نمو الهجمات الإلكترونية على محبي ألعاب الفيديو بنسبة 50 %
قد يكون اللعب هو الملاذ الأخير لعديد من الشباب وصغار السن لتمضية وقت الفراغ الذي يعيشونه، جراء جائحة فيروس كورونا المستجد، التي تتطلب منهم قضاء كثير من وقتهم في البيت وعدم الخروج إلا للضرورة، ما جعل مجرمي الإنترنت يستغلون هذا الظرف لتكثيف الهجمات الإلكترونية والمخادعة على هذه الفئة، وفي ظل تزايد شعبية ألعاب الفيديو، حيث تم الكشف عن ارتفاع العدد اليومي لمحاولات توجيه المستخدمين إلى مواقع خبيثة تستغل الألعاب خلال نيسان (أبريل) الماضي التي بلغت نسبتها 54 في المائة مقارنة بكانون الثاني (يناير) الماضي.
كما زاد أيضا عدد المحاولات المحظورة لتوجيه المستخدمين إلى صفحات تصيد تستغل أحد أكثر منصات الألعاب شعبية خلال نيسان (أبريل)، بنسبة 40 في المائة مقارنة بشباط (فبراير) الماضي، وذلك بحسب إحصاءات شركة كاسبرسكي، وكان عديد من الدول حول العالم قد فرض شكلا أو أكثر من أشكال إجراءات الإغلاق أو قيود الحركة على المجتمعات، ما دفع الناس إلى البقاء في منازلهم، ليتحول كثير منهم إلى وسائل الترفيه المتاحة عبر الإنترنت، كألعاب الفيديو، في ظل الفراغ الكبير المتاح في الوقت.
وشهد العدد الإجمالي لمستخدمي منصة الألعاب Steam، أشهر منصة ومتجر ومنتدى للألعاب على الإنترنت، ارتفاعا ملحوظا بدءا من آذار (مارس)، فوصلت المنصة إلى رقم قياسي لكل من المستخدمين النشطين والمستخدمين المتزامنين الذين يلعبون الألعاب بنشاط بحلول 30 آذار (مارس)، وتمت ملاحظة هذا التوجه، والنظر بعمق في مشهد التهديدات المحدقة بمستخدمي ألعاب الفيديو خلال فترة الإغلاق، ليجد الباحثون الأمنيون أن المجرمين الإلكترونيين سعوا لاستغلال الاهتمام المتزايد بألعاب الفيديو في شن هجمات مختلفة. وأظهرت الإحصاءات حدوث زيادة كبيرة في العدد اليومي لمحاولات توجيه المستخدمين إلى المواقع الخبيثة التي استغلت موضوع الألعاب، فشهد نيسان (أبريل) زيادة بنسبة 54 في المائة مقارنة بكانون الثاني (يناير). وجرت محاولات عديدة لجذب المستخدمين بوعود مثل الإصدارات المجانية من الألعاب الشائعة والتحديثات والإضافات أو حتى قدرات الغش، وذلك بروابط تأخذهم إلى صفحات لتنزيل مجموعة متنوعة من البرمجيات الخبيثة، منها ما يسرق كلمات المرور ومنها ما يخضع الأجهزة للفدية ومنها ما يجري عمليات تعدين على العملات الرقمية.
وكانت أكثر لعبة استغلها المجرمون هي لعبة Minecraft، التي تعد واحدة من أكثر الألعاب شعبية على الإطلاق، إذ استخدم اسمها في أكثر من 130 ألف هجوم على الإنترنت، تلتها في ذلك لعبتا Counter Strike: Global Offensive وThe Witcher 3، كما أظهرت الإحصاءات ارتفاع عدد المحاولات التي جرى حظرها لتوجيه المستخدمين إلى صفحات تصيد تحتوي على كلمة Steam بنسبة 40 في المائة في نيسان (أبريل)، مقارنة بشباط (فبراير).
ويدعو خبراء أمن المعلومات المستخدمين إلى توخي قدر أكبر من الحذر بعد أن شرع عديد من المستخدمين في ممارسة الألعاب على أجهزة العمل التي يدخلون منها إلى الشبكات والأنظمة المؤسسية في شركاتهم وأماكن عملهم، وهو من أخطر الممارسات التي لا تقتصر على تعريض البيانات الشخصية أو الأموال للسرقة فحسب، وإنما تعريض موارد الشركة للانكشاف وسوء الاستغلال والسرقة.
كما يوصي الخبراء باستخدام كلمات مرور قوية واعتماد أسلوب المصادقة الثنائية، حيثما أمكن، لحماية حسابات ألعاب الفيديو، والحذر من محاولات الغش ونسخ الألعاب المقرصنة، نظرا لكونها واحدة من الحيل المفضلة للمجرمين الإلكترونيين، واستخدام حل أمني موثوق به وقادر على تحديد عمليات تنزيل البرمجيات الخبيثة وحظر مواقع التصيد ومنع عمليات التوجيه إلى الصفحات الخبيثة، والحرص أثناء اللعب، على عدم إيقاف تشغيل الحل الأمني، ولكن تشغيل “نمط الألعاب” الذي يستهلك موارد أقل، بدلا من ذلك.