أنادوراي .. هندي فقير أوصل بلاده إلى القمر
لم يحصل الدكتور ميلسوامي أنادوراي على التعليم المتوقع لأمثاله من العلماء في مجال تخصصه، إلا أنه أصبح أحد أكبر علماء الفضاء في الهند والرجل الذي يقف وراء بعثات الهند الناجحة إلى القمر والمريخ.
كانت سنواته الثلاث الأولى في المدرسة -إن جاز تسميتها كذلك- عبارة عن حضور حصص دراسية في أماكن غير اعتيادية، مثلا تحت ظل شجرة، أو في بهو معبد في إحدى القرى، أو في حظيرة أبقار.
لم يكن لدى أنادوراي حذاء يرتديه، ولم تكن الكهرباء عرفت طريقها للقرية عندما كان في الثامنة، لكن العالم كان يتغير بوتيرة سريعة.
نشأ أنادوراي وترعرع في قرية كوذاوادي، في ولاية تاميل نادو جنوبي الهند ومثل السواد الأعظم من الهنود في ذلك الوقت كان أنادوراي يعيش في عصر ما قبل الصناعة بإمكانات صحية وتعليمية محدودة للغاية.
لكن الحرمان المادي لم يمنعه من التفوق في دراسته، فكان محبا للعلوم والرياضيات، واجتاز أنادوراي سنوات الدراسة الثانوية بترتيب الأول في المنطقة، والـ39 في الولاية، ما أمن له تمويلا إضافيا.
وانضم أنادوراي إلى منظمة أبحاث الفضاء الهندية في أوائل حقبة الثمانينيات من القرن الماضي، بعد تخرجه في كلية الهندسة، بحسب الـ"بي بي سي".
وكان أول قمر صناعي عمل فيه أنادوراي، مصمما حيث يصل إلى مدار على مسافة 400 كم فوق الأرض، لكن الأمور لم تسر على النحو المخطط له وسقط القمر في خليج البنغال.
رغم تلك البداية غير الموفقة، واصل أنادوراي العمل في إدارة ثماني مهمات لإرسال أقمار صناعية عبر شركة السواتل الهندية، مركز برنامج الفضاء الهندي، التي تستخدم لكل المهام -بدءا من التنبؤ بالطقس وحتى رسم خرائط الموارد والبث.
وفي عام 2003، كان أنادوراي يفكر في ترك وكالة الفضاء من أجل وظيفة مجزية في القطاع الخاص، لكن حدث أن اختير لقيادة أول بعثة هندية إلى القمر.
وفي يوم ملبد بالغيوم في منتصف فصل الرياح الموسمية في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2008، انطلق مسبار تشندريان-1 من منطقة سريهاريكوتا، على مسافة 100 كم شمالي تشيناي، وفي هذه المهمة زرع القمر الهندي فوق سطح القمر.