FINANCIAL TIMES

مع إغلاق «كورونا» المدارس .. ازدهرت الدروس الخصوصية

مع إغلاق «كورونا» المدارس .. ازدهرت الدروس الخصوصية

رب ضارة نافعة للمعلمين الخصوصيين مع إغلاق المدارس

ليلي وونج، معلمة المدرسة الابتدائية في بكين تستعد لعمل إضافي في الوقت الذي يستقر فيه تفشي وباء فيروس كورونا في الصين.
الطلب المتزايد ليس ساعات إضافية في وظيفتها اليومية بل هو نشاط جانبي كبير، كواحدة مما يسمون بـ"المدرسين الفائقين" الذين يمكنهم طلب ما يصل إلى 300 دولار للعمل، لمدة 45 دقيقة.
تقول من خلال مترجم: "بعض الطلاب ليست لديهم القدرة على الدراسة بأنفسهم، لذلك من أجل اللحاق بالمدرسة، سيكون عليهم تعيين مدرسين فائقين".
الفصل الدراسي في المدرسة لم يبدأ بعد، لكن بسبب الإغلاق أثناء الحجر الصحي، تقول السيدة وونج: سيبحث الآباء عن مساعدة إضافية، حتى يتمكن أطفالهم من اللحاق باختبار دخول المدرسة الثانوية العليا.
ليلي وونج ليس اسمها الحقيقي، حيث تحرص على الحفاظ على سرية هويتها لأن هذه الممارسة محظورة رسميا في مدرستها الحكومية.
من خلال العمل ثماني ساعات في كل عطلة نهاية الأسبوع كمعلمة رياضيات، تتقاضى 80 دولارا في الساعة، فإنها تكسب مرة أخرى ما يصل إلى راتبها كمعلمة، ما يسمح لها بالادخار للرسوم الدراسية الخاصة بابنتها.
يقول أحد المحللين الصينيين إن بعض المعلمين يتقاضون ما يصل إلى 300 دولار لكل 45 دقيقة، وقد ينفق الآباء الأغنى أكثر من عشرة آلاف دولار، لكل فصل دراسي في التحضير لامتحان محوري يحدد القبول الجامعي.
قبل فيروس كورونا، كانت السيدة وونج تدرس وجها لوجه وخلال أسوأ الأسابيع، كانت تستخدم المنصات عبر الإنترنت أو تطبيق وي تشات WeChat. وفقا لمراقبة اليونيسكو، هناك 29 بلدا أغلقت المدارس في جميع أنحاء البلاد، ما أثر في نحو 391.5 مليون طفل وشاب. 20 بلدا آخر نفذ إغلاق المدارس محليا، وإذا أصبحت هذه الإغلاقات على مستوى البلاد، فسيواجه مئات الملايين من المتعلمين الإضافيين تعطيلا في التعليم.
بدلا من الدروس القائمة في الفصول، ملأ المعلمون عبر الإنترنت وشركات التعليم الإلكتروني الفجوة التعليمية. والذين يقدمون دروسا خاصة شخصية، مثل السيدة وونج، يأملون في دفعة عندما تنتهي فترة العزل.
وفقا لمجموعة أبحاث سوق فإن سوق رسوم التعليم الخاص ستنمو في الولايات المتحدة بنحو 7.37 مليار دولار بحلول عام 2023، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ نحو 8 في المائة.
مارك براي، الأستاذ الفخري ورئيس "اليونيسكو" في مجال التعليم المقارن في جامعة هونج كونج، يقول إن شركات التدريس عبر الإنترنت شهدت "طلبا متزايدا للغاية، في حين أن العاملين وجها لوجه يعانون القيود نفسها التي تعانيها المدارس التي تم تعليقها".
تقول روث بيني، إخصائية التعليم في هونج كونج، بعض الآباء يتكيفون مع محاولة إبقاء أطفالهم مركزين على برامج التعليم المنزلي، وفي الوقت نفسه محاولة العمل من المنزل. "من الواضح أن هناك بعض الآباء يفقدون صوابهم".
تم إغلاق مدارس هونج كونج منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، وتقول السيدة بيني إن هذه التدابير مناسبة للمعلمين الأذكياء".
خلافا لذلك، كان الآباء يحاولون اتخاذ عدد من التدابير، بما في ذلك تجميع الأطفال في مجموعات صغيرة.
يقول الأستاذ براي إن أفضل شركات التدريس التي لديها منصات مختصة يمكنها القيام بعمل جيد للحفاظ على اهتمام التلاميذ. "الشركات الكبيرة لديها فرق بحث وتدريب مختصة، وهي أكثر براعة وديناميكية من المدارس".
