«روغ وان» .. الفيلم الذي أغضب أنصار ترمب

«روغ وان» .. الفيلم الذي أغضب أنصار ترمب
"روغ وان" أقرب إلى الحرب الواقعية مقارنة بما سبق من سلسلة النجوم الخيالية.
«روغ وان» .. الفيلم الذي أغضب أنصار ترمب
حقق الفيلم إيرادات بلغت 323.5 مليون دولار بعد 9 أيام فقط من طرحه.

بفارغ الصبر انتظر عشاق سلسلة حرب النجوم الفيلم الجديد ظنا منهم أنه تكملة لسابقيه، الا أن مفاجأة هذا العمل جاءت مغايرة لتوقعاتهم، ولم يعرض "روغ وان:ايه ستار وورز ستوري" كتكملة للسلسلة نفسها المرقمة والموزعة على حلقات، بل جاء كفيلم فرعي مستقل لكنه ما زال ضمن خانة حرب النجوم التي تعتبر فانتازيا فضائية وخيالا علميا أثرت بشكل كبير في الثقافة العالمية والأمريكية بشكل خاص.

فما إن تشاهد إعلانا لفيلم حرب النجوم حتى تتأجج في داخلك مشاعر قديمة عن تلك السلسلة التي بدأت عام 1977 من خلال فيلم "أمل جديد"، واستمرت طيلة هذه الفترة في تقديم أفضل الأفلام إلى أن أصبحت دمغة في عالم السينما.

تدور أحداث الفيلم في الفترة التي تسبق الفيلم الأول لستار وورز (أمل جديد)، حيث يخطط مجموعة من الثوار للقيام بمهمة صعبة جدا بعد أن تم تأسيس إمبراطورية المجرة، وهي سرقة المخططات الخاصة بنجمة الموت، السلاح الفتاك الذي تمتلكه الإمبراطورية التي لديها القدرة التدميرية العالية.

في بداية الفيلم لا تكون جن إرسو (التي تلعب دورها الممثلة فيليسيتي جونز) عضواً في التحالف بعد، بل مجرمة تم تجنيدها من قبل زعيمة المتمردين مون موثما (تلعب دورها جينيفيف أوريلي) لمساعدتها على العثور على والدها، غالين إرسو ( يلعب دوره الممثل مادز ميكيلسون) وهو عالم عبقري أرغمه الإمبراطور أورسون كرينيك (يلعب دوره بين ميندلسون)، الرجل الطموح والماكر في الوقت نفسه، على تصميم محطة الفضاء المسماة "ديث ستار" أو نجمة الموت. وهي عبارة عن مركبة كروية ضخمة كأنها كوكب صغير، تضم آلاف الجنود ومدفعًا عملاقًا قادرًا على محو كوكب كامل. ولقد تم تدمير نجم الموت في الحلقة الرابعة (أي الفيلم الأول) قبل أن يعاد تصنيع نجم آخر أكبر حجمًا وأشد تدميرًا في الحلقة السادسة (الفيلم الثالث).

نقطة ضعف

وعبر تعاون جن مع العميل الثوري كاسيان أندرو (يلعب دوره دييجو لينو) ورجله الآلي K-2SO (يلعب دوره ألان تودييك)، تلتقي في مهمتها مع شخصيات رئيسية أخرى مثل الطيار الإمبراطوري السابق بوودي رووك (يلعب دوره ريز أحمد) وهو طيار محسوب على إمبراطورية المجرة، ويهرب معه رسالة هولوغرافية (طيفية) من غالين، موجهة إلى حلف المتمردين تقول لهم عن نقطة ضعف نجمة الموت، وكيف يمكنهم تدميرها. تتحالف جين مع المتمردين الذين يخططون لاستغلالها، من أجل العثور على والدها وقتله أو ربما إنقاذه، والأهم من ذلك منعه من صنع السلاح.

#2#

كما التقت جين مع سو غاريرا (يلعب دوره الممثل فوريست ويتيكر) متمرد متطرف، منشق عن حلف المتمردين وصديق والد جين، وهو الذي رعاها بعد احتجاز والدها وإرغامه على العمل لصالح إمبراطورية المجرة وبناء السلاح. غاريرا ترك الفتاة - في ما بعد - عند وصولها لسن الـ16، بسبب تشكيك المتمردين في ولائها، خصوصاً أن والدها يعمل لصالح الإمبراطورية. كما برزت شخصية دارث فيدر ( يلعب دوره الممثل جيمس إيرل جونز)، ورغم أنه حصل على مشاهد قليلة لكنها من أقوى مشاهد الفيلم. فيدر مرعب كما كان في الحلقة الرابعة "أمل جديد"، وهنا ظهر بصورة مستقلة دون وجود الإمبراطور خلفه. ودون أي شك فإن أقوى مشهد له في كل السلسلة يحدث في آخر هذا الفيلم.

