Author

لا تعلم أحدا

|

الأسبوع الماضي وصلني مقطع فيديو لطالب في المرحلة المتوسطة يتعرض إلى التحرش بشكل استفزازي من قبل ثلاثة طلاب و"الشيء اللي يقهر"أن هؤلاء الطلاب الثلاثة قاموا بالتصوير وبكل جرأة ووقاحة نشروا المقطع في خريطة "سناب شات" على طريقة "خلي اللي ما يشتري يتفرج"، فانتشر انتشار النار في الهشيم. السؤال الذي يطرح نفسه لماذا المجتمع ما زال يعامل المتحرش فيه وكأن ما تعرض له عار يجب السكوت عنه وعدم المطالبة بمعاقبة المتحرش؟!
ثلاث رسائل وصلتني على الخاص إحداهن من طالب في المرحلة الثانوية يقول،
"حين كنت في الصف الثالث تعرضت إلى التحرش كثيرا من طالب في الصف السادس معروف بانحرافه ورسوبه المتكرر. كان يهددني إذا علمت أحدا سيؤذي أخي الصغير الذي يدرس في الصف الأول الابتدائي. تركت هذه الحادثة أثرها في نفسيتي وما زلت أتناول دواء نفسيا يخفف من حدتها ولم أخبر أحدا بمأساتي لحد الآن، الله ينتقم من ذلك المنحرف".
رسالة أخرى من شاب يقول فيها، "حين كنت في العاشرة كان صديقي ابن جيراننا وكنت أذهب إليه في البيت دائما نلعب مع بعض. في إحدى المرات كنت أنا وهو وشقيقه الموظف في البيت وكان أهله غير موجودين في البيت. طلب منه شقيقه أن يذهب إلى إحضار أغراض من البقالة القريبة، وحين أصبحت معه وحدي قام بالاعتداء علي بشكل وحشي، وهددني قائلا، لا تعلم أحدا أو سأقتل أباك. أصابتني حالة هستيرية وأصبت بنوع من حالات الإغماء المفاجئ وأصبحت أتناول علاجا لهذا الاختلال في المخ، كما أصبحت انعزاليا لا أؤمن بالصداقات ولا أخرج إلا للمدرسة وأتحاشى رؤية ذلك الجبان، حين تخرجت في الثانوية ذهبت إلى دراسة الجامعة في الخارج فتحسنت نفسيتي وشفيت من حالات الإغماء ولا أفكر بالعودة إلا بعد تغيير مكان سكني، لأن رغبة عنيفة في الانتقام تراودني نحوه ولا أريد أن أنساق خلفها".
هذه العبارة "لا تعلم أحدا.. وإلا" غالبا يستخدمها المتحرش لإخضاع ضحيته لسيطرته، وغالبا ما تكون نتائجها في مصلحة المتحرش لأسباب عديدة منها أن بعض الأسر لا يهتم بتثقيف أبنائها الصغار عن التحرش ولا عن صفات المتحرش ولا عن كيفية التصرف في حال تعرض للتحرش، كما لا تهتم بعض الأمهات والآباء ببعض الإشارات، التي تدل على أن الطفل يتعرض للتحرش سواء في المدرسة أو النادي أو الشارع أو في بيت أحد المعارف والأقارب وهي إشارات في غاية الأهمية.. سأذكرها في مقالي المقبل.
وخزة:
المتحرش بالأطفال هو أقذر مجرم في تاريخ البشرية!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها