ماذا للزوجة بعد الطلاق مرة أخرى؟
كان الحديث في العدد السابق عما يجب للمرأة شرعا بعد طلاقها، وتركز الحديث عن حقها المادي البحت الذي كفله لها الشارع أثناء عدة الطلاق بلا منة من أحد.
ولكن بالنظر إلى الزوجين في قضية الطلاق نجد أن المرأة غالبا هي الطرف الأضعف والأكثر تضررا من الانفصال، خاصة إذا كان بعد عشرة طويلة بذلت فيها المرأة سنين من عمرها وقدمت الكثير من التضحيات التي قد لا يراها الرجل شيئا يذكر لأنها بذلتها برضا وعن طيب نفس، وقد تكون أدارت فيها ظهرها لمستقبلها ولمواهبها وربما يصل الأمر إلى زهدها في دراستها أو استثمار شهادتها بوظيفة تعلي من شأنها وتكف يدها عن الحاجة للغير في الأزمات والملمات، والأدهى من ذلك أن يكون الزوج هو المانع لها من ذلك، خاصة في ظل اشتراط موافقة الزوج للمرأة على دراستها والوظيفة. قد يقر القاضي للمطلقة الحاضنة للأطفال نفقة حتى بعد انتهاء عدتها، لكن السؤال: هل تلك النفقة كافية لسد حاجة الزوجة وأطفالها؟ وهل عدم حضانتها لأطفال الرجل سبب لمنعها من حقها في الحصول على نفقة دائمة كتعويض لها عن كل المنافع التي فاتتها بانفصالها عن الزوج؟
يجب أن يذاب جمود القوانين ويعاد النظر في حقوق المطلقة ـــ شريكة الحياة والثروة ـــ على المدى البعيد كي نضمن لها حياة سوية بعيدة عن الحاجة ومد يدها للغير حتى وإن كان أهلها.
والكثير من الدول حولنا لها بدايات وتجارب في ذلك، ففي وثيقة الكويت للقانون العربي الموحد للأحوال الشخصية أعطاها نفقة لمدة ثلاث سنوات، وفي أغلب القوانين الغربية يفرض على الزوجين اقتسام الثروة التي نشأت أثناء علاقتهما، إضافة إلى النفقة في حال وجود أبناء، المهم أنه يجب أن نوجد حلا شرعيا يساعد المرأة خصوصا في الحالات التي ذكرناها، ليمنح المرأة كرامتها بعيدا عن تنكر بعض الرجال.