حبكة مستهلكة

إن حبكة الفيلم ليست جديدة، بل عهدنا على مستوى رفيع ومشوق في سلسلة ستار وورز حيث قدم كاتبي السيناريو كريس وايتز وتوني جيلروي على ربط "روغ وان" بفيلم أمل جديد بشكل بارع، وهذا ما جعله يتكلل بالنجاح، وتم تقديم إلى محبي ستار وورز الكثير من النقاط المألوفة ليرتبطوا معها منذ البداية، هذا فضلا عن انتشار عبارات من الحلقات السابقة واستعمالها من قبل عشاق هذه السلسلة، مثل عبارة May the force be with you (لتكن معك القوة) مفهومة من قبل الجميع، بل تعدى الأمر ذلك، لإقامة يوم عالمي لحرب النجوم يوافق الرابع من مايو من كل سنة (على اعتبار تحريف العبارة الإنجليزية إلى May the Fourth عوضًا عن The force).

إبداعات بصرية

ولم يخل الفيلم من إبداعات بصرية حيث عمد المخرج غاريث إدواردس إلى استخدام الكاميرا بشكل رائع، ويأخذنا عبر العديد من المواقع المذهلة التي توسع عالم ستار وورز، حيث دمج بين المواقع الرائعة الجمال ومشاهد الأكشن، كما ظهرت شخصية مذهلة من ناحية المؤثرات البصرية وهي شخصية ILM. K-2S0 التي تبدو رائعة جداً لدرجة أننا ننسى أنه شخصية مرسومة على الحاسوب، ولقد صورت بعض مشاهد الفيلم في مدينة تطاوين التونسية، التي استحوذت أخيرا على الكثير من الاهتمام ليس بسبب احتضانها أفلام حرب النجوم بل لأنها مسقط رأس المشتبه به في تنفيذ حادثة دهس برلين أنيس عمري.

ويتميز "روغ وان" بأنه أقرب إلى حرب حقيقية حيث نشاهد الشخصيات الرئيسية والمتمردين وهم يتعاركون في الشوارع، ومن الملاحظ أنه تم التخلص من معظم عناصر القوة والسيوف الضوئية، إضافة إلى ذلك تم إلغاء افتتاحية الأسماء الزاحفة التي تشتهر بها السلسلة، في حين يتضمن الفيلم عناصر مثل القفز بالزمن ولقطات فلاش باك وكتابة نصية على الشاشة تعرّف المناطق المختلفة التي لم نشهدها في أفلام "الحلقات" من قبل. وتساعد هذه الاختلافات الصغيرة وفي نفس الوقت الفريدة على تمييز "قصة ستارز وورز الأولى عما جاء قبلها، حتى وإن كانت القصة لا تزال متجذرة بفيلم "أمل جديد".

تجدر الإشارة الى أن الموقع العالمي variety صدق توقعات تقدم فيلم "روغ وان: ايه ستار وورز ستوري" عن جميع منافسيه في شباك التذاكر العالمي، بتحقيقه إيرادات بلغت 323.5 مليون دولار بعد 9 أيام فقط من طرحه، والفيلم الذي يعرض في 60 دولة حول العالم حقق في ليلة افتتاحه في الولايات المتحدة الجمعة الماضي 140 مليون دولار، وجاءت تلك الإيرادات رغم أن أنصار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب دعوا إلى مقاطعة الفيلم قبل عرضه، وأطلق الناشط جاك بوسوبيك، حملة ضد الفيلم بسلسلة تغريدات زعم فيها أن مؤلف الفيلم كريس ويتز، غير في أحداث الفيلم وأضاف مشاهد تربط بين ترمب والعنصرية، ومن جانبه نفى المؤلف ويتز هذه المزاعم مؤكدا أنها "كاذبة تماما"، وذلك رغم أنه هو وكاتب آخر كانا قد جاهرا في تغريدات على تويتر بمعارضتهما للرئيس المنتخب، وانتشر هاشتاق #DumpStarWars ليعاد نشره أكثر من 120 ألف مرة على مدار 24 ساعة.

الأكثر قراءة