ثقافة وفنون

11 هيئة ثقافية جديدة تختصر الزمن

11 هيئة ثقافية جديدة تختصر الزمن

11 هيئة ثقافية جديدة تختصر الزمن

تصدرت المشاريع الثقافية حديث السعوديين، بعد أسبوع حافل، شهد تفعيل المدينة الإعلامية في الرياض، تلاه قرار مجلس الوزراء بإنشاء 11 هيئة ثقافية، بعد أن أدركت وزارة الثقافة باكرا أن ثقافة أمة ضاربة في جذور التاريخ لا يمكن أن تختصر في وزارة؛ لتعمل على اختصار المسافات والزمن، فيما رفع أميرها الأمير بدر بن عبدالله للقيادة مشروعا ثقافيا طموحا بإنشاء هيئات ثقافية، وهو ما لقي دعما لا محدودا من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي العهد.
ستتولى كل هيئة من الهيئات الثقافية الجديدة مهمة الإشراف على قطاع ثقافي فرعي واحد باستقلالية كاملة، لضمان أعلى مستويات الجودة والفاعلية، حيث تضمنت الهيئات الجديدة تخصصات الأفلام، المتاحف، الموسيقى، الفنون البصرية، الأزياء، فنون الطهي، المكتبات، فنون العمارة والتصميم، التراث، المسرح والفنون الأدائية، الأدب والنشر والترجمة، لتحقيق مستهدفات أسمى، من خلال تنظيم القطاع الثقافي والنهوض بمقوماته، ودعم وتشجيع الممارسين فيه، وتطوير المجالات الإبداعية، في تخصصات لا يزال بعضها يصنف كـ"خام"، يحتاج إلى تضافر الجهود وتصميم مبادرات فعالة، تركز على كل قطاع فرعي وتحوله إلى "منتج" ثقافي حقيقي.

من الأدباء وإليهم
يرأس وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان مجالس إدارات الهيئات الثقافية الوليدة، وفق قرار مجلس الوزراء، التي تؤسس لبنية تحتية متينة لقطاعاتنا الثقافية، وبداية لمرحلة جديدة ومهمة من تاريخ ثقافتنا، بحسب أمير الثقافة، فيما ستتمتع الهيئات الجديدة بالشخصية الاعتبارية العامة والاستقلال المالي والإداري.
وجاء في مقدمة قرارات الأمير بدر بن عبدالله في هذا المجال تعيين الدكتور محمد حسن علوان رئيسا تنفيذيا لهيئة الأدب والنشر والترجمة، ليتولى مسؤولية تنظيم وتطوير هذا القطاع ودعم وتشجيع الممارسين والمنتسبين إليه، إلى جانب تطوير الأنظمة المتعلقة بصناعة النشر والإبداع الأدبي، وتشجيع التمويل والاستثمار في المجالات ذات العلاقة باختصاصات الهيئة، وكذلك تشجيع الأفراد والمؤسسات والشركات على إنتاج وتطوير المحتوى في قطاع الأدب والنشر والترجمة.
وتحدث الدكتور علوان في فيديو بثته وزارة الثقافة عن هيئة الأدب، حول دور الهيئة الجديدة في المشهد الثقافي، إذ ستعمل على بناء مشهد أدبي فاعل وناشط ومتجاوز للحدود، وصناعة نشر قوية قادرة على المنافسة إقليميا وعالميا، ونشاط ترجمي يعول عليه في نقل صورة الأدب والثقافة السعودية إلى الخارج، والآداب العالمية إلى الداخل، كما تعمل لتحقيق المبادئ الأساسية للوزارة، المتمثلة في جعل الثقافة نمط حياة لدى المجتمع السعودي، وأن تكون الثقافة مساهما أساسيا في اقتصاد حيوي ونوعي ومثمر، وأن تكون الثقافة أداة لتعزيز صورة المملكة في الخارج.
وتهدف الهيئة إلى أن يكون الأديب والناشر والمترجم السعودي في قلب المعادلة المحققة أهداف وتطلعات "رؤية 2030"، موضحا أن للهيئة مبادرات لتجويد الأدب السعودي، ليخرج بأفضل صورة ممكنة، ليصل الأديب السعودي إلى المستوى الذي يستحقه، مستمدا من عراقة الأدب السعودي، الذي ينتظره الكثير ليحققه على المستوى العالمي، مؤكدا أن الهيئة من الأدباء وإليهم.

تنطق إبداعا
في أعقاب الإعلان عن الهيئات الثقافية الجديدة، أطلقت وزارة الثقافة شعارات الهيئة الجديدة، التي لقيت تفاعلا كبيرا عبر منصات التواصل الاجتماعي، كونها جاءت متفردة، أصيلة، تنطق إبداعا، وتستلهم شعاراتها من شعار وزارة الثقافة المميز.
ووجد قرار الهيئات إشادة وحفاوة من المثقفين والأدباء، ومنهم الدكتور سعيد السريحي، الذي قال "إن إنشاء الهيئات الثقافية الجديدة مشروع جميل؛ لأنها لا تجعل الأدب محصورا في الأدب بفنونه السبعة، إنما انفتحت الثقافة لتكون كل ممارسة توفر لنا قيمة أعلى للحياة كما واستيعابا، وتحول الثقافة من ثقافة النخب إلى ثقافة الناس جميعا".

هيئة الأفلام
تلقى السينمائيون خبر إنشاء هيئة الأفلام ببهجة، ولا سيما أن هذه الصناعة تعد ناشئة في المملكة، ولها جمهور واسع، وتحتاج إلى تحفيز ودعم كبيرين للصناع لتمكينهم، وهو الدور الذي ستؤديه هيئة الأفلام لتطوير قطاع الأفلام وبيئة الإنتاج داخل المملكة.
وحول أثر الهيئة في مستقبل الصناعة، تحدث عبدالله مغرم الإعلامي وصانع أفلام الواقع الافتراضي، حول ذلك، بأن المملكة ستشهد خلال الأعوام المقبلة نموا كبيرا في صناع الأفلام، وفي مشاركات الأفلام السعودية في مهرجانات الأفلام حول العالم، التي تعد بمئات إن لم تكن بآلاف، وهي خطوة مهمة للتعريف بالمملكة وثقافتها ورؤية المستقبل في أوساط صناع الأفلام حول العالم.
وبلغة الأرقام، يمكن ملاحظة النمو في مبيعات الأفلام حول العالم، حيث واصلت الصعود إلى 41 مليار دولار في 2018، فيما حققت الشركات أرباحا مليارية، كمؤشر لأهمية الصناعة، وكانت أعلاها لشركة ديزني بـ18 مليار دولار، ونحو 60 مليارا أخرى وزعت على تسع شركات، فيما وفرت ملايين فرص العمل، مستدلا بتجربة الهند، إذ وفرت الأفلام في الهند وحدها أكثر من مليوني فرصة عمل، ومتوقع ارتفاعها إلى أكثر من أربعة ملايين فرصة في عام 2022.
وخلص مغرم إلى أن تأسيس هيئة مستقلة للأفلام ستكون له ثلاثة آثار مهمة؛ قوة ناعمة للتعريف بالمملكة حول العالم، وعائد اقتصادي سينعكس على ضخ فرص عمل للمواطنين، وتطور لصناعة السينما السعودية.

تهيئة البيئة المحفزة
ستسهم الهيئات الجديدة في صناعة جيل ثقافي متنوع، فهيئة المسرح والفنون الأدائية على سبيل المثال ستنهض بالمجال المسرحي وتعمل على دعم وتشجيع التمويل والاستثمار فيه، واعتماد برامج تدريبية مهنية وجهات مانحة للشهادات المتخصصة في المجال، فيما ستتولى هيئة الأدب والنشر والترجمة تنظيم صناعة النشر في المملكة بكل ما يرتبط بها من دعم للتأليف وحفظ للحقوق وتهيئة البيئة المحفزة للإبداع وتوفير التدريب وفرص الاستثمار في المجال.
وبحسب بيان وزارة الثقافة، ستتولى هيئة التراث مسؤولية دعم جهود تنمية التراث الوطني ورفع مستوى الاهتمام والوعي به وحمايته من الاندثار، وتشجيع الأفراد والمؤسسات والشركات على إنتاج وتطوير المحتوى في القطاع، فيما ستتولى هيئة المتاحف تطوير المتاحف في المملكة على اختلاف أنواعها، وتطوير الأنظمة واللوائح، وإيجاد بيئة مستدامة تشجع على الاستثمار في المجال.
وستعمل هيئة الموسيقى على تأسيس صناعة محترفة للفنون الموسيقية بكل جوانبها، وتوفير التراخيص للأنشطة ذات العلاقة بمجال عمل الهيئة، وإنشاء قاعدة بيانات لقطاع الموسيقى في المملكة.
في حين ستكون مسؤولية هيئة المكتبات تطوير المكتبات في المملكة وبناء بيئة محفزة للقراءة، وستتولى هيئة فنون الطهي مهام متعددة، منها تصنيف المطاعم والأطباق والطهاة، ووضع الآليات والضوابط والاشتراطات ذات الصلة بفنون الطهي، وتسجيل الأطباق السعودية والعالمية وتدوين وصفاتها ونشرها، والتعريف بالأطباق السعودية محليا ودوليا، إلى جانب تشجيع إجراء الأبحاث والدراسات والتطوير في مجال فنون الطهي.
وستقوم هيئة الأزياء بوضع استراتيجية لقطاع الأزياء ومتابعة تنفيذها، واقتراح المعايير والمقاييس وإقامة المؤتمرات والمعارض والفعاليات والمسابقات المحلية والدولية المرتبطة بالمجال.
كما ستتولى هيئة فنون العمارة والتصميم مسؤولية العناية بالقطاع ودعم الممارسين فيه، أما هيئة الفنون البصرية فستدعم جهود تطوير هذه الفنون والممارسين لها، وبناء البرامج التعليمية ذات العلاقة، وتقديم المنح الدراسية للموهوبين.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون