«دل تكنولوجيز» لـ "الاقتصادية" : شبكات الجيل الخامس عامل رئيس لدعم الحوسبة السحابية والتحول الرقمي

«دل تكنولوجيز»  لـ "الاقتصادية" : شبكات الجيل الخامس عامل رئيس لدعم الحوسبة السحابية والتحول الرقمي
بدر الماضي
«دل تكنولوجيز»  لـ "الاقتصادية" : شبكات الجيل الخامس عامل رئيس لدعم الحوسبة السحابية والتحول الرقمي

يوما بعد يوم يزداد الاعتماد على جميع الخدمات إلكترونيا مع زيادة معدلات استخدام الإنترنت في المملكة التي تشهد ارتفاعا ملحوظا عاما تلو الآخر، الأمر الذي يقف وراءه عديد من الأسباب في هذا الارتفاع.
ووفقا للأرقام الرسمية من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة، شهدت معدلات استخدام خدمات الإنترنت عبر الهاتف المتحرك وخدمات الإنترنت الثابتة في المملكة، ارتفاعا كبيرا منذ بدء تطبيق إجراءات الحجر والتباعد الاجتماعي للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد في المملكة، وتشير التقارير إلى أن متوسط الاستهلاك اليومي للبيانات في شباط (فبراير) الماضي كان أعلى بنسبة 33 في المائة مقارنة بالعام السابق.
وفي حوار خاص بـ«الاقتصادية» مع بدر الماضي مدير قطاع الاتصالات في شركة دل تكنولوجيز، كشف أن الطفرة التي شهدتها الخدمات القائمة على الإنترنت في يومنا هذا ستتطور لتؤثر في أسلوب عمل الناس وحياتهم ولعبهم. لذا، فإن مسألة الثقة المرتبطة بتخزين البيانات أو نقلها ضرورية جدا لاعتماد التقنيات الجديدة كالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والتحليلات، وأصبح المستخدمون يعتمدون بشكل متزايد على البيانات التي تدعم خدمات مثل الترفيه والتجارة الإلكترونية، والخدمات المصرفية، وخدمات السفر والطعام، وباتت شركات الاتصالات المزودة لهذه الخدمات تحظى بأهمية أكبر في حياة الناس، حيث يتم نقل البيانات بشكل أساس باستخدام شبكات الاتصالات الخاصة بهذه الشركات، وربما يتم تخزينها في مراكز البيانات الخاصة بها. وتعد الشبكات الآمنة والاتصالات الموثوقة حجر الأساس لأعمال شركات الاتصالات، إذ تقوم هذه الشركات بشكل مستمر ببناء وتشغيل شبكات تدعم الأعمال الحساسة، ولطالما كانوا على مقربة من الآليات التي تتدفق من خلالها البيانات التي تولدها الصناعات المختلفة والمستخدمون الأفراد في المجتمع.
وعند سؤاله عن دور “السحابة الطرفية” كأداة رئيسة لإطلاق الإمكانات الكاملة للتقنيات الناشئة كالواقع الافتراضي والواقع المعزز، والروبوتات السحابية، وبيانات الزمن الحقيقي، والأمن، وخصوصية البيانات، ولأن البنية التحتية في المملكة كانت قادرة على استيعاب هذه التقنيات وتوفيرها للشركات، قال بدر إن الفوائد الرئيسة للسحابة الطرفية تتمثل في قدرتها على تعزيز أداء الشبكة من خلال تقليل زمن الاستجابة. على سبيل المثال، تقوم أجهزة إنترنت الأشياء المرتبطة بالحوسبة الطرفية بمعالجة البيانات محليا أو في مراكز بيانات مجاورة، حيث لا يتعين على المعلومات التي تجمعها هذه الأجهزة بالتحرك بالسرعة نفسها التي تتحرك بها هذه المعلومات عبر البنى السحابية التقليدية. لذا، تعد شبكات الجيل الخامس 5G من العوامل الرئيسة التي تدعم خدمات الحوسبة الطرفية.
وتابع، “قد قامت المملكة بخطوات مدروسة لنشر شبكات الجيل الخامس 5G، وتشير إلى أن المملكة تحتل المرتبة الرابعة عالميا والأولى في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا وشمال إفريقيا في نشر شبكات الجيل الخامس 5G، حيث قامت المملكة بتركيب أكثر من 5797 برجا في 30 مدينة. كما حققت المملكة قفزات نوعية من حيث سرعة الإنترنت لتحتل المرتبة العاشرة على مستوى العالم”. وكشف أنه مع إطلاق شبكات الجيل الخامس 5G، فمن المتوقع أن نشهد نموا كبيرا من حيث التكيف مع التكنولوجيا والابتكار. وسيسمح زمن الاستجابة المنخفض والنطاق الترددي العالي لشبكات الجيل الخامس بصعود التقنيات الناشئة مثل المحاكاة الافتراضية، والحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، لتشكل جزءا أساسيا من البنية التحتية التكنولوجية للمؤسسات. ومن المتوقع أيضا أن يزداد انتشار بعض التطبيقات مثل تقنية الواقع الافتراضي الموسع، والألعاب السحابية، بمجرد نشر شبكات الجيل الخامس 5G على نطاق واسع. وستسهم تقنية الجيل الخامس 5G في الارتقاء بتجربة المستخدم من خلال المرئيات عالية الدقة بمعدل إطارات مناسب التي توفرها تقنية الواقع الافتراضي الموسع، وستصبح الألعاب السحابية متاحة على أرض الواقع عند نشر خوادم الألعاب بشكل متزايد بالقرب من المستخدمين.
وحول استفادة القطاع الصحي من هذه التقنيات، قال الماضي إنه من خلال نشر تقنية الجيل الخامس 5G، التي تتميز بوقت استجابة أقل وسعات أعلى بكثير، يمكن لأنظمة الرعاية الصحية أن تقدم مزيدا من الخدمات التي تركز على المرضى. وستتيح تقنية الجيل الخامس 5G زيادة كبيرة في استخدام خدمات مثل الرعاية الصحية عن بعد، والمراقبة عن بعد، ونقل الصور، مستفيدة من السرعة العالية وزمن الاستجابة المنخفض لشبكة الجيل الخامس. وتتضمن الاستخدامات الأكثر تميزا تسخير الواقع المعزز والواقع الافتراضي لمحاكاة السيناريوهات الطبية المعقدة، وتوفير العلاجات البديلة للمرضى المصابين بأمراض خطيرة ومزمنة، ومن خلال تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي، يمكن للأطباء المساعدة على تحديد المرضى الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات التي قد تنجم ما بعد العمليات الجراحية، ما يسمح لأنظمة الرعاية الصحية بالتدخل المبكرة عند الضرورة.
وتابع “فيما يخص قطاع التعليم، تسعى الجامعات والكليات في جميع أنحاء العالم لاستخدام أساليب جديدة ومبتكرة لتزويد طلابها بأفضل التجارب التعليمية. وستساعدهم تقنية الجيل الخامس 5G على القيام بذلك، إذ يمكن أن تتضمن حالات استخدام تقنية الجيل الخامس القدرة على توفير دروس عالية الجودة باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، حيث يمكن للمعلمين الانتقال مع الطلاب لزيارة الكواكب الأخرى أو القيام بجولات داخل جسم الإنسان باستخدام تقنية الواقع الافتراضي. كما يمكن للطلاب استخدام تقنية الواقع المعزز لاستكشاف مفاهيم معينة عبر التفاعل من خلال التكبير والتصغير واللمس في تجربة فريدة ستجعل العملية التعليمية أكثر متعة”.

الأكثر قراءة