«مينيونز» .. الأشرار الطيبون

«مينيونز» .. الأشرار الطيبون
«مينيونز» .. الأشرار الطيبون

أثارت إعجاب الكبار والصغار على حد سواء واكتسحت عالم الشخصيات الكرتونية لتتربع على عرش الشخصيات المحببة نظراً لخفة دمها وبلاهتها وطيبتها في الوقت نفسه، إنها الكائنات الصفراء الصغيرة «المينيونز».
وبعد طول انتظار كشف النقاب عن الجزء الثالث من هذه السلسلة المثيرة التي تقدم لعشاقها لحظات سينمائية ماتعة جمعت ما بين الكوميديا والدراما، فجاءت تكملة للجزأين السابقين اللذين عرضا عامي 2015 و2016.
الفيلم أكمل في جزئه الجديد مضمون الحبكة التي تجسدت في الجزأين الأول والثاني، لكن المخرج بيري كوفين حاول إدخال عنصر جديد وهو شخصية درو، الأخ التوأم لغرو، على اعتبار أنه كسر التكرار الذي كان من الممكن أن يطغى على هذا الجزء، لكن بحسب النقاد فشل في جذب المشاهد إلى تلك الشخصية، فظهر كأنه يلزق سيناريوهات مختلفة في عمل واحد.
الشقيق التوأم

يروي الفيلم الذي كتبه كل من سينكو بول وكين داوريو، قصة غرو، يؤدي صوته ستيف كاريل، بعدما تعرض هو وزوجته لوسي، تؤدي صوتها كريستين ويج، إلى الطرد من وظائفهما ما يجعلهما يعيشان في حالة من التقلب حتى يتلقى غرو رسالة من شقيقه التوأم درو، يؤدي صوته ستيف كاريل أيضا المُرشح لجائزة أوسكار أفضل ممثل عن دور رئيس في فيلم Foxcatcher، وكان درو يعيش في جزيرة خاصة معزولة محاط بكل مظاهر الترفيه والرفاهية، بفضل مغامرات السرقة والسطو التي قام بها والده وحقق ثروة كبيرة، وعندما يحاول التواصل مع أخيه غرو يحاول إقناعه بالعودة إلى سابق عهده كشخصية شريرة. فيساعده على الانتقام من برات، يؤدي صوته تراي باركر، الفتى الممثل الشهير عالمياً الذي تحول إلى شرير خطير، وتسبب بطرد غرو من عمله.

تحالف الإخوة
يتحالفان معا في عملية سطو على ماسة قام برات بسرقتها، فيقدمان للمشاهد خلال رحلة السطو كثيرا من المشاهد المضحكة، ويعد هذا العنصر عامل جذب أساسيا في سلسلة Despicable me التي تميزت بالحس الفكاهي، إضافة إلى عدد من المشاهد الجانبية التي تتضمن شخصيات «المينيونز».
وعلى الرغم من صدور الفيلم تحت عنوان «المينيونز» إلا أن الحبكة والأداء ابتعدا بعض الشيء عن هذه الشخصيات، وتم التركيز على قضية غرو ودرو وعملية السرقة، ما جعل البعض يعتبر أن الملل تسلل إلى الأحداث التي تفتقر إلى متانة القصة، وكان قد أدخل في السيناريو قضية زوجة غرو وحبها لبناته ما جعل المشاهد أمام كم من التشتت بين القصص المتشعبة وغير المترابطة.
أما المينيونز فكان دورهم محدودا تمثل في تخليهم عن غرو وملاحقة مآربهم الشريرة الخاصة. فجاءت هذه الحبكات الفرعية مزعجة، خاصة أنها لا تؤثر حقاً في القصة الرئيسة التي تقود الفيلم أو ترتبط بها.

