«الصندوق الخيري» يقيس أثر برامج التنمية الاجتماعية للمساهمة في تحقيق «رؤية 2030»
تأسس الصندوق الخيري الاجتماعي بموجب الأمر السامي رقم خ/41362 بتاريخ 25/10/1423هـ، وذلك للحد من الفقر العوز في السعودية، ويعد الصندوق مؤسسة خيرية وطنية تنموية، ذات شخصية اعتبارية مستقلة، تهدف إلى إنماء المجتمع بطرق غير تقليدية، ويتخذ من الرياض مقرا رئيسيا له.
وسائل غير تقليدية
بدأ الصندوق وفق التوجيه الكريم بالعمل على الحد من مشكلة الفقر والعوز بأساليب غير تقليدية، تستبعد الصرف المادي والعيني للمستفيد مباشرة، وترتكز على النظرة الشاملة للمشكلة وأسبابها وتهيئة المناخ للحد منها، بإيجاد فرص عمل وانخراط المواطنين في أعمال منتجة على مستوى الأفراد والأسر.
15 عاما من العطاء
وقدم الصندوق على مدار ما يقارب 15 عاما من الجهد والعطاء في ميدان العمل الاجتماعي والخيري، عديدا من البرامج والمشاريع التي تسعى لخدمة المستفيدين من الضمان الاجتماعي وأبنائهم مثل برنامج المنح التعليمية، وبرنامج التدريب والتوظيف، وبرنامج المشاريع الصغيرة.
من الرعوية إلى التنموية
عمل الصندوق ضمن برنامج وزارة الشؤون الاجتماعية وتحوله (من الرعوية إلى التنموية)، الذي يستهدف تهيئة القوى البشرية من مستفيدي الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية وغيرهم في مختلف المناطق، وتحويلهم إلى طاقات منتجة، وتمكين الفرد ونقله من الضمان إلى الأمان، ومن الاحتياج إلى الإنتاج.
رؤية جديدة
بعد دمج وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية تحت مسمى “وزارة العمل والتنمية الاجتماعية”، بادر مجلس إدارة الصندوق بإطلاق الرؤية الجديدة للصندوق، التي تسهم في تحقيق “رؤية المملكة 2030” وبرنامج التحول الوطني 2020، مرتكزة على قياس وتقويم برامج التنمية الاجتماعية.
مرجع لجميع القطاعات
تعد رؤية الصندوق المتجددة، مرجعا للقطاعات كافة المسؤولة عن التنمية الاجتماعية بالمملكة فيما يخص البرامج الاجتماعية، وذلك بقياس وتقويم البرامج التنموية والاجتماعية التي تهدف إلى الحد من الفقر، وذلك بغرض تحقيق الفائدة القصوى منها بما يكفل تقديم أفضل الخدمات الاجتماعية للمستفيدين.
الريادة في قياس الأثر
ينشد الصندوق في رؤيته الجديدة الريادة في قياس الأثر ورفع أداء برامج التنمية الاجتماعية في المملكة، حاملا رسالة تركز على تحسين أداء الجهات الحكومية وشبه الحكومية والقطاع الثالث “الخيري” التي تقدم برامج التنمية الاجتماعية؛ بما يساعد على النهضة الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع السعودي.
#2#
رفع أداء برامج التنمية
وضع مجلس إدارة الصندوق أهدافا محددة يسعى إلى تحقيقها، التي تساعد على رفع أداء برامج التنمية الاجتماعية بالمملكة، وتقديم أفضل الخدمات للفئات المستفيدة منها، عبر عديد من الأدوات والمعايير، التي تتواءم مع توجهات الصندوق، وتضع رؤيته ورسالته في طور التنفيذ على أرض الواقع. وتلك الأهداف هي: مراجعة الأنظمة والسياسات الاجتماعية التي تؤثر في مستفيدي برامج التنمية الاجتماعية في المملكة، وعمل التوصيات اللازمة لحفظ حقوقهم، وإعداد معايير ومؤشرات قياس أثر برامج التنمية الاجتماعية المنفذة من القطاعات الحكومية، وقياس أثر برامج التنمية الاجتماعية، وتقويم برامج التنمية الاجتماعية بهدف تحقيق أعلى معدلات الإنتاجية، واستقصاء برامج التنمية الاجتماعية المنفذة أو تحت التنفيذ من قبل القطاع الحكومي، لتعزيز التكامل، وضمان عدم التكرار أو الازدواجية أثناء التنفيذ، إضافة إلى تعزيز ثقافة ومفاهيم التجويد والتقويم الذاتية لبرامج التنمية الاجتماعية، بالشراكة مع الأجهزة المنفذة، كما يستهدف الصندوق بناء منصة معرفية لبرامج التنمية الاجتماعية والمستفيدين لتبادل الخبرات والتجارب، والمساعدة في دعم تنفيذ البرامج المتعثرة أو تولي تنفيذها إذا لزم الأمر، وتسليمها إلى الجهة المعنية بعد اكتمال التنفيذ.
