تعددت ألوانه وأشكاله وبقي اسمه (أحمر شفاه) تحمله كل أنثى اليوم تتزين غير عابئة بتاريخه الطويل من لون براق على شفاه الملكات إلى رمز للسحر والشعوذة تصل عقوبتها إلى الإعدام!
استخدم للمرة الأولى في بلاد الرافدين (العراق) قبل ما يقرب من خمسة آلاف عام، حيث كانت النساء تلون شفاهها وفوق عيونها بمسحوق مصنوع من حجارة كريمة ذات لون أحمر!
وقبل الميلاد بـ 3500 أُولعت به الملكة السومرية شبعاد التي كانت تلون شفتيها بالرصاص الأبيض وفتات الصخور الحمراء، واقتدى بها الرجال والنساء وزينوا به شفاه الأحياء والأموات!
وكعادة الفراعنة فقد ابتكروا لهم أحمر شفاه من أعشاب البحر واليود والبرومين تسبب في تسمم كثيرين ما حدا بالملكة كليوبترا لصناعة أول لون أحمر شفاه حقيقي خاص بها من الخنافس والنمل ومادة تستخرج من صدف البحر في عام 50 قبل الميلاد!
ظل أحمر الشفاه لفترة رمزا لانتماء الشخص للطبقة العليا من المجتمع فقد كان الملوك ورجال الدين والنبلاء يزينون شفاههم به رغم خطورة بعض مكوناته. لتأتي الثقافة اليونانية وتنظر إلى أحمر الشفاه بطريقة دونية وتجعله مقصورا على عالم المومسات اللاتي استخدمن النبيذ ودهن الغنم وبراز التماسيح لتزيين شفاههن!__
لذا فرض أول قانون يطول أحمر الشفاه وهو إلزام بائعات الهوى بوضعه عند خروجهن لكي يتم التفريق بينهن وبين سيدات المجتمع ومن تمتنع تعرض نفسها للعقوبة الرادعة!
ليعود مرة أخرى إلى شفاه النخبة من الرجال والنساء وللدلالة على مكانتهم حتى أن الإمبراطورة بوبايا زوجة نيرون كانت محاطة دوما بـ 100 مساعد ومساعدة، للحفاظ على لون شفتيها!
بعدها أتى رجال الدين في القرون الوسطى ليجرموا أحمر الشفاه وينسبوه للشيطان خصوصا في بريطانيا إلا إذا وضعه علية القوم أو استخدمت في تصنيعه مواد طاهرة، أما من يروج لتأثيره الساحر من الباعة الجائلين فإن مصيره الشنق!
وبعد الحرب العالمية شاع استخدامه وخصوصا أن ممثلات السينما كن يضعنه لتعزز فكرة أنه رمز للممثلات وبائعات الهوى، ولتصدر بريطانيا قانونا آخر يبطل زواج ويتهم بالشعوذة من يثبت أنها استخدمت أحمر الشفاه لإغواء الرجل!
أدى هذا الجدل والنظرة الدونية للمرأة التي تضعه إلى أن يضطر النسوة إلى شرائه وهن متخفيات ووضعه في حدود ضيقة.
ومع حلول القرن الـ 20 فكت قيود ذلك الإصبع المسكين وبدأ يتحرر من رمزيته ليصبح عنوانا للمرأة ورمزا لاستقلاليتها الاجتماعية وهذا ما دعا القائد تشرشل إلى تقنين بيع مستحضرات التجميل خلال الحرب العالمية الثانية ماعدا أحمر الشفاه لتأثيره الإيجابي في النفوس!
