متفائلون بصعود سوق الأسهم يتجاهلون ارتفاع التقييمات
هناك رواية واحدة تتكرر باستمرار تدور حول ترك المستثمر الملياردير كارل شركة إيكان في مناسبة الاحتفال بفوز الرئيس المنتخب، لشراء الأسهم الأمريكية. بعد ذلك ببضعة أيام، قال ستانلي دراكينميلر، الذي أخبر في وقت سابق من العام مؤتمرا لزملائه من مديري صناديق التحوط بضرورة "الخروج من سوق الأسهم"، أنه باع كل الذهب الذي يملكه في ليلة الانتخابات، وأنه يحب قطاعات سوق الأسهم المرتبطة بالنمو الاقتصادي.
سيطرة الجمهوريين على السلطتين التنفيذية والتشريعية ضمن الحكم الفيدرالي سوف تعني خفض الضرائب، والإنفاق على البنية التحتية، وأسعار فائدة أعلى، في تقييم مبكر للسوق من خليط من الوعود الانتخابية والترشيحات المقرر أن تنتج مجلس الوزراء الأغنى في التاريخ.
هذا التحول أثار حالة من أكبر الاندفاعات لما بعد الانتخابات منذ عام 1952 على الأقل، وذلك وفقا لشركة تداول الأسهم ألماناك. مؤشر ستاندرد آند بورز 500، ومؤشر داو جونز المتوسط الصناعي، ومؤشر ناسداك المركب، ومؤشر راسل 2000 لأسهم الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة، حققت جميعا مستويات مرتفعة قياسية منذ الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
في الوقت نفسه، العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشرة أعوام ارتفع من مستوى منخفض يبلغ 1.32 في المائة في تموز (يوليو) الماضي إلى أكثر من 2.5 في المائة، في الوقت الذي يتوقع فيه مستثمرو الأسهم نموا اقتصاديا أسرع وأسعار فائدة أعلى في المرحلة المقبلة.
هل هذا أكثر من اللازم، أو أقرب من اللازم، في سوق كان قد حكم عليها الكثيرون بأنها فوق قيمتها الحقيقية؟
يقول ديفيد مازا، رئيس قسم أبحاث الصناديق التي يتم تداولها في البورصة وصناديق الاستثمار المشترك في شركة ستيت ستريت جلوبال للاستشارات: "نحن حذرون لأن المكاسب جاءت بسرعة كبيرة. في الأيام المائة الأولى، هل ستكون لدينا خطة واضحة لجميع الأحاديث عن الإنفاق من المالية العامة وخفض الضرائب؟ إذا لم نفعل، سوف تشعر السوق بالجفول".
المسألة ليست مهمة فقط للمستثمرين في الولايات المتحدة. مؤشر توبيكس في اليابان ماثل الارتفاع لما بعد الانتخابات لمؤشر راسل 2000، في الوقت الذي توقع فيه المستثمرون أن الدولار القوي سوف يعزز شركات التصدير اليابانية.
في الوقت نفسه، تراجعت الأسواق الناشئة. الدولار القوي يجعل من الصعب على البلدان النامية والشركات تسديد الديون بالعملة الصعبة، ويغلب عليه أن يكون مرتبطا بتراجع أسعار صادرات السلع الأساسية.
ثم هناك خطاب ترمب المناهض للتجارة. ديفيد دونابيديان، كبير الإداريين الاستثماريين في أتلانتك تراست، يقول: "هناك بعض المخاطر التي لا يمكن تحديدها كميا التي قد تنشأ من الإدارة الجديدة، وهي مخاطر لا تعتبر إيجابية جدا. الموضوع برمته الذي يتعلق بسياسة التجارة، والحمائية، والسياسة الدبلوماسية تجاه الصين، هو أمر ضخم وغير معروف تماما في هذه المرحلة".
الحمائية، حتى وإن لم تعمل على إعاقة النمو، تشير أيضا إلى تحول محتمل في الاقتصاد الذي يسلط الضوء على ما قد يكون جانبا غير مدرك جيدا من طفرة سوق الأسهم: معظم الشركات المدرجة في الولايات المتحدة لم تكن تزدهر.
يقول أندرو لابثورن، خبير استراتيجية الكمية في بنك سوسييتيه جنرال: "متوسط الربحية للمتوسط الشركات المدرجة ضعيف جدا".
أداء مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يهيمن عليه نحو 100 مجموعة كبيرة جدا.
عندما تقارن الأرباح مقابل قيمة أصول الشركة، ما يسمى العائد على الأسهم لأكبر خمس شركات مدرجة في كل صناعة هو ضعف العائد للبقية. من جانب، التأثير مشابه لذلك الذي غالبا ما يقال إنه دفع ترمب إلى المنصب، وهو أنه تم تجاهل عدد كبير من الأمريكيين بسبب العولمة بينما ازدهرت النخبة. قد يكون هذا صحيحا للشركات بقدر ما هو لعمال المعادن في الغرب الأوسط.
مديونية الشركات كانت ترتفع أيضا، ما يؤثر على التقييمات. قيمة مشاريع أي شركة تشمل كلا من صافي ديونها وقيمتها السوقية، وهذا الرقم بعد ذلك يمكن مقارنته بمقياس للأرباح، المعروف اختصارا بدمج الأحرف الأولى بـ: "ابيتيدا" – الإيرادات قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء.
يقول لابثورن إنه على مثل هذا الأساس فإن نسبة قيمة المشروع إلى "ابيتيدا"، "فإن سوق الأسهم الأمريكية كانت بمثل هذه الأسعار المرتفعة فقط خلال ثلاثة أو أربعة أشهر من فقاعة التكنولوجيا".
ما قد يركز عليه كثير من المستثمرين هو نمو الأرباح، الذي تم استئنافه بهدوء في الربع الثالث، بعد سلسلة من التراجع لمدة خمسة أرباع.
نمو الأرباح يوفر دعامة أساسية لارتفاع أسواق الأسهم، وقد يبدأ محللو وول ستريت برفع التقديرات لعام 2017 لاحتساب التحفيز من المالية العامة.
مع ذلك، من المتوقع حدوث المزيد من الزيادات في أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي العام المقبل، الذي من المرجح على أقل تقدير أن يدعم العملة الأمريكية.
يقول مازا: "ركود الأرباح انتهى، لكن هل تعلمون؟ سوف نبدأ بالسماع من الشركات التي تضررت من الدولار القوي".
نمو الأرباح هو أمر أكثر إلحاحا بكثير لتبرير التقييمات في بيئة من أسعار الفائدة الأعلى، ولا سيما عندما يبدو أن الافتراض هو أن الرئيس المنتخب يمكن أن ينفذ تعهده بالسياسة التحفيزية.
شركة بلاك روك، على سبيل المثال، تبقى حذرة. تقول كيت مور، كبيرة خبراء استراتيجية الأسهم في شركة بلاك روك: "يبدو الأمر بالفعل أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في النصف الأول من عام 2017 لتلبية التوقعات الحالية".
"السوق أصبحت متحمسة قليلا - هناك على الأرجح مجال للقليل من تصويب الأوضاع".