بزوغ عصر الطاقة الجديدة

توفر الطاقة الشمسية أقل من 1 في المائة من الكهرباء المولدة على المستوى العالمي وفقا لوكالة الطاقة الدولية. حتى هذه النسبة تشكل عدة أضعاف حجم الطاقة الشمسية الذي كان قائما منذ خمسة أعوام مضت. وهي لا تعبر عن اختراق هذه الطاقة الأكبر في مناطق معينة.
وتستأثر الطاقة الشمسية بنحو 8 في المائة من الكهرباء المولدة سنويا في إيطاليا وبنسبة 5 في المائة تقريبا في كل من ألمانيا وإسبانيا ونحو 2 في المائة في أستراليا وفقا لوكالة الطاقة الدولية. وفي كاليفورنيا تولد أكثر من 6 في المائة من الكهرباء في بعض الأيام من الشمس. وعلى المستوى العالمي، ستستأثر الطاقة الشمسية بأكثر من 1 في المائة من الإنتاج السنوي من الكهرباء بنهاية هذا العام حسب توقعات وكالة الطاقة الدولية التي تؤكد أن مستقبل الطاقة الشمسية سيكون أكثر إشراقا من الآن فصاعدا.
وزادت الطاقة الشمسية إلى حد كبير نتيجة الإعانات التي دفعت التقدم الذي أدى إلى انخفاض الأسعار. ووفقا لتقديرات عديدة فقد تراجع متوسط أسعار اللوحة الشمسية تراجعا شديدا بلغ 75 في المائة أو أكثر في الأعوام القليلة الماضية. ومن الأسباب الرئيسة لهذا الانخفاض في الأسعار الزيادة غير المتوقعة في المصانع الصينية التي تنتج الألواح الشمسية منخفضة التكاليف. وأدى ذلك إلى غضب الشركات الغربية التي كانت تهيمن على صناعة الطاقة الشمسية في أعوامها الأولى. وقدمت شركات عديدة شكاوى إلى سلطات التجارة الدولية ادعت فيها أن مصنعي الألواح الشمسية الصينيين حصلوا على مساعدة غير مشروعة من الإعانات الصينية السخية للغاية التي تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية. وتنفي الصين انتهاكها أي قانون. ومن كان على حق من الناحية القانونية، فقد أدت هذه الادعاءات إلى حرب بين الصين من ناحية والولايات المتحدة وأوروبا من الناحية الأخرى، حيث يقوم كل طرف بخفض التعريفات على المكونات المنتجة للطاقة الشمسية التي يستوردها من الطرف الآخر. وفي تموز (يوليو)، أشارت الولايات المتحدة إلى أنها تعتزم رفع التعريفات على الألواح المصنعة في الصين مرة أخرى.
فيما وراء الصدام حول من سيستفيد من إنتاج الألواح الشمسية هناك معركة على من سيفوز ومن سيخسر من بيع الطاقة الشمسية. ويزيد قلق منتجي الكهرباء المهيمنين حول العالم من انتشار الألواح الشمسية الأرخص سعرا الذي سيشجع مزيدا من المستهلكين على إنتاج طاقتهم الذاتية، ما يخفض قاعدة المستهلكين لدى هذه المرافق العامة. وفي ألمانيا ألقت شركة E.ON العملاقة اللوم على زيادة الألواح الشمسية كسبب لإيراداتها الفصلية المخيبة للآمال. وفي الولايات المتحدة، أشار ديفيد كرين المدير التنفيذي لشركة NRG Energy المنتجة للطاقة في الولايات المتحدة إلى الطاقة الشمسية المولدة من ألواح توضع فوق الأسطح بوصفها "تهديدا قاتلا" لأعمال المرافق العامة. وفي هاواي أعلنت شركة الطاقة المهيمنة أخيرا أنها ستقيد بصرامة عدد ألواح الطاقة الشمسية التي ستوصلها بالشبكة.
ويمكن أن تكون الطاقة خطيرة وقد لا يمكن التنبؤ بها. ويصدق ذلك على مقبس الكهرباء في الحائط ويصدق أيضا على المستوى العالمي.
والقلق الذي كان سائدا منذ وقت ليس ببعيد هو أنه لم تكن هناك طاقة كافية لتوفير طاقة للعالم. وهناك قلق الآن تتشاطره الأطراف المعنية ومرافق الكهرباء والمصنعون متعددو الجنسيات من أن انتشار تكنولوجيات الطاقة الجديدة بدأت تضعف القوى العالمية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي