نصف الموظفين العرب يعتمدون على أجهزتهم الشخصية للعمل عن بعد رغم مخاطرها

نصف الموظفين العرب يعتمدون على أجهزتهم الشخصية للعمل عن بعد رغم مخاطرها
استخدام الأجهزة الشخصية وافتقار التدابير الأمنية خطر يواجه الشركات

لم تكن الشركات خلال الفترة الماضية تولي اهتماما كافيا بالمخاطر الناجمة عن سياسة استخدام الأجهزة الشخصية في العمل، حيث يعتقد عديد من أصحاب الشركات الصغيرة أن المخاطر الناجمة عن اتباع هذه السياسة لا تشكل تهديدا على أعمالهم، إلا أن الأجهزة الشخصية تمثل فئة الأجهزة الأكثر عرضة للاختراقات، بسبب ضعف تأمينها وافتقارها للمتطلبات الأمنية الخاصة بقطاع الأعمال، ما قد ينعكس سلبا على بيئة العمل، وما يزيد هذا الأمر خطورة هو أن 54 في المائة من المستخدمين العرب، قالوا إنهم يستخدمون حواسيبهم المحمولة الشخصية للعمل عن بعد، على الرغم من كونها غير مجهزة ببروتوكولات الأمن التي عادة ما تجهز بها أجهزة الشركات، وذلك بحسب استطلاع أجرته شركة كاسبرسكي لأمن المعلومات.
وأوصى التقرير أقسام تقنية المعلومات بوضع برنامج للتدريب على الوعي الأمني الأساسي للموظفين، يمكن تقديمه عبر الإنترنت، حيث يتناول الممارسات الأساسية، مثل إدارة الحسابات وكلمات المرور، وأمن البريد الإلكتروني، وأمن النقاط الطرفية، إضافة إلى التأكد من تحديث الأجهزة والبرمجيات والتطبيقات والخدمات بأحدث التصحيحات عند إتاحتها، إلى جانب تثبيت برمجيات أمنية من مصادر جرى التحقق منها، لتتيح الحماية المنشودة من تهديدات الويب وهجمات التصيد عبر البريد الإلكتروني.
إلى جانب ذلك، فقد كان مبدأ العمل عن بعد أحد الأساليب التي تعتمدها كثير من الشركات التقنية العالمية، لذلك لم يكن تأثير الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، ذي تأثير كبير على أعمالها، كون أن موظفيها قد اعتادوا على هذا الأمر منذ زمن، إلى جانب تدريبهم على كيفية اتخاذ الإجراءات والتدابير الأمنية لهذا المبدأ في العمل، لكن في العالم العربي قد يكون الأمر مختلفا نوعا ما، وذلك بعد أن أكد 45 في المائة من الموظفين العرب العاملين من منازلهم في جميع أنحاء العالم لم يتلقوا من أرباب عملهم أي إرشادات تتعلق بالأمن الرقمي خلال فترة العمل من المنزل.
وتبين أن معظم المشاركين في الاستطلاع غير مستعدين ويفتقرون إلى المعرفة اللازمة لحماية أجهزتهم من الهجمات الرقمية، ما قد يؤثر بشدة في سلامة الأعمال التجارية حال وقع هجوم رقمي يستهدفهم، ما من شأنه التسبب في خسائر قد تكون فادحة في بيانات الشركة ومعلوماتها.
وقال 47 في المائة من المستطلعة آراؤهم إنهم يعملون بكفاءة أكبر من المنزل، فيما قال 44 في المائة إنهم مستعدون لمواصلة العمل من المنزل حتى بعد انتهاء الحجر الصحي. ومع ذلك، فإن 79 في المائة منهم لا يشعرون بالحصانة من الهجمات الإلكترونية أثناء العمل من المنزل.
وأشار التقرير إلى أن الشركات غالبا ما تأخذ في الحسبان أنظمة الأمن المطبقة في مقار العمل، وشدد التقرير على أن الوقت قد حان لأن يتم الاهتمام بالأمن أينما كانت مواقع العمل مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة للبقاء آمنين عبر الإنترنت في كل مكان، ويدرك مجرمو الإنترنت أن معظم الموظفين يعملون من منازلهم في الفترة الراهنة، لذلك يسعون لاستغلال أي فرصة لاعتراض اتصال غير آمن أو إرسال رسائل بريد إلكتروني تخريبية تختبئ مضامينها الخبيثة تحت ستار تقديم معلومات مهمة، لذلك يجب توخي أقصى درجات الحذر خلال هذه الأوقات الصعبة، ويجب على الموظفين أثناء استخدام أجهزتهم الشخصية في العمل عدم تحميل أي محتوى تعليمي أو ترفيهي إلا من مصادر رسمية موثوق بها، وقصر الاتصال بالإنترنت على الشبكات الموثوق بها، فإذا لم تكن الشبكة موضع ثقة وكان الاتصال بالإنترنت عبرها ملحا، ينبغي استخدام شبكة افتراضية خاصة بالعمل لتأمين الاتصال، إلى جانب الاهتمام بالنسخ الاحتياطي المنتظم للبيانات على وسيط تخزين خارجي غير متصل بالإنترنت، ليمكن الرجوع إليه في حالة فقدان البيانات.

الأكثر قراءة