المينيونز الأشرار
ولقد كانت أكثر المشاهد إمتاعا المواجهات التي حصلت بين برات وغرو على اعتبار أن كليهما شريران متكبران ومتعجرفان، فهما يتصادمان بين بعضهما بعضا بطريقة مضحكة للغاية في أغلب الأحيان، في حين أن هوس برات بحقبة الثمانينيات يأخذنا إلى عديد من مشاهد الأكشن التي تتضمن موسيقى تلك الفترة أمثال موسيقى مايكل جاكسون.
ومن تابع الجزأين الأول والثاني يعلم أن المينيونز في حقيقتهم أشرار، سخروا كل قواهم المحدودة لخدمة أشرار التاريخ، بداية من الديناصورات المتوحشة، وجنكيز خان، مرورا بالإمبراطور نابليون، ووصولاً إلى دراكولا مصاص الدماء، إلا أنهم حصدوا تعاطفًا ومحبةً وجماهيرية، بلُغتهم البدائية، وخفة ظلهم، وغباءهم وتلقائيتهم، والفوضى العارمة التي يثيرونها بين الحين والآخر، وتعاونهم مع صاحب المصنع الذي يعملون فيه، الوغد المُتقاعد، فيلونيوس غرو، الذي أصبح أخيرًا مديرًا لمصنع حلوى «الجيلي».

آخر العهد 
بصوتهم المُبهج، وحركاتهم الطفولية، ولونهم الأصفر المُميز، ونظاراتهم المُتشابهة التي تخفي خلفها زوجا من العيون أو عينا واحدة، صاحبوا غرو، وساندوه ضد غريمه الذي بدأ سلسلة حماقاته بسرقة هرم خوفو الأكبر، وأعانوه على تربية فتياته بالتبني: «مارجو»، و«إيديث»، و«أجنيس».
من المتوقع أن يكون هذا الجزء من الفيلم آخر عهد ستيف كاريل بتقديم هذه الشخصية، على الرغم من إبداء استعداده وترحيبه للعودة إلى تقديم الشخصية من خلال مشهد قصير في أحد الأفلام في المستقبل بدون أية مشاكل. "بعد عشر سنوات من تقديم الأداء الصوتي لشخصية الجرو، أشعر وكأنني صرت في منزلي"، يقول في إشارة إلى إصابته بالملل والرتابة من تكرار أداء الشخصية نفسها، ولكنه في مقابلة صحفية بمناسبة الحملة الترويجية للفيلم قال مازحا "كان من المفترض أن يدفعوا لي أجري مضاعفا لأنني أقوم بأداء شخصيتين، لكن لم يفعلوا، وكان قد وصف كاريل الجزء الثالث بأنه من نوعية الأفلام «البلهاء» التي يحتاج إليها العالم هذه الأيام.
وبعد الانتهاء من تصوير الجزء الثالث من السلسلة، أكد ستيف كاريل أنه يشعر بالفخر والرضا، قائلا "لقد كان الأمر ممتعا ومسليا بالنسبة لي وبالنسبة للعائلات التي شاهدت أجزاء السلسلة"، معربا عن قناعته بأن السلسلة كانت ناجحة منذ الجزء الأول حتى الأخير، "على فرض أن هذا الجزء منها هو الأخير"، يوضح. بطبيعة الحال تشاركه في هذه المغامرة العبثية المجنونة أيضا، زوجته لوسي، وتجسد شخصيتها النجمة كريستين ويج، وبناتهما الثلاثة مارجو وإديث وأجنس. 

النبرة الملائمة
تجدر الإشارة إلى أنه لكي يعثر كاريل على النبرة الملائمة لشقيقه الشرير درو، اضطر لاسترجاع بدايات شخصية غرو. ووضح في مقابلة مع صحيفة ديلي تليجراف بمناسبة عرض الفيلم في نيوزيلندا قائلا "بدا جرو في بداياته شخصية غامضة، انطوائية، كئيبة وغير ودية إلى حد بعيد، يجسد نوعا مختلفا من الشر، يجذب المشاهد للتعاطف معه لكلاسيكيته وحبكته المهنية العالية"، مضيفا أنه "بعد ثلاث سنوات أردنا أن يحصل درو على نبرة مماثلة، باستثناء أن الشقيق أسلوبه أكثر انفتاحا ومرحا وأكثر مصداقية وودا، ما اضطرني للتخفيف من نبرة كلامه". 
حقق فيلم «مينيونز» سلسلة من الأرقام القياسية، إذ تصدر شباك التذاكر الأمريكي بإيرادات بلغت 115.2 مليون دولار في أول أسبوع له، مع الإشارة الى أن الجزء الأول والثاني حققا أرباحا عالمية تجاوزت المليار ونصف دولار أمريكي، وترشح الجزء الثاني لجائزتي أوسكار من بينهما أفضل فيلم تحريك، كما أصدرت سلسلة مطاعم ماكدونالدز وجبة هابي ميل خاصّة بالفيلم عام 2015.

الأكثر قراءة