ترتيب أولويات المستهلك تخفض شحنات الهواتف الذكية 12 %

ترتيب أولويات المستهلك تخفض شحنات الهواتف الذكية 12 %
انخفاض الطلب على الهواتف الذكية وتحول المستهلكين للإنفاق على الاحتياجات الأساسية.

لم يعد استبدال الهاتف الذكي القديم بهاتف جديد أمرا طبيعيا على عكس الأعوام الماضية، نتيجة انخفاض إنفاق المستهلكين، بسبب التأثير الاقتصادي لأزمة فيروس كورونا المستجد، فقد توقعت شركة أبحاث السوق IDC أن شحنات الهواتف الذكية العالمية ستنخفض 12 في المائة تقريبا إلى 1.2 مليار وحدة في 2020، وذلك بسبب خفض ثقة المستهلك، وإعادة ترتيب أولويات الإنفاق نحو السلع الأساسية، ما أثر بصورة مباشرة في استهلاك الهواتف الذكية على المدى القصير.
وذكرت الشركة في تقريرها أن الوباء لم يفسد سلاسل التوريد التجارية فحسب، بل أضر بشركات صناعة الهواتف الذكية الرئيسة، مثل، أبل وسامسونج، اللتين أعلنتا خسائر مالية مع تسبب الوباء في تقليص إنفاق المستهلكين في جميع أنحاء العالم، حيث أجبر الوباء شركة أبل، التي اضطرت إلى إغلاق متاجر البيع بالتجزئة في الولايات المتحدة وأوروبا بعد انتشار المرض، على تقديم خصومات على هواتف آيفون 11 في الصين، وأطلقت إصدارا جديدا من هاتف آيفون إس إي بسعر منخفض لمواجهة انخفاض الطلب العالمي على الهواتف الذكية.
من جانبها قالت شركة TrendForce للأبحاث في أبريل الماضي إنها تتوقع انخفاض الإنتاج العالمي للهواتف الذكية بنسبة قياسية قدرها 16.5 في المائة في الربع الثاني من العام الحالي مقارنة بالمدة ذاتها من العام الماضي. ويتبع ذلك انخفاض الإنتاج بنسبة 10 في المائة في جميع أنحاء العالم في الربع الأول من 2020، عندما انتشر الفيروس وبلغ ذروته في الصين قبل اجتياح أوروبا والولايات المتحدة.
ومع ذلك، ارتفعت الشحنات من المصانع في الصين إلى البائعين 17 في المائة في شهر أبريل مقارنة بالعام الماضي، ما يشير إلى علامات على انتعاش مبكر في الطلب المحلي في أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم.
وفي الصين، حيث بدأ الاقتصاد بالانفتاح مرة أخرى وبدأت المصانع عملها، تتوقع IDC انخفاضا من رقم واحد في هذا العام. وتتوقع شركة الأبحاث أيضا أن يسهم نشر شبكات الجيل الخامس في المساعدة على استعادة شحنات الهواتف الذكية عافيتها في العام المقبل، مضيفة أنها لا تتوقع عودة النمو حتى الربع الأول من عام 2021.
أما بالنسبة إلى الربع الأول من العام الجاري، فقد شهدت مبيعات الهواتف الذكية العالمية أسوأ انخفاض لها على الإطلاق مع انهيار الطلب على الهواتف الذكية، وتوقف المستهلكين عن الإنفاق على المنتجات غير الأساسية، وفقا لبيانات شركة أبحاث السوق Gartner.
وقالت جارتنر إن مبيعات الهواتف الذكية شهدت انخفاضا بنسبة 20.5 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وأشارت إلى أن هذا الانخفاض جاء وسط تزايد عدم اليقين الاقتصادي وحالات الإغلاق التي أمرت بها الحكومات في أجزاء كثيرة من العالم في شهر مارس.
فيما أوضح محللو جارتنر وجود عامل آخر يتمثل في إغلاق المصانع، التي يوجد كثير منها في الصين، المنتجة لهواتف معظم الصانعين العالميين، في حين شهدت أكبر خمس شركات مصنعة على مستوى العالم انخفاضات كبيرة خلال الربع، باستثناء "شاومي"، التي شهدت ارتفاعا طفيفا بنسبة 1.4 في المائة بفضل المبيعات الدولية القوية لأجهزة Redmi والتركيز القوي على قنوات المبيعات عبر الإنترنت.
وأظهرت البيانات أن شركة سامسونج حافظت على مكانتها الرائدة بحصة سوقية بلغت 18.5 في المائة، وذلك رغم انخفاض مبيعاتها بأكثر من 22 في المائة، فيما ظلت هواوي في المرتبة الثانية بحصة سوقية بلغت 14.2 في المائة، واحتلت أبل المركز الثالث، حيث شهدت انخفاضا أكثر تواضعا بنسبة 8 في المائة، ما منح الشركة الأمريكية حصة سوقية بلغت 13.7 في المائة، ساعدت قدرة أبل على خدمة العملاء عبر متاجرها عبر الإنترنت وعودة إنتاجها إلى مستويات قريبة تقريبا من المستويات السابقة في نهاية شهر مارس، على استعادة بعض الزخم الإيجابي المبكر، وبلغت مبيعات الهواتف الذكية 299 مليون وحدة في الربع الأول مقارنة بـ375 مليون وحدة في الفترة نفسها من العام الماضي.

الأكثر قراءة