الأطباء.. آخر الأصدقاء الأوفياء لـ «البيجر» قبل انقراضه

الأطباء.. آخر الأصدقاء الأوفياء لـ «البيجر» قبل انقراضه

الأطباء.. آخر الأصدقاء الأوفياء لـ «البيجر» قبل انقراضه

"البيجر" جهاز النداء الآلي .. ذلك الجهاز الصغير الذي كان يعد أحد أبرز تقنيات الاتصال والاستدعاء منذ أكثر من 30 عاما، الذي قد لا يعرفه الكثيرون من هذا الجيل بعد أن انتهى العمل به رسميا في المملكة قبل أكثر من 11 عاما. يعرف "البيجر" أو كما يطلق عليه علميا جهاز المناداة أو النداء الآلي، على أنه عبارة عن جهاز إلكتروني صغير يسهل حمله ويستخدم لاستقبال الرسائل القصيرة أو رقم الشخص الذي يحاول الاتصال بالجهاز. هذا "البيجر" انخفض عدد مستخدميه من 61 مليون مستخدم في عام 1994 إلى أقل من ستة ملايين اليوم في أنحاء العالم كافة. ورغم محدودية فوائده إلا أنه كان يمثل خدمة لا تقدر بثمن للبعض في ذلك الزمن، وقد كان هذا الجهاز إبّان ظهوره يعتبر ثورة تقنية استفاد منها كثيرون وعلى رأسهم الأطباء الذين كانوا أول من استخدمه وآخر من استغنى عنه، فقد كانت فئة الأطباء الاستشاريين وبعض الجهات الحكومية، والعاملون في وظائف حساسة من أوائل مستخدمي جهاز البيجر، خاصة في المستشفيات التي يحظر فيها استخدام الجوال لانعكاساته الخطيرة على أجهزة الكشف ومعاينة المرضى والأشعة، وهو الأمر الذي من شأنه تقوم تلك الجهات بإضعاف وقطع شبكة الجوال داخل مبانيها لسلامة المرضى والاكتفاء بجهاز النداء الآلي.
فبالنسبة لموظفي المستشفيات والأطباء فإن البيجر يعتبر أحد الأجهزة المنقذة لهم التي أسهمت بشكل كبير في إنقاذ حياة المرضى بسبب سهولة الوصول إلى الأطباء عبرها، وذلك لسببين، أولهما في حالة الرعاية العلاجية فإن "البيجر" يكون أكثر موثوقية من استقبال الهاتف الجوال، والثاني أن المستشفيات ليست في عجلة من أمرها لرفع مستوى الاتصالات السلكية واللاسلكية لديها. وحتى نهاية العام الماضي أشارت التقديرات إلى أن أكثر من 90 في المائة من مستشفيات الولايات المتحدة تستخدم أنظمة اتصالات تدور حول "البيجر". عادة، الطبيب أو الممرضة أو حتى المريض يستخدمون أرقاما معينة من أجل الاستجابة العاجلة، حيث يقوم مركز الإرسال باستقبال الرسالة، ومن ثم الاتصال بالطبيب عندما يكون في حالة "تحت الطلب"، وعند حصول الطبيب على الرسالة يقوم بالرد بمكالمة.
وما لا يعرفه الكثيرون الآن هو أن إحدى الشركات البارزة في سوق الهواتف الذكية الآن كانت من الشركات المتطورة في مجال صناعة أجهزة البيجر حيث لاقت أجهزتها مبيعات ضخمة وسيطرت بشكل كبير على سوق البيجر في المملكة وارتبط اسمها في أذهان السعوديين بجهاز البيجر، وهي شركة موتورولا المملوكة من قبل شركة لينوفو.
وحول مبيعات جهاز البيجر التي كان سعر الجهاز الواحد يراوح بين ألفين وخمسة آلاف ريال في وقت كانت فيه الشركات تبتكر الطرق في اجتذاب العملاء بتوفير خيارات متعددة من الإكسسوارات والمحافظ الجلدية الفاخرة والكماليات، حيث كان كثير من مستخدمي "البيجر" يعتبر تلك الكماليات والإكسسوارات ضرورة للبروز كشاب تقني جديد، وذلك عبر تعليق الجهاز بسلسلة من الفضة أو في خيوط حريرية، أو الخيارات التي كانت توفرها محال الخياطة الرجالية لتفصيل "جيب" خاص للـ "بيجر" ضمن الكماليات التي تستحدثها بين وقت وآخر لزبائنها، كل ذلك قبل أن يتدهور سعرها لقلة الطلب ليصل إلى أقل من LHZM ريال في أيامه الأخيرة بين عامي 2003 و2005 في السوق السعودية.

الأكثر قراءة