Author

انتبهوا على عيالكم

|
في ظل تسارع عجلة الحياة التي نعيشها في هذا العصر، أصبحت تربية الأبناء تشكل مسؤولية كبرى على كاهل الآباء والأمهات. البعض أدرك عظمة هذا الأمر وخطورة التهاون فيه، والنتائج الخطيرة التي قد تحدث في حالة التساهل به، فأدى مسؤولية التربية على أكمل وجه من بعد التوكل على الله تعالى، والبعض الآخر "طنش"، فبعض الأمهات رمت مسؤولياتها على الخادمة، والأب رمى مسؤولياته على السائق، وكأن مسؤوليتهما تنتهي عند الإنجاب. أما أسوأ أهل، فهم الذين تركوا الشوارع ورفقاء السوء ومنصات التواصل الاجتماعي يقومون بالمهمة بدلا عنهم، وحين تقع الفأس في الرأس يكون خوفهم من الفضيحة وكلام الناس أكبر من اهتمامهم باحتواء أبنائهم ومحاولة إصلاحهم وبناء جسور الثقة بينهم من جديد.
أذكر قبل عام جاءتني رسالة على تويتر من شاب صغير لا يتجاوز الـ13 من عمره، من خلال حروف كلماته شعرت بمدى الخوف والاضطراب الذي يعيشه، طلبت منه أن يرسل لي رقم هاتفه لأتصل به. كان إحساسي بالأمومة نحوه جارفا وشعرت بمسؤوليتي تجاهه، فهو ما زال يتأرجح بين الطفولة وبداية الشباب ومن السهولة تماما السيطرة على عقله وزرع الخوف في داخله، كما شعرت في رسالته. حين كلمته حاولت أن أغرس شتلات الثقة والطمأنينة في قلبه، وأعيد برمجة أفكاره حتى يتوقف عن جلد ذاته وينتزع جذور الخوف التي حاول أولئك "البلطجية" أن يزرعوها في داخله!
قصته باختصار أنه تعرف على مجموعة أصدقاء عبر بلاي ستيشن ادعوا أنهم في مثل عمره، ومع مرور الأيام وثق بهم، ثم تعمقت تلك الصداقة واقترحوا أن يخصصوا "قروب سناب" خاصا بهم، وفعلا انضم إليهم ومع مرور الأشهر انزلق معهم إلى هوة سحيقة من الانحراف السلوكي، واكتشف متأخرا أنهم يفوقونه في العمر كثيرا، وأن كل صورهم مزيفة لكن الأوان كان قد فات، بدأوا مساومته بالخروج معهم أو إرسال صوره المشينة لأهله وأصدقائه وهددوه بالفضيحة، ما زال صوت بكائه المرتجف خوفا يرن في أذني، ومن فضل الله تعالى تم علاج المشكلة بشكل آمن، وتعلم الأهل درسا بالغ الألم في غفلتهم عن ابنهم.
وخزة
الأبناء والبنات قد يعيشون حكايات ابتزاز مخيفة بينما بعض الآباء والأمهات يلهون بهواتف ذكية حين اعتقدوا بأن الله لن يحاسبهم على رعية أضاعوها!
انتبهوا على عيالكم وبناتكم من شياطين الإنس، فدوركم لا ينتهي عند الإنجاب.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها