حماية الأسرار التجارية .. أقوى أسلحة المنافسة

حماية الأسرار التجارية .. أقوى أسلحة المنافسة

كثير من التجارات اليوم ترتكز أساسا على سر تجاري يميز صاحبها ويجلب له العملاء، ومن أهم عوامل تنمية ودعم تلك الشركات التجارية والصناعية هو الحفاظ على أسرارها وحمايتها بشكل نظامي، ولكن الكثير من التجار ورجال الأعمال قد يجهلون الآلية التي يمكنهم من خلالها حماية تجارتهم أو صناعتهم.

ما الأسرار التجارية؟

الأسرار التجارية هي كل المعلومات التجارية السرية التي تعطي للشركة ميزة تنافسية. وتشمل الأسرار التجارية أسرار التصنيع أو الأسرار الصناعية والأسرار التجارية. ويعدّ انتفاع شخص غير صاحبها بتلك المعلومات دون تصريح ممارسة غير مشروعة وتعديا على الأسرار التجارية. وتشكل حماية الأسرار التجارية جزءا من المفهوم العام للحماية من المنافسة غير المشروعة، أو تقوم على قوانين حماية الملكية الفكرية بمختلف أنواعها أو قانون الحالات بشأن حماية المعلومات السرية.
وغالبا ما يعرّف موضوع الأسرار التجارية تعريفا عاما إذ يشمل أساليب البيع وأساليب التوزيع وخاصيات المستهلكين واستراتيجيات الإعلان والإشهار وقوائم الموردين والزبائن وطرائق الصنع للمنتجات وتركيباتها وهكذا. ويعتمد تحديد المعلومات التي تعد أسرارا تجارية في نهاية المطاف على ظروف كل حالة على حدة، ولكن هناك ممارسات غير مشروعة يسهل تحديدها فيما يتعلق بالأسرار التجارية وتشمل التجسس الصناعي أو التجاري ونقض العقود والإخلال بالثقة.

كيف تحمى الأسرار التجارية الخاصة بالمنشأة؟

هناك عديد من الطرق التي تحمي المنشأة بها أسرارها التجارية والصناعية، من أهمها بداية تسجيل براءات اختراع بشكل قانوني متكامل، وبهذا تحمي نفسها أمام المنافسين خصوصا، حيث لا يستطيعون مشاركتهم في هذه الميزة التي امتلكوا براءتها، وهذا الأمر تجهله الشركات في الأسواق الناشئة كونها لم تعتد على سوق متطورة، بينما في الأسواق المتقدمة تجد السباق المحموم لتسجيل كل فكرة، كونها طريقة لاحتكار تلك الفكرة واستخدامها، وهناك بعض الشركات ذات القيمة العالية بسبب براءات الاختراع التي تملكها فقط. ولكن ليست كل الأسرار التجارية والصناعية يمكن تسجيلها كبراءة اختراع، فقوائم العملاء وعددهم ومصدر بعض المواد مثلا كل هذه أسرار تجارية قد تضر المنشأة عندما تكشف للمنافسين، فما هي الآلية لحماية تلك الأسرار؟
من أهم الوسائل الحمائية؛ استخدام مواد الحفاظ على السرية التي نص عليها نظام العمل السعودي، التي تُلزم الموظف بالحفاظ على أسرار المنشأة التي يعمل لديها، وبالإمكان وضع عدد من البنود التي تحمي حقوق المنشأة وتحافظ عليها بشكل جيد. ويمكن وضع اشتراطات إضافية على الموظفين الذين يطلعون على أسرار المنشأة الحساسة، مثل اشتراط عدم العمل لدى المنافس مدة معينة بعد انتهاء علاقته بالمنشأة وهكذا. كما إن وضع آلية مشددة ورقابية داخل المنشأة من أهم الترتيبات لحماية الأسرار التجارية والصناعية.
كما أن من المهم عدم كشف الأسرار التجارية مع العملاء أو ذوي العلاقة التجارية الحالية أو المتوقعة إلا بعد توقيع اتفاقية للحفاظ على السرية Non-Disclosure Agreement، التي تكون مركزة غالبا على حماية المعلومات السرية الخاصة بالطرفين، وتحميل الطرف الآخر المسؤولية الكاملة في حال قام بكشف تلك الأسرار. ومن ميزات مثل هذه الاتفاقيات أنها تحمي حتى تلك الأسرار التي لا تقبل أن تكون محمية بمثل براءات الاختراع، فيمكن أن تكون قوائم العملاء التي تم تزويده بها أحد الأسرار التجارية التي لا يجوز له كشفها، وفي حال قام بكشفها فإنه يتحمل المسؤولية الكاملة للضرر الذي قد تتعرض له المنشأة.
هناك لائحة لحماية المعلومات التجارية السرية التي صدرت من وزارة التجارة والصناعة، وهي مكونة من عدة مواد قصيرة، وقد جاء في المادة الأولى تعد أي معلومّة سرا “تجاريا في أي من الحالات الآتية، إذا كانت غير معروفة عادة في صورتها النهائية، أو في أي من مكوناتها الدقيقة، أو كان من الصعب الحصول عليها في وسط المتعاملين عادة بهذا النوع من التعاملات، وأيضا إذا كانت ذات قيمة تجارية نظرا لكونها سريّة، وأيضا إذا أخضعها صاحب الحقّ لتدابير معقولة للمحافظة على سريّتها في ظل ظروفها الراهنة.
ويجدر التذكير بأن حماية الأسرار التجارية تظل حماية ضعيفة في معظم البلدان وأن هناك تفاوتا كبيرا في شروطها ونطاقها من بلد إلى آخر حسب الآليات التنظيمية القائمة وقانون الحالات المعمول به، وأن المحاكم قد تشترط بذل جهود جبارة وربما مكلفة جدا للحفاظ على سرية المعلومات. أما استخراج البراءات للاختراع فإنها تتيح حماية أقوى.

الأكثر قراءة