وخلال الـ 15 عاما الماضية مر الصندوق الخيري الاجتماعي بعدد من مراحل التطور في
طبيعة عمله واختصاصاته، منذ تأسيسه وحتى أصبح مؤسسة وطنية لقياس وتقويم أثر البرامج الاجتماعية، أسهمت جميعها في تقديم أفضل البرامج والمبادرات التي حققت الهدف من إنشائه.
#3#
التأسيس أولى المراحل
بدأت المرحلة الأولى من عمل الصندوق منذ صدور تنظيمه في 1423هـ وذلك بتأسيس وإنشاء الصندوق وبناء أنظمته الداخلية، وتكوين فرق العمل. وتضمنت هذه المرحلة دراسة وتحديد نماذج العمل، واختيار أهم وأنسب البرامج للانطلاق بأعمال الصندوق، من خلال سلسلة متكاملة من الأعمال البحثية وورش العمل والزيارات الميدانية، والتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة.
الانطلاق والتطوير
في المرحلة الثانية للصندوق التي أعقبت مرحلة التأسيس، إذ تم خلالها اعتماد البرامج من مجلس الإدارة، لينطلق الصندوق في تقديم خدماته بشكل مباشر للمستفيدين من خلال البرامج المباشرة، كبرنامج التوعية، والتوجيه بتنظيم حملات توعوية ودورات تعنى بهذا الأمر، وإصدار مواد إعلامية وتلفزيونية، وأيضا برنامج المشروعات الصغيرة.
وبعد نجاح مرحلة التوعية والتثقيف، ونجاح برنامج المشروعات الصغيرة، أطلق الصندوق برنامج المنح التعليمية وبرنامج التدريب والتوظيف، وعمل خلال هذه الفترة على تطوير برامجه من خلال التغذية المرتدة من الميدان.
النمو والنضج
وشهدت المرحلة الثانية من مراحل عمل الصندوق نضجا وتطورا كبيرا في برامج الصندوق وأنشطته بشكل أسهم في تطوير آليات عمله، وتقديم خدماته للمستفيد بشكل أكثر موثوقية وواقعية، وأيضا الوصول إلى الشرائح المحتاجة في مدن ومناطق المملكة كافة.
كما تضمنت المرحلة تطبيق جميع البرامج وتقديمها للمستفيدين، إضافة إلى تطور ونمو في أداء الصندوق بين الفترة والأخرى.
من الضمان إلى الإنتاج
شهدت المرحلة الرابعة تطورا في عمل الصندوق لينتقل من الضمان إلى الإنتاج؛ ليتوافق مع منهج وزارة الشؤون الاجتماعية ـــ في ذلك الوقت ـــ والتحول (من الرعوية إلى التنموية).
وخرج الصندوق باستراتيجية جديدة أسهمت في تحول الصندوق إلى منصة لتمكين الابتكار فيما يتعلق بقضايا معالجة الفقر في المملكة، وتمكين المواطنين المستحقين للعمل بإنتاجية وإعالة أنفسهم وأسرهم.
قياس وتقويم
واكب الصندوق في المرحلة الخامسة من مراحل تطوره “رؤية المملكة 2030” وبرنامج التحول الوطني 2020، حيث شهدت إقرار الأهداف الاستراتيجية الجديدة، والتحول إلى مؤسسة وطنية فاعلة في رفع كفاءة أداء برامج التنمية الاجتماعية بالمملكة، من خلال قياس أثرها وتقويم أدائها. ويسعى الصندوق في هذه المرحلة ـــ الحالية والمستقبلية ــــ إلى تعزيز التكامل بين القطاعين الحكومي والخاص في تنفيذ برامج التنمية الاجتماعية، لضمان عدم تكرار البرامج والازدواجية في تنفيذها، ما يضعف تلك البرامج. إن أي عمل تقوم به أي منظمة تكون مخرجاته ملموسة على أرض الواقع إذا تم العمل بالطريقة الصحيحة، وخلال مراحل عمل الصندوق شهدت قصص نجاح مميزة بفضل الدعم المباشر من الصندوق، فهناك قصص نجاح علميا وهناك قصص أخرى نجحت وظيفيا، وفي الجانب الآخر قصص نجاح حققت نجاحها بتأسيس مشاريعها بدعم من الصندوق.
#4#
ويهدف الصندوق من ذلك إلى تحقيق التوجهات الحديثة للمملكة العربية السعودية، ولعل أهم تلك التوجهات تنويع مصادر الدخل بما يعود بالنفع على المجتمع السعودي، وذلك من خلال ما يقدمه، منذ تأسيسه وحتى الآن، من البرامج والمشاريع التي تسعى لخدمة المستفيدين من الضمان الاجتماعي وأبنائهم. وحيث إن الصندوق جزء من منظومة العمل والتنمية الاجتماعية بالمملكة، التي تتعامل في الأساس مع الإنسان وتسعى لتحسين معيشته، فإن تمكنه من أداء رسالته والعمل المنوط به لا يتأتى إلا من خلال نجاح المستفيدين من خدماته في حياتهم العملية.
محمد .. دراسة ووظيفة أفضل
كان محمد الشاب الطموح يعمل بوظيفة متواضعة في شركة صغيرة، ولم يستطع محمد الحصول على شهادة جامعية، وليست لديه أي حرفة يعمل بها، وهذه الوظيفة لم تكفِه لسد مصروفاته المعيشية، فبحث عن طريقة لإتمام دراسته، وتقدم إلى برنامج المنح التعليمية بالصندوق، ونال دبلوم تأمين من جامعة اليمامة. وبعد قياس أثر برامج التنمية الاجتماعية على محمد اتضح أنه تحول من مستفيد من الضمان إلى منتج، وحصل على شهادة دبلوم، وانتقل إلى مستوى وظيفي أفضل، وتحسن مستواه المعيشي.
ندى .. من مستفيدة إلى قيادية في شركة تجميل كبرى
شابة في مقتبل العمر، غير متزوجة ولديها وقت فراغ طويل، وهي مستفيدة وأسرتها من الضمان الاجتماعي، تقدمت للصندوق بدورة تدريبية منتهية بوظيفة، وهي الآن إحدى القياديات في أهم شركات التجميل في الرياض.
وتبين من قياس الأثر، أن ندى تحولت من مستفيد من الضمان إلى منتج، وتحسن المستوى المعيشي لها، وتمكنت من استثمار وقتها بالصورة المثلى، واكتسبت الخبرة لتكون منافسة في سوق العمل.
راكان .. كادر طبي مؤهل من أبناء الضمان
تخرج من الثانوية العامة ولم يكمل دراسته، فتبخرت أحلامه بمستقبل أفضل، ولكنه لم ييأس وتقدم إلى الصندوق وحصل على منحة تعليمية.
وتمكن راكان من إكمال تحصيله العلمي، وأصبح أحد الكوادر الشابة في طب الطوارئ بأحد المستشفيات، وتحسن مستواه المعيشي، وتحول من مستفيد من الضمان إلى منتج.
حسين .. من موظف إلى مالك لمشروع في قريته
بدأ حياته كموظف صيانة للهواتف الجوالة في أحد المحال في مدينة أبها، ولأن طموح حسين كان كبيرا فقد تقدم إلى برنامج المشاريع الصغيرة في الصندوق، واستطاع أن يمتلك مشروعه الخاص في قريته “الربوعة” في أبها، بدعم ومتابعة من الصندوق.
وتغير حال حسين من موظف إلى مالك للمشروع، وتحول من مستفيد من الضمان إلى منتج، وتحسن المستوى المعيشي له، واستقر في قريته الصغيرة، وتمكن من خدمة منطقته.