الانتقال الربيعي

يمكن القول إن أجواء هذا العام وما رزقنا الله من الغيث تاريخية بكل ما تحمله الكلمة. الأجواء الرائعة كنت تلاحظها حتى في النفسيات مع انتشار المقاطع والرسائل التي تحمل كل يوم الجديد من الأخبار الجميلة هنا وهناك. ومع الانتقال من الشتاء إلى الربيع، استمر جمال الطقس وظهر مزيد من الصور التي تؤكد تعطش حتى الأرض لهذه الأجواء الرحبة.
انتشار الخضرة في كل مكان، جعل كثيرا من المواقع تبدو كأنها في بلد آخر أو حتى في قارة أخرى. كل هذا من فضل المولى جلت قدرته، وهو مؤذن للتنبه لتغير الحال، وما يمكن أن يتعلمه الإنسان من الطبيعة التي حوله. نعم، فما شاهدناه من حولنا يزيدنا يقينا أن الجمال يمكن أن يغير الانطباعات والمفاهيم والرؤى ويجعل كل شيء يبدو أجمل.
هنا أجدني أبحث في علاقاتي الأسرية والمجتمعية الصغرى عن الإيجابية لي ولمن حولي. التركيز على النصف المليء يحتاج منا إلى كثير من الاهتمام بالأمور البسيطة التي قد لا يهتم بها البعض. الإهمال الذي قد ننظر له دون اكتراث، له أثر في كل من حولنا. نشر الإيجابية يتجاوز التبسط في الحديث والسلوك إلى المبادرة نحو الأقل حظا والأقرب مكانا.
هذه الخضرة التي تحيط بنا، ترسل لنا الرسائل أن المنظر الجميل والعناية به يمكن أن يجعلا المحبة شعارا يسود بين الناس، يجمع قلوبهم مهما اختلفت آراؤهم وأساليب نظرهم للحياة من حولهم. لعل هذا ما يجعل كثيرا من المجتمعات تعيش في وسط الرحمات المتتالية خصوصا الأمطار.
لكننا بقدراتنا الذاتية والمحبة التي تجمعنا والقيم التي نتبناها في الغالب مطالبون أكثر من أي مجتمع آخر أن نكون متبسطين ومتحابين ومنفتحين على الأهل والأصحاب والجيران. محاولة واحدة لنشر البسمة كفيلة بامتصاص كثير من الضغناء والسلبية.
لكننا مع تغير الوقت واقتراب الأشهر الساخنة، بحاجة أكثر من اليوم إلى الابتسامة والبساطة ونشر الروح الإيجابية. يمكن أن نبث هذه الروح في أبنائنا وبناتنا، فنجعلهم يحبون من حولهم، يحترمون الكبير ويرحمون الصغير ويتفاعلون مع المحتاج ليكونوا سباقين إلى تنفيذ مفاهيم هي في الأساس مقتبسة من ديننا الذي يهتم ويدعو إلى المحبة والتوازن والابتسامة، ولعل أكبر الأدلة على ذلك قول المصطفى ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ "تبسمك في وجه أخيك صدقة".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي