FINANCIAL TIMES

هل مرتبة الشرف الأولى مهمة للظفر بوظيفة؟

هل مرتبة الشرف الأولى مهمة للظفر بوظيفة؟

البحث في فترة الصيف في "لينكد إن" و"فيسبوك" يقدم تدفقا لا نهائيا من المشاركات الاحتفالية من قبل الخريجين الجدد (ووالديهم الفخورين). بالنسبة لأولئك الذين يشعرون بخيبة أمل من درجتهم النهائية قد يبدو الأمر كما لو أن الجميع قد تخرجوا بمرتبة الشرف الأولى - أو مرتبة الشرف الثانية العليا على الأقل.
الآن بعد أن بدأ موسم التوظيف الجديد، أولئك الذين لم يحصلوا بالفعل على عرض عمل قبل التخرج وكانوا يشعرون بالإحباط بالحصول على مرتبة الشرف الثانية العليا أو مرتبة الشرف الثالثة، قد يشعرون بالقلق من أنهم سيكونون مقيدين. لكن مع تطور أماكن العمل، تتطور أيضا مطالب أصحاب العمل وتوقعاتهم: قد تكون الدرجات الآن أقل أهمية مما كانت عليه في السابق. ووفقا لوكالة الإحصاء للتعليم العالي، 28 في المائة من الطلاب الممكلة المتحدة تخرجوا في عام 2018 بمرتبة الشرف الأولى، و48 في المائة بمرتبة الشرف الثانية العليا. هناك منافسة قوية على الوظائف، وأي شخص يندرج ضمن فئة مرتبة الشرف الثانية الدنيا ومرتبة الشرف الثالثة هو في وضع غير مؤات في لعبة الأرقام الخاصة بطلبات وظائف الخريجين.
لكن وحدة الوظائف في جامعة أكسفورد تفيد بأنه عندما يتعلق الأمر بالراتب المبدئي وبنسبة العاطلين عن العمل بعد ستة أشهر من التخرج، لا يوجد فرق كبير بين الطلاب الجامعيين الذين يحصلون على مرتبة الشرف الثانية العليا ومرتبة الشرف الثانية الدنيا.
بالنسبة لبعض المسؤولين عن التوظيف، قد تكون سمعة جامعتك، أو مقررك الدراسي بأهمية درجتك النهائية نفسها. يقول جوناثان بلاك، مدير وحدة الوظائف في جامعة أكسفورد، عندما يتعلق الأمر باسم الجامعة "بالنسبة لبعض أصحاب العمل، من الواضح أنه (مهم) وسيفتح الباب لإجراء محادثة". لكن هذا أمر شخصي و"قد كافح الأكاديميون مع كيفية مساواة مرتبة الشرف الثانية العليا في الفيزياء من جامعة أكسفورد مع مرتبة الشرف الثانية العليا في الفيزياء من جامعة ليدز. الجواب على ذلك هو أنك لا تستطيع. لا يمكنك حتى مساواة مرتبة الشرف الثانية العليا هذا العام بالعام الماضي".
هذه القيود، إلى جانب التركيز المتزايد على تنوع التوظيف، دفعت عديدا من الشركات إلى التخلي عن أساليب الفرز التقليدية. يستخدم بعض أصحاب العمل أيضا أساليب التقييم التي تتم عن طريق مزودين يمثلون طرفا ثالثا، مثل شركة آركتيك شورز، للحكم على المرشحين بشكل مباشر أكثر بشأن المهارات المطلوبة في مكان العمل، بدلا من محاولة الاعتماد على علامات النجاح الأكاديمي.
هناك شركات أخرى تقلل من أهمية الدرجات في عملية التقديم وقد بدأت في قبول الطلاب الحاصلين على مرتبة الشرف الثانية الدنيا في مخططات الخريجين. تضم هذه المجموعة مسؤولي توظيف مثل وحدة الضرائب في المملكة المتحدة "إتش إم ريفينيو آند كستمز" وشركة صناعة السيارات "جاجوار لاند روفر" ومجموعة لويدز المصرفية وشركات المحاسبة الأربعة الكبرى، مثل "إي واي" EY.
أصلحت "إي واي" نهجها في التوظيف لخطة الخريجين وقررت تخفيض الدرجة المطلوبة بعد أن انتهى بحث عمليتها الخاصة بالاختيار إلى عدم وجود أي علاقة بين النجاح في الجامعة والمؤهلات اللاحقة.
وفقا لليندا لونج، كبيرة مستشاري الوظائف المبكرة في شركة جاجوار لاند روفر، الحد الأدنى لمتطلبات برنامج الخريجين هو الحصول على مرتبة الشرف الثانية الدنيا لأن الشركة ترى "الأداء الأكاديمي مجرد واحد من عدد من مؤشرات الأداء المختلفة في المستقبل".
في التقييم، تبحث عن المرشحين الذين يظهرون "مجموعة من المهارات التي تقدرها الشركة مثل حل المشكلات، والعمل في فريق، والرغبة في التعلم".
أهمية هذه المهارات تعني أن خبرة العمل والأنشطة غير الروتينية تحتل مكانة عالية بالنسبة لأصحاب العمل.
أكثر من ثلث الشركات تحذر من أن الخريجين الذين ليس لديهم خبرة عمل سابقة من غير المرجح أن يكونوا ناجحين، بغض النظر عن إنجازاتهم الأكاديمية، أو الجامعة التي التحقوا بها، وفقا لـ"هاي فلايرز للأبحاث". وتشير "سي بي آي"، منظمة تابعة لأصحاب العمل، إلى أن خمس الشركات ترى أن السلوك الإيجابي والمهارات الشخصية، مثل المرونة والتواصل، أكثر أهمية عند التوظيف.
حتى إذا كانت نتائجك تمنعك من صنع بداية تقليدية في مهنة خريج، فقد تكون هناك طرق أخرى، مثل مواصلة الدراسة. يوجد عدد من الدورات بعد التخرج تقبل الطلاب الحاصلين على مرتبة الشرف الثانية الدنيا.
تقول هيذر بيرن، مديرة مكتب التطوير الوظيفي في كلية روس لإدارة الأعمال في جامعة ميشيجان، عندما يتعلق الأمر باختيار الطلاب لبرنامج ماجستير إدارة الأعمال، فإنهم يستخدمون "عملية مراجعة شمولية". في حين أن عديدا من الأماكن تذهب إلى المتقدمين الذين لديهم سجل أكاديمي قوي، نجح آخرون في مكان آخر بطريقة "تجعلهم يبرزون ويكونوا قابلين للتسويق". تقول بيرن من المهم أن تفكر فيما فعله الطلاب خارج قاعات الدراسة، لأن "أصحاب العمل يبحثون حقا عن أفراد ذوي مهارات متعددة".
عندما يتعلق الأمر بتقديم درجات مخيبة للآمال لأصحاب عمل محتملين، فإن بلاك ينصح الطلاب بالعودة إلى مهارات القدرة على العمل الرئيسية والتفكير في جميع الأنشطة التي مارسوها في الجامعة وفي المستوى السادس. أحد أكثر الأخطاء شيوعا هو أن الطلاب "يتغاضون عن أمور ويعتقدون أنها لا صلة لها بالموضوع لأن ’الجميع فعلوا ذلك‘".
يضيف بلاك: "الأمر يتعلق بكيفية طرحك لها (...) إذا فعلت أمورا أخرى، فسيؤدي ذلك إلى تخفيف مرتبة الشرف الثانية الدنيا". لكن في النهاية، مهما كانت النتائج التي ستتخرج بها، "في غضون خمسة أعوام، لا أحد يهتم بالفعل".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES