الوصول إلى الفقراء «2 من 3»

بالنسبة لبلدين في دراستنا، وهما إثيوبيا ونيجيريا، يظهر الرسم البياني العلاقة بين الاستهلاك الفعلي والدرجات باستخدام الاختبارات القياسية بمؤشرات بديلة. وفي البلدين، هناك علاقة موجبة قوية بين درجات الاختبار بمؤشرات بديلة والاستهلاك الفعلي، وأغلب الأسر التي تعتبر غير فقيرة استنادا إلى الدرجة التي حصلت عليها جاء تصنيفها صحيحا. ولكن توجد أخطاء استبعاد كبيرة، ولا سيما في حالة إثيوبيا، حيث تم تحديد 95 في المائة من الفقراء على أنهم غير فقراء "مقارنة بنسبة 55 في المائة في حالة نيجيريا". غير أنه بالنسبة للبلدين، وكذلك بالنسبة لجميع البلدان الواردة في الدراسة، من الواضح أن المتغيرات البديلة الشائعة الاستخدام لا تبلي بلاء حسنا في تمييز الأسر الفقيرة عن غيرها.
وفي حالة تحديد ميزانية ثابتة، نخلص إلى أن الشكل الموحد من الاختبارات بمؤشرات بديلة يخفض معدل الفقر بنسبة ضئيلة في المتوسط مقارنة بدخل أساسي معمم، يحصل فيه الجميع على التحويلات نفسها، سواء كانوا من الفقراء أو الأغنياء أو متوسطي الدخل. ويمكن تحقيق النتائج الجيدة نفسها للاختبارات بمؤشرات بديلة عن طريق إجراء تحويلات موحدة استنادا إلى عدد قليل من خصائص الأسر، مثل جنس رب الأسرة أو ما إذا كان لدى الأسرة أطفال صغار. وبالفعل، عند مراعاة حالات التأخر الطويلة غالبا في تنفيذ الاختبارات بمؤشرات بديلة وتغير ظروف الأسر، يكون أداء أساليب الاستهداف الأبسط أفضل في المتوسط في خفض معدل الفقر. وعند مراعاة تكاليف بناء وتنفيذ الاختبارات بمؤشرات بديلة، ربما تكون أساليب الاستهداف الأبسط هذه خيارا مفضلا من حيث خفض الفقر بالنسبة لميزانية معينة.
حتى وإن أمكن استهداف الأسر الفقيرة بشكل صحيح، يظل من غير الواضح ما إذا كان ذلك يضمن الوصول إلى الأفراد الفقراء. فالفقر حرمان فردي، ولكنه يقاس في كل الأوقات تقريبا باستخدام بيانات الأسر. وعادة، يفترض أن يكون كل فرد من أفراد الأسر الفقيرة فقيرا، وكل فرد من أفراد الأسر غير الفقيرة غير فقير.
ولكن المقاييس واسعة الاستخدام القائمة على الأسر قد لا تحقق نتائج جيدة في تحديد الأفراد المحرومين الذين قد لا يستهلكون إلا حصة ضئيلة نسبيا من الاستهلاك الإجمالي للأسرة أو يواجهون عوائق في الحصول على فرص خارج نطاق الأسرة ــ بما في ذلك الحصول على الخدمات الصحية والتعليمية والمالية. ويمثل نقص البيانات عن الفقر على مستوى الأفراد عائقا كبيرا أمام دراسة مدى وصول برامج مكافحة الفقر التي تستهدف الأسر الفقيرة إلى الأشخاص الفقراء. ولا يتم جمع بيانات استهلاك الأفراد بسهولة، ومن الصعب تحديد كيفية اقتسام الدخل الذي يكتسبه الأفراد مع أفراد الأسرة الآخرين. وعلى سبيل المثال، في أسرة لا يعمل فيها سوى فرد واحد، يمكن اقتسام الدخل بالتساوي بين جميع أفرادها، أو قد يحصل فرد واحد منها على نصيب غير متناسب. وقد يعاني أفراد معينون داخل الأسرة، مثل كبار السن أو الأيتام، التمييز. وبالتالي، يمكن أن نجد أفرادا غير فقراء يعيشون في أسر فقيرة وأفرادا فقراء يعيشون في أسر غير فقيرة.
وتمثل حالة التغذية أحد أبعاد الرفاهية الفردية التي تدل على الفقر ويمكن ملاحظتها في كثير من المسوح. وقد أجرينا دراسة شاملة عن العلاقة بين ثروة الأسرة، مقيسة إما بمؤشر الأصول المملوكة أو نصيب كل فرد من استهلاك الأسرة، وبين حالة التغذية في 30 بلدا في إفريقيا جنوب الصحراء باستخدام المسوح الديموغرافية والصحية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي