التسول .. والكسب غير المشروع

لست ضد فعل الخير، ولا أشكك في حاجة البعض من المتسولين الذين نراهم في كل مكان، عند المساجد، والإشارات المرورية، وفي الميادين العامة، والشوارع الفرعية للأحياء، بل إنهم أيضا وصلوا إلى طرق أبواب المنازل، ولكن في تلك الظاهرة المنتشرة بشكل واسع، ونعلم أنها ستزداد ونحن مقبلون على شهر رمضان ثمة استغفال واستغلال واحتيال يتوغل بين المحتاجين، وهو الأمر الذي يدعونا ويجبرنا على البحث عن حلول لتلك الظاهرة ووضع حد لها.
البعض لا شك في حاجة، ولكن هناك من وجد في ظاهرة التسول طرقا للكسب غير المشروع، والأرقام المعلنة في هذا الشأن مهولة، فالصحف اليومية عبر تقارير رسمية تشير إلى مئات بل آلاف يمتهنون التسول كمهنة للكسب غير المشروع وكثير منهم ليس في حاجة ماسة إلى المال، بل إن بعضهم وصل إلى درجة الثراء بفعل تلك المهنة.
علينا أن نحارب التسول بالكف عن منح المال لمن يطلبه ونحن لا نعلم عنه أي أمر، فالبذل والعطاء وتقديم يد العون للمحتاجين يجب أن يصاحبه بحث وتقصٍ، والمساكين والفقراء يمكن أن نجدهم بيننا سواء في الحارة من الجيران أو من الأقارب أو من بين الزملاء في العمل من أصحاب المراتب المتدنية.
هذا بالنسبة للمواطن أو المقيم ولكن ماذا عن الجهات المسؤولة من مكافحة التسول ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية وكل الجمعيات الخيرية التي تعمل تحت مظلتها، لم لا تتم دراسة أوضاع هؤلاء المتسولين، فغير المحتاج إن كان مواطنا يعاقب وإن كان مقيما يرحل، أما المحتاجون فلم لا يتم لهم تقديم يد العون واحتواؤهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم، وتقديم الغذاء وقيمة الإيجار لهم من خلال الجمعيات الخيرية وما أكثرها في البلد أو من خلال إدراجهم في قوائم الضمان الاجتماعي.
يمكن أن نقضي على ظاهرة التسول متى ما كانت اليد حازمة في هذا الشأن، فلا يمكن أن يمتهن أحدهم التسول والكسب غير المشروع ما لم يجد من يمد له يد العون ويساعده، فنحن للأسف وبطيبة قلب وتقربا من الله -سبحانه وتعالى- نساعد في انتشار تلك الظاهرة، فلو توقفنا لتوقف المتسولون عن التسول، ولو كففنا اليد عن المد لكف المتسول يده عن الطلب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي