كلمة الملك .. مصدر للإلهام والثقة والاعتزاز

رحلة عظيمة يقوم بها الملايين من حجاج بيت الله الحرام، مع انطلاقة أفواجهم قبل شروق الشمس على منى ومنها صعودا إلى عرفات الطاهرة ثم نفرتهم مع غروب الشمس إلى مزدلفة وإشراقها عليهم مرة أخرى وقد وصلوا إلى منى مرة أخرى، يوم كامل من رحلة عظيمة خالدة، تسعى المملكة بكل جهودها وجهود قطاعاتها العسكرية أن تمضي جموع الحجاج بأمن وأمان. وتثبت معها الأيام والأحداث أن المملكة دائما على حق، وأن قراراتها صائبة وتنبع من قراءة عميقة للواقع والمنحنيات السياسية والاقتصادية، وليست مجرد ردة فعل عاطفية، أو تعصب لمنهج أو مذهب أو اتجاه، بل هي نابعة من عميق فهم لمقتضيات هذا الدين الحنيف، مع تصور شامل للأمور، وفهم لحقيقة الصراع. فقرارات المملكة التي اتخذتها قبل سنوات بتنظيم أعداد الحجيج، والشروط الصارمة على حجاج الداخل من حيث التصريح، ومنح الفرص لمن لم يحج من قبل، والتشديد في عدم رفع شعارات أو مظاهرات في الحج لغير ما سنّه النبي الكريم، كل هذه القرارات أثمرت أمنا وأمانا للحجاج وسلامة للمناسك.
في كل عام تضع جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية المشاركة في مهمة الحج خططا أمنية ووقائية شاملة، ويأتي تنفيذها بدقة عالية ومهارة اكتسبت على مدار السنوات، تعجز عنها كبريات دول العالم، فتوفير الأمن والغذاء والصحة لملايين الحجاج في رحلة عظيمة لجموع بشرية في أربع وعشرين ساعة ولمسافات طويلة، لهو تحدٍ ضخم بكل المقاييس ويحتاج إلى خطط تنفذ بمستوى رفيع من الجودة والإتقان وهذا ما يتحقق دائما وتحقق اليوم في المشاعر المقدسة. وما قد يحدث عرضا من حوادث في الحج إنما يأتي دائما كنتيجة لعدم الالتزام بتعليمات الجهات الأمنية في المملكة سواء في التصعيد إلى عرفات أو النفرة إلى منى، وهو الأمر الذي جعل المملكة تأخذ بجد وحزم شديدين، فأمن الحجاج خط أحمر لا مجال للعبث به. وفي كل عام يتابع خادم الحرمين الشريفين بنفسه أعمال الحج، وفي هذا العام وبعد أن تابع الملك بنفسه رحلة الحج العظيمة من شروق الشمس على صعيد عرفات حتى شروقها مرة أخرى على صعيد منى، وفي يوم العيد الأكبر تحدث الملك عن جنودنا البواسل الذين يصنعون بجهدهم طريقا آمنا لكل من دخل المملكة ومن عاش في ربوعها، لكل من حج البيت أو اعتمر به.
"إخواني العسكريين"، بهذه العبارة حيا الملك خدام بيت الله من جنودنا البواسل وهو القائد الأعلى لجميع القوات العسكرية عندما استقبلهم – حفظه الله – في الديوان الملكي بقصر منى، ومع هذه التحية أثنى الملك على كل الجهود العظيمة التي بذلت في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وباسم الوطن أكد خادم الحرمين الشريفين أننا جميعا نقدر الأعمال الجليلة، والتضحيات الكبيرة لأبناء الوطن المخلصين. فهذه الأيام هي أيام رجال الدولة والقوات العسكرية في كل القطاعات، وقد انقسموا بين من يسعى على راحة الحجيج وبين من يدافع عن الوطن ويحمي ثغوره. هذه أيام القوات العسكرية بكل المعاني وكما قال عنهم خادم الحرمين الشريفين فهم ساروا على ما سار عليه الآباء والأجداد دفاعا عن ديننا ووطننا ومقدراتنا. ولأنه طريق التضحيات الضخمة فرجال قواتنا العسكرية كما هم على الوعد صادقين صابرين فمنهم من قضى نحبه وما بدلوا تبديلا، قوم إذا سمعوا الصريخ رأيتهم ما بين ملجم مهره أو سافع، نسأل الله جل شأنه أن يغفر للشهداء ويشفي المصابين، ويحفظ على هذه البلاد أمنها واستقرارها. تأتي كلمة الملك لقواتنا العسكرية، وفخره واعتزازه بما حققوه لهذه الأمة العظيمة كمصدر للإلهام والثقة والاعتزاز وهم أهله ويستحقونه على ما قدموه لنا من تضحيات عظيمة وإنجازات راسخة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي