كورونا يعزز حجج المتحمسين للاستثمار في الذهب

كورونا يعزز حجج المتحمسين للاستثمار في الذهب
لندن موطن أكثر من 400 مليار دولار من سبائك الذهب.

كان كيفين كيلي، وهو طيار مقاتل سابق في سلاح الجو في سكوتسديل، ولاية أريزونا، ينصح أي شخص يستمع إليه منذ عام 2008 بشراء الذهب والفضة استعدادا للأزمة التالية. أخيرا، عمل بعضهم بنصيحته هذا العام.
قال كيلي الذي ينظم مسابقات الملاكمة بالقبضات من دون قفازات ويدير امتيازا للياقة البدنية: "كان الناس يقولون لي ’هذا لن يحدث أبدا ، لن يحدث أبدا‘، لكن الأمر الرائع هو أن هذا حدث فعلا. كان الجميع يقولون لي إنك لا تتوقع إلا الأمور السيئة".
المتحمسون للاستثمار في الذهب، الذين طالما كانوا يدافعون عن شراء الذهب، يعدون فئة شاذة من قبل كثير من المستثمرين الرئيسيين، لكن تبينت صحة موقفهم هذا العام، حين ارتفعت الأسعار 9 في المائة بينما انخفضت الأسهم 20 في المائة بعد تفشي فيروس كورونا.
في الشهر الماضي، جادل محللون في "جولدمان ساكس" بأن الوقت قد حان لشراء "عملة الملاذ الأخير"، قائلين إن الذهب قد يصل إلى 1800 دولار للأونصة، صعودا من سعره الحالي البالغ نحو 1650 دولارا بسبب "طلب الاستثمار المدفوع بالخوف".
الذهب يجذب المستثمرين لعدة أسباب. على عكس النحاس، لا ترتبط حظوظه بالنشاط الصناعي. عائداته تنبع فقط من ارتفاع الأسعار. فهو لا يعطي أسعار فائدة مثل السندات، أو توزيعات أرباح مثل الأسهم. لكنه يظل بشكل تقليدي ملاذا آمنا في أوقات التوتر، وإن كان ذلك مع فترات انخفاض حاد عندما يضطر المستثمرون لتغطية الخسائر من فئات الأصول الأخرى. يمكن أن يوفر تحوطا ضد التضخم - وهو خطر رئيسي لقيم السندات. المؤمنون به حقيقة يعتقدون أيضا أنه سيعيد يوما ما دوره في دعم قيمة العملات التي يرون أن مشتريات الأصول من قبل البنوك المركزية منذ عام 2008 تسببت في تقويضها.
الآن، يتشجع عشاق الذهب من مصدر جديد للدعم: تسبب فيروس كورونا في إغلاق مصافي التكرير وخفض الرحلات الجوية التجارية، ما أدى إلى نقص في المعدن النفيس يعمل على تعزيز أسعار الذهب والعملات الذهبية.
قالت روث كراويل، رئيسة اتحاد سوق لندن للسبائك: "التحدي الذي يواجهه الجميع هو اللوجستيات. لأن الذهب ينقل تقليديا على طائرات الركاب، وبالنظر لحجم عمليات الإلغاء وحالات التعطيل، يقل عدد المسافرين وهناك مساحة محدودة في عنبر الشحن".
ريتشارد هيز، الرئيس التنفيذي لشركة بيرث مينت، المملوكة بالكامل لحكومة أستراليا الغربية، أوضح أن أسعار نقل الذهب بالطائرة زادت ثلاث إلى أربع مرات منذ شباط (فبراير). وأضاف أن إحدى شركات الطيران الكبرى رفعت أسعار الشحن لنقل الذهب ثماني مرات.
في 23 آذار (مارس) ارتفعت العقود الآجلة للذهب في بورصة كوميكس Comex في نيويورك 70 دولارا فوق السعر الفوري في لندن، بسبب مخاوف من نقص المعدن المادي لتسوية العقود. يؤثر هذا في سلسلة توريد الذهب بأكملها، حيث تستخدم الشركات العقود الآجلة للتحوط لحماية تعاملاتها.
