محللون: «أرامكو» تمتلك رؤية متفائلة للسوق .. وتتوقع استمرار نمو الطلب لعقدين

محللون: «أرامكو» تمتلك رؤية متفائلة للسوق .. وتتوقع استمرار نمو الطلب لعقدين

قال لـ"الاقتصادية" مختصون ومحللون نفطيون، إن "أرامكو" لديها رؤية متفائلة للسوق النفطية، حيث تتوقع استمرار نمو الطلب لعقدين مقبلين.
وأوضحوا أن آفاق الطلب على النفط الخام جيدة وسينمو بشكل متلاحق، خلال عقدين مقبلين وهو ما جعل "أرامكو" تستعد للاكتتاب المرتقب، حيث إن لديها إيجابية عن تطورات السوق العالمية.
وأشاروا إلى تأكيد المهندس أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، أن المخاوف بشأن صعود بدائل للنفط غير قائمة على المنطق والحقائق، حيث نشأت في الأغلب استجابة للضغط.
وقال روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، إن "أرامكو" تطور نفسها بشكل إيجابي سريع وتتحول إلى المفهوم الشامل للطاقة وتؤمن بتضافر كل موارد الطاقة لخدمة احتياجات المستهلك، مشيرا إلى أنه لا يمكن إنكار أن سياسات تغير المناخ قد تقلل تدريجيا من الطلب العالمي على الهيدروكربونات وتدفع التحول إلى خفض أنواع الوقود الأحفوري كثيفة الكربون مثل النفط والغاز.
وأوضح أن الضغط الاجتماعي للحد من التلوث وانبعاثات الكربون أدى بالفعل إلى مجموعة متنوعة من الإجراءات التي تهدف إلى الحد نسبيا من استخدام الوقود الأحفوري، ولكن يبقى النفط والغاز يلعبان الدور الرئيس في مزيج الطاقة على المدى الطويل.
وأكد أن بعض التقديرات الدولية تشير إلى أن الطلب على النفط سيصل إلى ذروته حتى عام 2035 ولذا على الأرجح فإن نمو الطلب على النفط الخام وغيره من سوائل النفط سيتراجع في ذلك الوقت.
واستهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على تراجع بسبب القلق من تعثر مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين بالتزامن مع توقعات ضعف الطلب واستمرار وفرة الإمدادات النفطية في العام المقبل.
ويواصل المنتجون في "أوبك" وخارجها جهودهما لرفع مستوى المطابقة لتخفيضات الإنتاج بعد زيادات مؤقتة حدثت في إنتاج كل من العراق ونيجيريا.
ويزداد التفاؤل بالسوق مع اقتراب موعد الاجتماعي الوزاري الموسع لدول "أوبك +"، حيث يلتقون في فيينا في 6 ديسمبر المقبل لمراجعة ظروف السوق وتحديد ملامح خطة العمل المشترك المقبلة.
وذكر المختصون أن "أوبك" قد تكون على وشك اتخاذ خطوة جديدة بتعميق التزامها بخفض الإنتاج لمواجهة زيادة واسعة ومحتملة في العرض في العام المقبل وسيكون ذلك ضغطا هبوطيا جديدا بالنسبة للأسعار ولذا يجب التغلب عليه بتعميق التخفيضات لدعم تماسك الأسعار وتعزيز توازن السوق.
من جانبه، قال لوكاس بيرترير المحلل في شركة "أو إم إف" النمساوية للنفط والغاز، إن الاستثمارات النفطية تواجه تحديات كثيرة أبرزها تقلبات الأسعار والشكوك المحيطة بنمو الاقتصاد العالمي في ضوء استمرار تداعيات نزاعات التجارة التي تهدد بتقلص النمو واتساع الركود والانكماش ولعل الإنتاج الأمريكي من أكثر أنواع الإنتاج تحركا مع الأسعار واستجابة مع العوامل الجيوسياسية.
وأشار إلى التراجع الملحوظ في أنشطة الحفر الأمريكية وهو ما يبشر بتراجع الإنتاج الذي وصل بالفعل إلى مستويات قياسية في النمو.
وذكر أن أهم نقطتين لإنتاج الهيدروكربونات في أمريكا الشمالية هما تكساس الأمريكية وألبرتا الكندية، مبينا أنه نظرا لتوقعات السوق الضعيفة في تكساس في الربع الرابع والنزوح الكبير لشركات النفط والغاز من ألبرتا فمن الممكن تماما أن يفقد هذان الموقعان تفوقهما وتصدرهما لقطاع الوقود الأحفوري في الأعوام المقبلة.
من ناحيته، أكد دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة " تكنيك جروب" الدولية، أن السوق تتطلع إلى تقدم مؤثر في مفاوضات التجارة ينهي المخاوف على النمو الاقتصادي ويعطي شحنة إيجابية لسوق النفط الخام الذي عانى كثيرا في الشهور الماضية من تصاعد التعريفات الجمركية المتبادلة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وذكر أن المؤشرات الأولية تنبه إلى أن الولايات المتحدة والصين ستتخليان عن تعريفة جمركية على سلع بعضهما بعضا تدريجيا مع استمرارهما في التفاوض على صفقة تجارية أوسع تكون كافية لدفع العقود الآجلة للنفط الخام، مرجحا أن أي صفقة تجارية معلنة بين الجانبين في ظل هذه البيئة الجيوسياسية المضطربة الحالية ستكون قصيرة الأجل.
بدورها، قالت مواهي كواسي مدير شركة "أجركرافت" الدولية، إن وضع السوق ما زال غامضا حيث عانى المستثمرون ضغوطا هبوطية في اليومين الماضيين من جراء حالة من البيانات المتضاربة والمتناقضة حول التقدم المحرز في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وأشارت إلى أنه رغم الوضع الحالي المضطرب فإن التفاؤل بشأن الصفقة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ما زال هو القوة الدافعة لفرص تعافي الأسعار.
وأوضحت أن النفط تراجع بنحو 14 في المائة بعدما سجل ذروته هذا العام في أبريل الماضي حيث أدت حروب التجارة إلى انخفاض استهلاك النفط الخام وتوسع الإمدادات العالمية.
وذكر أنه من المحتمل أن تحافظ "أوبك" وشركاؤها على استقرار الإنتاج عند اجتماعهم الشهر المقبل حيث إن الأسواق في طريقها لاستعادة التوازن بحسب تقديرات جولدمان ساكس.
وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط أكثر من 1 في المائة أمس، وسط مخاوف بشأن فرص إبرام اتفاق تجارة بين الولايات المتحدة والصين بينما ضغطت بواعث القلق إزاء تخمة معروض على السوق.
وبحسب "رويترز"، نزل خام برنت 69 سنتا بما يعادل 1.1 في المائة إلى 61.82 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:30 بتوقيت جرينتش بعد أن ارتفع 1.9 في المائة الأسبوع الماضي.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب السبت الماضي إن محادثات التجارة مع الصين تسير بشكل ”جيد جدا“، لكن الولايات المتحدة لن تبرم اتفاقا مع بكين إلا إذا كان مناسبا لأمريكا.
وأدت الحرب التجارية الدائرة بين أكبر اقتصادين في العالم منذ 16 شهرا لتباطؤ النمو العالمي ودفعت المحللين لخفض توقعات الطلب العالمي على الخام ما أثار المخاوف من تخمة معروض في 2020.
وأظهرت بيانات مطلع الأسبوع تراجع أسعار المنتجين في الصين بأكبر نسبة منذ ما يزيد على ثلاثة أعوام في تشرين الأول (أكتوبر) في ظل ضعف قطاع الصناعات التحويلية نتيجة للنزاع التجاري وتراجع الطلب بما يبرز أثر الحرب التجارية.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 61.98 دولار للبرميل الجمعة الماضية مقابل 62.32 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني تراجع له على التوالي، كما أن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 60.19 دولار للبرميل.

سمات

الأكثر قراءة