زيارة المريض الحضارية
زيارة المريض هي أُنْس له، وأجر للزائر، ولها ثقافة وآداب يغفل عنها البعض. كنت أتابع حالة مريض طاعن في السن في كندا خلال دراستي العليا هناك مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، ولم يَزُرْهُ أحد قط، رغم أن الزيارة في المستشفى مفتوحة 24 ساعة، وحينما سألته كان الجواب أغرب، حيث إن له ثلاثة أبناء في المدينة نفسها، لكنهم مشغولون! "حسب قوله". حمدت الله على نعمة الإسلام، وقلت أينكم يا معشر الغرب من السيكيروتي "رجال الأمن" الموجودين في كل منافذ المستشفى يفتشون كل داخل وكأنها ثكنات عسكرية، لا يسمحون بالدخول إلا في وقت محدد وعمر محدد كذلك. "والبعض يقول لو الولد ولده كان ممنوعا اصطحاب الأطفال". زيارة المريض حث عليها الإسلام، بل هي من الحقوق، ولكن ومع الأسف يفتقد بعض الناس آدابها. وهذه بعض الإرشادات في آداب زيارة المريض: - زيارة المريض في الوقت المحدد أمر مطلوب. ومخالفة ذلك فيها إحراج للمريض؛ لأنه يكون غير مستعد. وأعرف مرضى كثرا يتضايقون من الزيارات المفاجئة في غير وقت الزيارة. - محاولة إدخال الطعام إلى المريض دون إذن الطبيب أمر قد لا يكون صعبا، ولكن آثاره السلبية على المريض أصعب، ولا سيما أن معظم طعام المرضى هو بسعرات حرارية محددة، ولا أنسى ذلك الزائر الذي حلف إلا أن يشارك "أبو فلان" المريض تميمة ابنه، فأحضر المفاطيح إلى الغرفة، وأبت نزعة الكرم الحاتمية إلا أن يعزم جيرانه في الغرف المجاورة.. ولك أن تتخيل النتيجة. - الدعاء للمريض ورقيته الرقية الشرعية "البسيطة بقراءة المعوذات" وعدم التقليل بالنفس له أثره الفعال في سرعة علاج المريض وشفائه. - إدخال السرور في قلب المريض ببعض العبارات التفاؤلية، والتبسم في وجهه له أثر فعال في تحسين نفسية المريض. - سؤال المريض عن تفاصيل حالته أمر ممل للمريض؛ لما في ذلك من تكرار ممل. وأضحكني ذلك المريض الذي كتب تفاصيل سبب الحادث المروري الذي حصل له في ورقة وبدأ يوزعها على كل زائر ثقيل. - قصر الزيارة فيه راحة للمريض الذي يحتاج إلى الخصوصية بشكل متكرر، ورحم الله من زار وخفف.