مع ذلك، وي تشانج، الباحث المساعد في قسم علوم الحاسوب والتكنولوجيا في جامعة نورمال شرق الصين، يقول ليس كل التدريس عبر الإنترنت جيدا. "على العكس تماما، الشركات قوية جدا في التسويق، وجودة الخدمة تتفاوت بشكل كبير".
حصل بعض الآباء في آسيا على المدرسين من الخارج.
ناثانيا لماكولاج، مؤسس شركة تدريس في بريطانيا، يقول إن شركته تلقت زيادة كبيرة في الاستفسارات من الصين بشأن التدريس عبر الإنترنت.
إحدى المدرسات لديه، رومولا نوتال المقيمة في لندن، تقول إن عبء عملها قد زاد. "أتأكد من أن دروسي أكثر متعة بعض الشيء حتى لا تكون مجرد درس آخر عبر الإنترنت، ما يجعلهم يفعلون أشياء تثير اهتمامهم. من الأسهل الشعور بالملل كلما قل ما تفعله. الأكبر سنا يشعرون بالملل من عدم الذهاب إلى المدرسة".
تدريس المغتربين الناطقين باللغة الإنجليزية والسكان الصينيين الذين تراوح أعمارهم بين 7 و18 عاما، الذين يريدون تعليما باللغة الإنجليزية، مجال مهم. "البريطانيون لديهم رأسمال ثقافي"، كما تقول السيدة نوتال، وهو أمر استفادت منه سلاسل المدارس البريطانية، بما في ذلك كلية دولويتش من خلال فتح مواقع خارجية في الصين.
قرر بعض الآباء الأثرياء توظيف معلمين باهظي الثمن لتدريس أطفالهم في المنزل. آدم كولر مؤسس شركة تيوترز إنترناشيونال Tutors International، التي توفر المعلمين للعائلات يفيد بارتفاع حاد في الطلبات.
"كشركة، نجري 12-16 عملية توظيف سنويا ويمكنني ذلك بشكل مريح هذا الشهر". وصلت مكالمات من البرتغال وإيطاليا ودبي وأمريكا الوسطى.
"يخطط بضع عملاء الذهاب على متن يخت لبضعة أشهر، يعتقدون أن بإمكانهم الاختباء. إذا تمكنت من الحصول على أفراد الطاقم الذي لا يحملون فيروس كورونا فيمكنك الانتظار، لكن ماذا لو أصيب أحدكم وأنتم على بعد أميال من المنزل؟"
مارك ماكلين، مدرس مقيم في لندن، تلقى "كثيرا من الطلبات الواردة من عملاء أجانب" خاصة من عائلات في هونج كونج وسنغافورة.
كثير منهم طلبوا منه السفر إليهم والبقاء معهم. "قال معظمهم إنهم قلقون بشأن المدة التي سيبقى فيها أطفالهم خارج المدرسة، والآثار التي قد تلحق بتعلمهم".
على الرغم من عرض "الرسوم الضخمة"، إلا أنه رفض طلب الوالدين لأنه يخشى تخييب أمل طلابه الحاليين، وأن يعلق في الخارج في حالة تم تعليق الرحلات الجوية. يقول إن المال لا يعني شيئا لهؤلاء الوالدين.
أخبرني أحد الآباء "هذا أفضل استثمار يمكنني القيام به، لذلك أخبرني ما الذي يتطلبه الأمر لإحضار شخص إلى هونج كونج".
البعض: "ليس لديهم مشكلة بالدفع مقابل طائرات خاصة أو مزيد من المال للدروس الخصوصية لساعات متواصلة، بسبب المناطق الزمنية" حسبما أضاف.
"وافق عدد قليل من هؤلاء العملاء في الخارج على تلقي الدروس عبر الإنترنت، لذلك يعني هذا أياما طويلة جدا بالنسبة إلي. لحسن الحظ، يكون هذا في الأوقات التي يكون فيها طلابي هنا في المدرسة بسبب المناطق الزمنية".
كما تلقى ماكلين أيضا عددا من الطلبات من آباء في بريطانيا يستعدون لإغلاق المدارس المحتمل.
وقال "أبلغت المدارس كثيرين أنه إذا تم إلغاء امتحانات الشهادة العامة للتعليم الثانوي، فمن المرجح أن يتم تأجيل الامتحانات إلى فصل الخريف". لذلك كانوا يتحققون أيضا ما إذا سيكون متوفرا في الصيف. أما أحد الوالدين فقال له: مع اقتراب موعد امتحانات الشهادة العامة للتعليم الثانوي، لا يمكننا تحمل المخاطرة بأن تكون محجوزا يا مارك.
بعض المغتربين الذين هربوا من هونج كونج في أعقاب الفيروس يعيدون أطفالهم من دول أخرى، مثل بريطانيا. تقول السيدة بيني: "قد تكون هونج كونج واحدة من الأماكن الأكثر أمانا في الوقت الحالي".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES