أكاديمية التعدد
يتداول كثير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي فكرة طرحتها أكاديمية سعودية تتحدث عن أسلوب جديد ومختلف للتعدد، وذلك بتمكين الرجال من الزواج بثلاث نساء كحد أدنى خلال شهر واحد بعد أن يجتاز الزوج ستة أشهر في أكاديمية التعدد تلك ، ثم يكافأ بعد عشر سنوات بالزوجة الرابعة كهدية على حسن سلوكه مع الزوجات الثلاث السابقات! متجاهلة طاقة الرجل الجسدية والمادية على التحمل وفطرة المرأة على رفض الشريكة في الزوج، ومتناسية كل النتائج المترتبة على تلك العلاقة المتعددة الأطراف في الوقت ذاته.
كانت أغلب ردات الفعل إن لم تكن كلها معارضة لتلك الفكرة التي تنظر للمرأة بطريقة خاوية، بما ينبئ عن وعي جميل في صفوف النساء والرجال على السواء واحترام وتقدير لعلاقة الزواج التي وصفها الله بأروع وصف: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، مدركين أن الزواج قبل أن يكون أمنية فهو أمانة ومسؤولية ومؤسسة لإعداد جيل واع متزن وليس ترفيها.
لا أحد ينكر إباحة التعدد في الإسلام ولكنه ليس إلا حلا في حال الحاجة وتعذر سير الحياة بين الزوجين أو ضعف الزوجة عن القيام بحقوق زوجها المشروعة لأي ظرف كان وليس مجالا مفتوحا للتجربة: "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"، لكن ما يجب هو أن نحترم تلك الفسحة في الشريعة ونتعامل بها بما يليق بديننا وتعاليمه، وألا تستغل للإسفاف بالمرأة وحرمانها من حقها في الحياة مع زوج ترضاه وتؤسس معه بيتا تملأه السكينة والمودة بعيدا عن المنغصات أو مظنات الفشل في تلك الحياة الجديدة.
المرأة ليست سلعة تحتاج إلى تسويق حتى وإن تأخر زواجها أو فشل، فقيمتها تكمن في إيمانها وإنسانيتها وما تحمله في عقلها. وكذلك الرجل لا ينبغي أن يكون مستغلا لحل مشاكل النساء حتى وإن كان في المجتمع المطلقة والعانس والأرملة.