتب لك وأنا أعيش الحسرة والندم والمرارة على زوج منحته ما لا يستحق، حين اعتقدت أنه كان يستحق".
وخزة
دوما أقول، إن الغباء الذي نمارسه في لحظة اختيار قراراتنا هو ما سنندم عليه لبقية العمر، كما أن رفع سقف توقعاتنا فيمن نحب والمبالغة في العطاء والتضحية هو الغباء بعينه.
الحياة لا تحمي المغفلين ومن لا يستفيد من تجارب الآخرين.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها