ماذا للزوجة بعد الطلاق؟

ماذا للزوجة بعد الطلاق؟

يعد بناء الأسرة من أجمل الفطر التي أودعها الله في الإنسان، ويظل إنهاء ذلك الكيان الرائع بالطلاق من أشد ما يعكر صفو الحياة ويقلب موازين الأسرة، فهو أبغض الحلال إلى الله. ومع تغير ظروف الحياة والمعيشة وأسباب أخرى ارتفع عدد حالات الطلاق بشكل ملاحظ مقابل عدد الزيجات، فقد بلغ عدد وقائع الزواج المسجلة خلال عام 1436هـ 132 ألفا و467 واقعة، بينما بلغت وقائع الطلاق 27 ألفا و209 وقائع بحسب إحصائية حديثة لمركز المعلومات الوطني.
قد تكون المرأة هي الأكثر تضررا بعد قرار الانفصال، حيث تبدأ رحلتها في البحث عن حقوقها وزيارة المحاكم للمطالبة بها. الشارع عندما أحل الطلاق رتب عليه واجبات وحقوقا على الزوجين المنفصلين احتراما للإنسانية وللعشرة التي بينهما وإن لم تكن حسنة. وهنا يهمنا الحديث عن الجانب المادي المتعلق بالمرأة، فكثير من المطلقات تعتقد أن علاقتها بزوجها تنتهي بمجرد تلفظه بلفظ طلاقها، وأنها مضطرة إلى ترك بيته والمغادرة إلى حيث كانت، لكن أول حق لها هو البقاء اختيارا في بيتها مدة عدتها وهي ثلاثة أشهر، ولا يحق للزوج إخراجها أو مضارتها في ذلك، ويجب عليه الإنفاق عليها، ثم يصدر صك طلاقها بعد انقضاء عدتها دون مراجعتها، وألا يماطل في ذلك حتى لا يفوت عليها بعض المنافع كالزواج بغيره أو ما تصرفه الدولة لها من إعانة، حيث يحق لها إصدار بطاقة ضمان اجتماعي ويصرف لها مبلغ شهري لاحتياجاتها الأساسية. ومن حقوقها أيضا رؤية أبنائها متى ما رغبت في ذلك أو حسب الاتفاق المسبق بينها وبين أبيهم أو بحسب ما قررته المحكمة في كيفية الرؤية ومن يحتضن الأطفال مع العلم بأن الشرع منحها كامل الحق في رعايتهم لأنها الأقدر احتواء وعاطفة بينما يتكفل والدهم بالإنفاق عليهم.

الأكثر قراءة