وفي الجلسة الثانية، أوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للدراسات الأثرية الدكتور محمد العتيبي، أن الجزيرة العربية، مليئة بالحضارات منذ آلاف السنين، و"هذه البلاد لعبت وستلعب محوراً مهماً في الحضارات، وحجر الزاوية في التجارة الدولية عبر مرّ التاريخ، وأسهمت طرقها التجارية في نقل الحضارة في شتى بقاع الأرض، والطرق التجارية في المملكة تعتبر الشريان الحيوي الذي نقل التجارة والحضارة وهي حجر الزاوية في الهوية الإسلامية والعربية". وتحدّث كل من أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار، والشيخ صالح المغامسي، والدكتور عيد اليحيى، عبر فيديوهات مصورة، عن خدمة ضيوف الرحمن وكرم الضيافة وحسن الوفادة للحجّاج، إذ أكدّوا أنه منذ القدم يتسابق سكان مكة والمدينة على خدمة الحجاج، منوّهين إلى أن سكان الجزيرة العربية نشروا الإسلام وطوروا العلم، وأن تاريخ الجزيرة لم ينقطع، والإسلام أكمله وأقامه عقب اعوجاج. بينما تحدّث وكيل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور سالم الديني عن العمل التطوّعي وفرصه ونشاطاته في «رؤية المملكة 2030»، مشيراً إلى أن السعوديين مقبلين على نقلة نوعية في التطوع عبر القطاع غير الربحي. وفي جلسة حوارية، تحدث الرئيس التنفيذي لشركة جبل عمر للتطوير ياسر الشريف، والكاتب الاقتصادي فضل البوعينين، عن الفرص الواعدة في زيادة عدد المعتمرين من 8 ملايين إلى 30 مليون معتمر، إذ أكدوا أن الحج والعمرة فيهما ثروة قد توازي أو تفوق عوائد النفط، وهي صناعة تقوم على سواعد الشباب بالدرجة الأولى. فيما سلّط المستشار في صندوق الاستثمارات العامة عبدالله بن زرعة، الضوء، على الفرص الواعدة في خطط توطين الصناعات العسكرية. وقال إن المملكة تأتي كثالث أكبر منفق على القطاع العسكري بعد أمريكا والصين، بنمو 10 في المائة سنويا خلال آخر خمس سنوات. وتابع: "على رغم الجهود المبذولة في هذا القطاع إلا أننا لم نصنع سوى 2 في المئة من احتياجنا، ولذلك جاءت الرؤية ونصت في أهم عناصرها على توطين انفاقنا العسكري، ورفع نسبة التوطين فيه"، لافتاً النظر إلى أن الفرص في القطاعات العسكرية ووظيفية واستثمارية. وفي المحور الرابع، تحدث كل من رئيس هيئة النقل العام الدكتور رميح الرميح، ومدير عام الجمارك أحمد الحقباني، والمدير العام للشؤون التجارية والدولية في مجموعة الزامل القابضة مساعد الزامل، والرئيس التنفيذي لمجموعة الطيار عبدالله الداود، عن أهمية استغلال الموقع الجغرافي للمملكة كمنصة لوجستية لربط القارات، وحجم الفرص والاستثمارات الكبيرة في هذا المجال. بعد ذلك تناول المدير العام المكلف للمركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة حسام المدني أبرز مفاهيم قياس الأداء والشفافية والحوكمة في «رؤية 2030»، وكشف في حديثه، عن إطلاق منصة رقمية عبر تطبيقات إلكترونية تتيح لأي مواطن تقييم الخدمات التي يحصل عليها في أي منشأة أو وزارة، وبيان مدى رضاه عن الخدمات المقدمة. وأضاف أن المركز سيطلق حملة لتعليم المواطنين كيفية تقييم أداء المؤسسات الحكومية والارتقاء بها. وفي ختام الملتقى، أعلن مركز الملك سلمان للشباب عن برامج شراكة مع الجامعات لتبسيط رؤية 2030، وتنظيم ملتقى شبابي سنوي لمدة 5 سنوات ضمن مبادرات ملتقى الشباب والفرص في رؤية 2030 بحيث يحمل الملتقى في كل عام عنواناً مختلفاً، يصاحبه أنشطة وبرامج مستمرة طوال العام موزّعة على مدن ومناطق المملكة، من خلال برامج وفعاليات وورش عمل متنوعة مع قطاعات وجهات عدّة. وقال المدير التنفيذي لمركز الملك سلمان للشباب رئيس اللجنة المنظمة لملتقى الشباب والفرص في رؤية 2030 هاني بن مقبل المقبل: "يمثل الملتقى باكورة مبادرة وطنية تبناها مركز الملك سلمان للشباب انطلاقاً من دوره القيادي والريادي في دعم الشباب وتمكينهم" مشيراً إلى الملتقى استهدف تعميق إيمان الشباب بمشاريع بلادهم وتعظيم قيمة الوطن لديهم، وحثهم على البحث عن الفرص الكبيرة في رؤية 2030. وأضاف: "المحتوى الذي قدم في هذا الملتقى لعب دوراً تحفيزاً مهماً في الربط المعرفي بين الشباب وبرامج الرؤية، من خلال ما شهدته الجلسات من نقاشات حول برامج الرؤية ومبادراتها المتنوعة". وبين المقبل أن هذا الملتقى هو تدشين لمنتجات معرفية متنوعة سيتم طرحها بالشراكة مع الجامعات، على أن يكون ذلك خلال كامل مدة المشروع المقررة بخمس سنوات. وعدّ في تصريحه أن "المركز يضع كامل إمكاناته وخبراته في سبيل دعم وإلهام وتمكين الشباب، وبالتالي فإن ما تحقق خلال الملتقى والحضور الوزاري يعطي مسؤولية نعرفها ونعيها في مستقبل المشروع".
