اخسر تكسب
نشأ عبد العزيز المقيطيب مولعا بالتجارة، فقد كان يستغل أي إجازة صيفية للعمل بائعا في المحال التجارية. أسهم عمله المبكر في فهمه لما يريده الناس. قاده حبه للأرقام إلى دراسة الرياضيات في جامعة الملك سعود بالرياض. بعد تخرجه لم يفكر طويلا، فهو يملك مهارات التواصل الأساسية مع الزبائن، وعقد صداقة مبكرة مع الأرقام؛ لذلك اختار التجارة طريقا. أسس شركة صغيرة للتصميم، نجحت الشركة خلال أربع سنوات، لكن شعر بأن الجهات التي يعمل لها تريد عملا أشمل وليس تصميما فقط، تبحث عن خدمات أخرى كتنظيم الفعاليات والملتقيات بالكامل. قرر عبد العزيز أن يدخل هذا العالم الواسع. رأى أن أفضل طريقة للنجاح في هذه التجربة الجديدة أن يدخل في تحالفات مع شركات عالمية متخصصة. كان الربح بسيطا جدا وأحيانا بلا ربح، مؤمنا بمبدأ اخسر تكسب. تعلم منهم الصنعة جيدا، وصقل مهاراته في هذا المجال حتى استطاع أن يكون فريقه الخاص القادر على التنظيم وحده. نجح خلال فترة قصيرة أن يكسب ثقة مؤسسات كبرى مثل وزارة التعليم ووزارة الثقافة والإعلام ومؤسسة الأمير محمد بن سلمان (مسك الخيرية)؛ إذ فازت شركته بتنظيم مؤتمرات تعليم ومهرجان العلوم ومعرض الرياض الدولي للكتاب وحكايا مسك.
إحدى أبرز مميزات شركة (آد) لتنظيم الفعاليات التي يترأسها المقيطيب هي أن أغلب أفرادها من الشباب. لدى عبد العزيز فلسفة جميلة في التوظيف، يفتح قبل كل فعالية الأبواب للمتطوعين للمشاركة، وعندما يجمع المتطوع نقاطا محددة يصبح موظفا في (آد). زرت عبد العزيز في مكتبه ووجدت بجواره الشاب الأنيق محمد الهويمل. سألته عنه فقال لي: "إنه شاب تخرج لغة إنجليزية وتطوع معنا في عدة فعاليات حتى وظفناه". عندما عرض عليه عبد العزيز الوظيفة ارتطم برفض أبيه. فوالده يريده أن يعمل في شركة كبرى. وأقنعه المقيطيب بعد محاولات ومفاوضات ماراثونية أن ابنه سيجد في (آد) فرصة كبيرة للتقدم والتعلم السريع قد لا يجدها في مكان آخر. بالفعل اليوم الهويمل مدير مشاريع محترف في (آد) يقود مناسبات كبرى بابتسامة وخبرة يكتسبها يوما بعد يوم.
عبد العزيز مثال مشرف لشبابنا المتألق. عندما طلبت منه أن ينصح أبناء جيله الذين يتطلعون لافتتاح شركاتهم الخاصة أجاب: "اصبروا تظفروا". وشخصيا أقول اخسر يا صديقي لتكسب.