لندن هي موطن أكثر من 400 مليار دولار من سبائك الذهب، لكن هذه الألواح تزن 400 أونصة، وهي ليست الألواح التي تزن 100 أونصة المطلوبة لتسوية عقود "كوميكس" الآجلة أو التي تباع لمستثمري التجزئة. بالتالي يجب تكرير المعدن قبل أن يتم تسليمه، لكن أكبر معامل التكرير في أوروبا تعمل في سويسرا بطاقة منخفضة بسبب الفيروس.
إضافة إلى ذلك، تعطلت إمدادات مناجم الذهب. انخفضت أسهم أكبر شركات تعدين الذهب 11 في المائة هذا العام بعد حالات إغلاق في المكسيك وجنوب إفريقيا.
منذ 23 آذار (مارس)، تم شحن أكثر من ستة ملايين أونصة من الذهب إلى مستودعات "كوميكس" في الولايات المتحدة، وفقا لمالك "سي إم إي جروب" CME Group (أكبر بورصة للمشتقات المالية في العالم) ما دفع الحيازات لتصل إلى 15.9 مليون أونصة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2002. ويشمل ذلك المعدن لدعم عقود الذهب الآجلة بألواح 400 أونصة التي تم إطلاقها حديثا ـ بدأت التداول مع بداية أسبوع التدوال الماضي.
لكن العلاوة بين أسعار العقود الآجلة وسوق الذهب في لندن لا تزال تحوم حول 50 دولارا للأونصة. عادة ما تكون الفجوة دولارا أو دولارين.
بالنسبة لمستهلكي التجزئة، يعني النقص علاوات أعلى لشراء المعدن وكذلك أوقات تسليم أطول. حالات التأخير قللت من جاذبية الذهب لدى المشترين المحتملين، وفقا لإيفريت ميلمان، من شركة جينسيفيل كوينز التي يوجد مقرها في فلوريدا.
قال: "هم يريدون فقط معرفة لماذا لا يمكنني الحصول على الذهب الخاص بي. كانوا يرجون الحصول على الذهب من المشترين السابقين أو عامة الناس لأن العلاوات مرتفعة للغاية. لكن الناس يتمسكون بما لديهم (...) ما يضطرنا إلى البحث في كل مكان وفي أي مكان للعثور على الذهب والفضة".
أضاف أن الأمر يستغرق بضعة أسابيع للحصول على منتجات يمكن الوصول إليها عادة في غضون يوم أو يومين. تبيع الشركة الآن الذهب بعلاوة تبلغ نحو 10 في المائة على سعر السوق الفوري. الفجوة تكون عادة بين 1 و 2 في المائة.
بالنسبة إلى كيلي، الذهب هو الأصل الوحيد "من دون مخاطر الطرف المقابل" الذي يمكن أن يحمي المستثمر ضد تخفيض قيمة العملة والإنفاق غير المنضبط من قبل البنوك المركزية لمواجهة فيروس كورونا. في حين أن التضخم لم يتحقق بعد الأزمة المالية العالمية في عام 2008 كما كان يرجو كثير من مستثمري الذهب، يعتقد كيلي أنه سيفعل ذلك هذه المرة.
قال منذ أن توقفت الولايات المتحدة عن دعم عملتها بالذهب عام 1971، لم يكن هناك ما يقيد البنوك المركزية. أضاف: "حذرنا آباؤنا المؤسسون من شرور البنوك المركزية. وصلنا إلى النقطة التي يمكنك من خلالها طباعة المال بقدر ما تريد، لكن كل ما تفعله هو إنشاء تضخم مفرط. في مرحلة ما، سيكون هذا مدمرا للغاية".

الأكثر قراءة